'الميزانية يجب أن تنفق على الشعب وليس على الحرب'
بينما تسبب عدم حل القضية الكردية والميزانية المخصصة للحرب في تفاقم الفقر، أشارت النساء اللاتي لم يكن بوسعهن حتى شراء الخضار أن الاقتصاد سيتحسن مع تغير السلطة.
مدينة مامد أوغلو
آمد ـ أعلن وزير العمل والضمان الاجتماعي التركي، أن الحد الأدنى للأجور الذي سيكون سارياً اعتباراً من بداية العام المقبل هو 22 ألفاً و104 ليرات.
تم تحديد هذا الرقم، الذي لم يأخذ في الاعتبار مطالب الشعب والنقابات العمالية، بما يتماشى مع مطالب حكومة حزب العدالة والتنمية والمؤسسات المالية الدولية مثل صندوق النقد الدولي والبنك الدولي ودوائر رأس المال، وبينما كان من المتوقع أن يعاني عامة الناس من "الجوع والفقر" في عام 2025، فإن الكلمات الأولى لرئيس حزب العدالة والتنمية طيب أردوغان كانت "عسى أن يكون ذلك مفيداً لبلدنا وأمتنا".
وفي الدولة التي يعيش شعبها في فقر مدقع، يتم إنفاق جزء كبير من الميزانية على مجالات "الدفاع والأمن"، وفي عام 2024 وحده، تم تخصيص تريليون و133.5 مليار ليرة للحرب، وفي حين أن الميزانية التي سيتم إنفاقها على الحرب في عام 2025 لا تزال غير مؤكدة، فإن المواطنين الذين لا يستطيعون حتى شراء الخضار يطالبون بإنفاق الميزانية على الشعب.
وأكدت النساء اللاتي تحدثن في سوق آمد بشمال كردستان أنه بسبب الأزمة الاقتصادية المتزايدة والفقر المدقع أنهن عُدن إلى بيوتهن خاليات الوفاض في كثير من الأحيان، وأن الأموال تنفق على الحرب في بلد يعيش شعبه على حافة المجاعة.
"لا يمكننا حتى شراء الخضار"
ولفتت زكية شاهين، إلى الأزمة العميقة بقولها "الشعب جائع"، مؤكدةً أنهم لا يستطيعون شراء اللحوم، "لقد دفعنا 40 ليرة تركية مقابل تفاحتين. نرجو من الذين سببوا لنا هذه الأزمة أن يجربوا نفس الشيء. ماذا قدموا لهؤلاء الناس؟ في الماضي كان بإمكاننا شراء كل شيء في السوق بمبلغ 10 ليرة تركية، أما الآن لا يمكنك حتى شراء الخضار بها، وهذا الوضع لا يمكن حله بالحرب، بل يمكن حله بالسلام. كل شيء سيكون أفضل لو أنفقت الأموال على الشعب".
"الأموال التي تنفق على الحرب يجب أن تنفق على الشعب"
وقالت شيناي أكشين، إن النساء لم يستطعن التسوق "نحن النساء نعاني من هذه الأزمة. أطفالنا جائعون. هناك سبب يجعل كل شيء باهظ الثمن اليوم. لكان الوضع أفضل لو لم تكن هناك حرب، ولو لم تذهب هذه الأموال إلى السلاح. لو لم تكن هناك حرب، لما شهدنا أزمة ولا جوعاً. كل شخص نعرفه عاطل عن العمل، يجب عليه أن يعطي المال الذي سيعطيه للحرب والدبابات والمدفعية وحراس القرى للشعب، هؤلاء الناس يعانون من آلام تلك الأموال".
"مطالب الناس يجب أن تكون الأولوية"
فيما بينت روجدا آي إن الأزمة الاقتصادية تؤثر على المجتمع بأكمله "أزور السوق مرتين أو ثلاث مرات حتى أتمكن من العثور على شيء رخيص. ولكن لا، كل شيء مكلف للغاية في كل مكان اليوم. يجب إيجاد حل لهذه الأزمة".
وأضافت "ما علاقة هذا البلد بالحرب؟ الحكومة يجب أن تهتم بالشعب، عندما ننظر إليها كعائلة، فإننا نعتني أولاً بعائلتنا وأطفالنا، ويجب أن يكون هذا النظام كذلك. عليهم أن ينظروا إلى الشعب أولاً ويستمعوا إلى مطالبه".
"يجب على الحكومة أن تتغير"
ولفت آيفر جان، إلى الأوضاع المعيشية للمتقاعدين، "كل شيء تضاعف. لو لم يتم إنفاق الكثير من الأموال على الحرب اليوم، لما وصلنا إلى هذا الوضع. إذا كان هناك سلام، فلن يكون الناس في هذا الوضع. إذا تغيرت الحكومة، سوف تحدث أشياء جيدة. لا أحد يستحق هذه الحياة".
وأكملت "نحن لا نستحق هذا الوضع، ويجب حل هذا الوضع في أقرب وقت ممكن. ليس لدينا بالفعل إيمان ولا أمل في المستقبل".
ولخصت سمرا جوشكون، تجربتها بالقول "لا نستطيع شراء سوى الخضار، ولا نستطيع شراء أي شيء آخر".