المرأة السورية تُطلق صرخة إنذار... "التنوع الديني في خطر"

في ظل غياب قوانين الحماية في سوريا، تُرتكب مجازر يومية تهدد جميع الطوائف والمكونات، فقد عكس الهجوم الانتحاري على كنيسة مار إلياس في العاصمة السورية دمشق، في مشهد برز حجم التهديدات التي تواجهها دور العبادة والأديان في البلاد.

نغم جاجان

قامشلو ـ منذ أن فرض جهاديي هيئة تحرير الشام سيطرتهم على مفاصل الحكم، تحوّلت سوريا إلى مسرح لانتهاكات متكررة، لا سيما في المدن الساحلية، وقد اعتُبر الهجوم على كنيسة مار إلياس في دمشق، حيث كان نحو 300 شخص مجتمعين لأداء طقوسهم الدينية، دليلاً جديداً على استهداف التنوّع الديني والعرقي.

في التفجير الذي وقع بتاريخ 22 حزيران/يونيو الجاري في كنيسة مار إلياس بالعاصمة دمشق، فقد 30 شخصاً حياتهم وأُصيب 63 آخرون بجروح بالغة، في جريمة أثارت غضباً واسعاً واستنكاراً من مختلف الجهات الحقوقية والمجتمعية.

حيث أوضحت ممثلة منظمة "سارة" لمناهضة العنف ضد المرأة في إقليم شمال وشرق سوريا آرزو تمو أن قرابة 300 شخص كانوا قد تجمعوا داخل كنيسة مار إلياس يوم الحادث، لأداء شعائرهم الدينية، حين تعرّضوا لهجوم مباغت نفذته مجموعات متطرفة، مما أسفر عن سقوط العشرات بين قتيل وجريح "منذ أن بسط جهاديي هيئة تحرير الشام سيطرتهم على دمشق، بدأت سلسلة من المجازر في المدن الساحلية السورية، ولا يختلفون في نهجهم عن داعش، إذ لا يعترفون بأي مكوّن أو شعب خارج دائرتهم الضيقة".

 

"تُرتكب الجرائم بسبب غياب القوانين"

وأشارت إلى إن الجرائم تُرتكب في سوريا نتيجة غياب القوانين الرادعة، مشددةً على أن مختلف المكونات، من كرد وعرب وسريان وإيزيديين وعلويين، يعيشون جنباً إلى جنب ويستحقون الحماية.

وأضافت "لقد ارتكبت جماعات متطرفة العديد من المجازر في مناطق سورية مختلفة، بينما تقوم خلايا متطرفة بشن هجمات على دور العبادة، وهي أماكن يُفترض أن تكون محمية، في ظل هذا الفراغ القانوني، تُرتكب الجرائم من دون أي مساءلة أو محاسبة".

واختتمت بالقول "نطالب بتحقيق دولي عاجل، وبمحاسبة كل من شارك أو دعم هذا الهجوم، كما ندعو إلى اتخاذ إجراءات فاعلة لمنع تكرار مثل هذه الجرائم مستقبلاً".

 

"هذا اعتداء على المعتقدات والأديان"

بدورها، أعربت ممثلة "وقف المرأة الحرة في سوريا"، سلطانة خشو، عن استيائها العميق من تكرار المجازر في العاصمة دمشق، ووصفتها بأنها "بالغة الخطورة"، مشيرةً إلى أن الجرائم ترتكب بشكل يومي دون أي مساءلة، الأمر الذي يفاقم الوضع الأمني ويزيد من معاناة المدنيين.

وتطرقت إلى الهجوم الأخير على كنيسة مار إلياس، معتبرةً أنه يستهدف دور العبادة بشكل مباشر، مؤكدةً على ضرورة فتح تحقيق عاجل ومحاسبة المسؤولين عنه "إذا استمر الإفلات من العقاب، فإن وتيرة هذه الانتهاكات ستتضاعف، ما يهدد النسيج المجتمعي السوري".

 

"يجب محاسبة مرتكبي هذه المجازر"

واختتمت سلطانة خشو بالتحذير من مستقبل غامض ينتظر البلاد ما لم يُقدَّم الجناة إلى العدالة، معتبرةً أن الدولة تبدو عاجزة عن توفير الحماية لمواطنيها "نحن في وقف المرأة السورية نطالب بمحاسبة مرتكبي هذه المجازر، لأن العدالة هي الطريق إلى السلام، والتعايش بين مكونات المجتمع السوري بتنوعها الثقافي والديني واللغوي".