"الحركة شفاء والنشاط حياة"... دعوة لتجديد علاقة المرأة بصحتها
نظمت لجنة تطوير المرأة بمؤسسة الخطوة الثابتة للتدريب والتأهيل جلسة حوارية تحت شعار "الحركة شفاء والنشاط حياة"، أكدت على أهمية التوعية والكشف المبكر عن سرطان الثدي.

ابتسام اغفير
بنغازي ـ يُعد شهر تشرين الأول/أكتوبر من كل عام مناسبة عالمية للتوعية بسرطان الثدي، حيث تتكاثف الجهود في مختلف أنحاء العالم لنشر الوعي حول أهمية الكشف المبكر وطرق الوقاية والعلاج، إضافة إلى الدعم النفسي والمعنوي للنساء المتعافيات والمصابات على حد سواء.
بمقر وكالة الأنباء الليبية في بنغازي، نظمت لجنة تطوير المرأة بمؤسسة الخطوة الثابتة للتدريب والتأهيل أمس السبت 18 تشرين الأول/أكتوبر، جلسة حوارية تحت شعار "الحركة شفاء والنشاط حياة"، حضرها عدد من المختصات في الجوانب النفسية والصحية والتغذية العلاجية والرياضية، أكدن خلالها على ضرورة أن تولي المرأة اهتماماً متوازناً بجميع جوانب صحتها، دون إهمال أي جانب على حساب آخر.
الدعم المستمر خطوة للنجاة
وفي هذا السياق، شددت نيفين الفزاني، رئيسة لجنة تطوير المرأة بمؤسسة الخطوة الثابتة على أن "هذه الفعالية جاءت لدعم النساء المتعافيات من سرطان الثدي، وتسليط الضوء على أهمية الصحة الشاملة، البدنية والنفسية والغذائية، في الوقاية والتعافي، وقد شاركت في الجلسة مجموعة من الطبيبات المختصات في هذه المجالات".
وأوضحت أن اللجنة تسعى إلى جعل هذا الشعار أسلوب حياة دائم للمرأة، مؤكدةً استمرار أنشطة المؤسسة على مدار العام وعدم اقتصارها على شهر تشرين الأول/أكتوبر فقط، بهدف تقديم الدعم المستمر للنساء في مختلف الجوانب.
"وعيك أمانك"
ومن جانبها، قالت الدكتورة مبروكة الشطشاط، أخصائية الجراحة العامة والمناظير في مستشفى الجلاء وعضوة هيئة التدريس بكلية الطب بجامعة بنغازي "نحرص كل عام، خلال شهر أكتوبر الوردي، على تنفيذ حملات توعية بأهمية الكشف المبكر عن سرطان الثدي، لأن الكشف المبكر يعني إنقاذ حياة، وهذه السنة هي الرابعة التي أشارك فيها ضمن حملات التوعية تحت شعار "وعيك أمانك".
ولفتت إلى أن نسبة الوعي تتزايد سنوياً، مشيرةً إلى أن حملة هذا العام التي نُفذت في عيادة الكيش المجمعة شهدت إقبالاً غير متوقع من النساء، حيث تم استقبال 16 حالة في اليوم الأول وحده، وتم الكشف عن عدد من المصابات.
وأكدت أن نحو 50% من الإصابات بسرطان الثدي تُكتشف في مراحل متأخرة، بينما يمكن أن تصل نسبة الشفاء إلى 85% في حال الكشف المبكر، ونصحت النساء بعدم التردد في إجراء الفحص المنزلي أو الطبي، والقيام بفحص الماموغرام الذي يمكنه الكشف عن المرض قبل سنة من ظهور الأعراض.
الجانب النفسي لا يقل أهمية عن الجانب الطبي
أما الدكتورة إلهام دبوب، المستشارة التربوية في التفتيش التربوي والجامعة الليبية الدولية، فقد تناولت الجانب النفسي والاجتماعي للمرض، قائلة "الجانب النفسي والاجتماعي لا يقل أهمية عن الجانب الطبي، فغالباً ما تمر المريضة بمرحلة إنكار للواقع وصدمة بعد تشخيصها، وقد يصل الأمر إلى الاكتئاب ورفض العلاج، خاصة في ظل النظرة السلبية السائدة في المجتمع تجاه المرض".
وشددت على أهمية الدعم النفسي والاجتماعي من الأسرة والمجتمع، موضحةً أن وجود دعم قوي يُحدث فرقاً كبيراً في تعافي المريضة مقارنة بمن تفتقد هذا الدعم، مشيرةً أيضاً إلى دور الممرضات والمرشدين النفسيين والاجتماعيين في مساندة المريضة لتقبل وضعها والتعامل معه بإيجابية.
وفي ختام الجلسة، أكدت الدكتورة هنية المعداني، أخصائية التغذية العلاجية بمستشفى الجلاء، أنها تشارك في حملات التوعية منذ أربع سنوات، ولاحظت زيادة في عدد النساء المهتمات بالحضور والفحص كل عام.
وأوضحت أن اتباع نمط حياة صحي وتغذية متوازنة يعد أمراً أساسياً في الوقاية والعلاج، مشيرةً إلى ضرورة الابتعاد عن المعلبات واللحوم المصنعة وتقليل السكريات، مع المواظبة على ممارسة الرياضة للحفاظ على صحة الجسم خلال فترة العلاج وبعد التعافي.