الحكومة الإيرانية تبذل جهودها لإضفاء الشرعية على نفسها
تبذل الحكومة الإيرانية جهودها لجذب الجمهور وإضفاء الشرعية على نفسها وذلك بتغيير الأساليب التي كانت محظورة سابقاً حتى تتمكن من إعادة جزء من المجتمع معها على الأقل.
أفروز رادمنش
طهران ـ خلال أيام الشهر الماضي، غيرت الحكومة الإيرانية من أساليبها بشكل لم تشهده البلاد في الماضي من خلال إقامة احتفالات مختلفة في المدينة على سبيل المثال، غيّرت "مهرجان المدينة الرمضانية" في حديقة "لاله" الأجواء بشكل لم يسبق له مثيل من خلال إقامة المسابقات والأغاني والموسيقى المتنوعة وحتى جلب مغنين لإحياء حفل موسيقي، في الوقت الذي لم تكن تسمح الشرطة، منذ أشهر قليلة، بأداء أي موسيقى في نفس الحديقة والحدائق الأخرى.
في حديقة "فردوس"، حيث كانت معظم الفرق الموسيقية تقيم حفلات في الشوارع قبل الانتفاضة الأخيرة، قامت الشرطة بجمعهم وصادروا آلاتهم الموسيقية وحولت تلك الحديقة إلى مكان بارد بلا روح، فإذا علمت أن تجمعاً سيتشكل حول الفرقة، فسوف تقوم الشرطة على الفور بتفريق هذا التجمع، فماذا حدث الآن وهم يقيمون الحفلات ويقدمون وسائل ترفيهية متنوعة للجمهور؟
أحد الأسباب هو أن الحكومة تبذل جهودها الأخيرة لجذب الناس وإضفاء الشرعية على نفسها، وذلك بتغيير الأساليب التي كانت محظورة سابقاً.
تريد الحصول على قبولها من الناس حتى تتمكن من جذب جزء من المجتمع لصالحها مرة أخرى، حيث فقدت بعد الانتفاضة الأخيرة بعض الأشخاص الذين دعموها في الجسم الليبرالي لها، وفي مسيرة 10 شباط/فبراير الماضي وانتخابات الدورة الثانية عشرة للبرلمان، تبين أن الحكومة ليس لها شرعية في نظر الشعب.
والسبب الثاني هو أن الحكومة من خلال إقامة مثل هذه الاحتفالات تظهر أنه لا مشكلة لديها في مثل هذه الاحتفالات وحتى لو وصم هذه الاحتفالات بأنها مبتذلة، فقد أظهرت أنها تنظم المزيد وليس لديها مشكلة في ذلك، وإذا تم تنظيم شيء ما بشكل عفوي أو من قبل مؤسسات شعبية، فتقف ضده. إذا ارتدت امرأة غطاء اختياري في مترو الأنفاق أو في المدينة سيتم تغريمها واعتقالها، أما إذا شاركت في يوم الانتخابات أو في مسيرات الحكومة فلا مشكلة في ذلك.