قامشلو ـ أصدرت منصة الفعاليات المشتركة للحركات والتنظيمات النسائية في شمال وشرق سوريا بياناً الى الرأي العام، اليوم الثلاثاء 28شباط/فبراير، للإعلان عن فعالياتها للثامن من آذار، حيث تم إلغاء جميع الحفلات والفرق الفنية حداداً على أرواح الضحايا الذين فقدوا حياتهم جراء الزلزال المدمر الذي ضرب تركيا وسوريا.

جاء في نص بيان منصة الفعاليات المشتركة للحركات والتنظيمات النسائية في شمال وشرق سوريا "إن المرأة ومنذ فجر التاريخ لعبت دوراً هاماً وكبيراً في تحقيق الظاهرة المجتمعية لدى الإنسان، حيث كانت القوة الأساسية لتكوين المجتمعية وتطورها، وكان المجتمع الأمومي مجتمعاً عادلاً حراً، خالٍ من العنف والحروب، لكن بولادة الأنظمة الهرمية الدولتية الأبوية والتي كانت على حساب اغتصاب وكدح قيم المرأة، جردت المرأة من مكانتها ومن قدسيتها، لأن هذه الأنظمة تعلم إذا لم يتم استعباد المرأة، فلن يستطيعوا التحكم بالمجتمع، وتحقيق مصالحهم السلطوية، وبذلك تم استعباد المرأة واستبعادها من كافة مجالات الحياة السياسية والاقتصادية والثقافية ، بعد فرض ايديولوجيات وتوجهات كثيرة عليها والتي هي من خلق الذهنية السلطوية المهيمنة، حيث أصبحت بعد أن كانت آلهة، عبدة ومادة معابة، وآلة للإنجاب، وسلعة، وعاملة بائسة يائسة".

وأضاف البيان "يوم الثامن من آذار من عام 1857م هو غيض من فيض مأساة ومعاناة المرأة التي عانت ولا تزال من نير العبودية والظلم والاستغلال والاستعمار من قبل الذهنية الذكورية والأنظمة الحاكمة، وخاصة المرأة التي لا تقبل الظلم والعبودية لا على نفسها ولا على مجتمعها، فمن نضال العاملات في معمل النسيج، إلى روزا لوكسمبورغ وليلى قاسم، ومن سارا وفيدان وليلى إلى أفين، ومن جينا أميني إلى جيان وناكيهان، ومن وداد وهند وسعدة إلى هدية وجيجك وزينب وغيرهن".

وأكد إن "هذه الأنظمة تعلم جيداً بأن المرأة الواعية لتاريخها، والمناضلة لنيل حريتها، وضمان حقوقها، تشكل خطراً عليهم وعلى عرشهم ومصالحهم، وما نراه في أفغانستان وإيران وتركيا وسوريا، من قمع لحريات المرأة، وممارسة أبشع جرائم العنف بما فيها القتل، وخاصةً في المناطق التي احتلتها الدولة التركية، واستهدافهم للقياديات والرائدات خير دليل على ذلك".

وحيت منصة الفعاليات المشتركة للحركات والتنظيمات النسائية في شمال وشرق سوريا من خلال البيان اليوم العالمي للمرأة، "نحيي جميع نساء العالم، وفي مقدمتها انتفاضة الجدائل في إيران، وانتشار شراراتها تحت شعار Jin jiyan azadî في كل أنحاء العالم، هذه الانتفاضة لا تعبر فقط عن نضال المرأة من أجل حريتها بل من أجل حرية المجتمعات أيضاً، كما نهنئ القائد عبد الله أوجلان بهذا اليوم الذي أهدى لنا أيديولوجية تحرر المرأة في عيدنا، لنناضل بفكر حر، من أجل بناء مجتمع حر، وحياة حرة".

ودعا البيان جميع نساء العالم للتضامن مع انتفاضة المرأة في شرق كردستان وإيران، مؤكداً على ضرورة "توحيد مواقفهن وصفوفهن ونضالهن للرفع من وتيرة النضال، ضد كافة المخططات والمؤامرات التي تحاك ضد المرأة والمنطقة".

وشدد البيان على أنه "آن الأوان لنحول هذا اليوم ليوم الحرية والتحول الديمقراطي، كما حولتها النساء من حدث أليم إلى عيد وأمل بعد اضرابهن وإصرارهن وكفاحهن، ولنجعل من شهر آذار، شهر للنضال والمقاومة لهز عرش الامبراطوريات، وإزالة الأقنعة لإظهار حقيقتهم للعالم أجمع، ولنجعل من هذا القرن، قرن حرية المرأة ودمقرطة المجتمعات".

وأعلنت المنصة من خلال البيان عن بدء حملتهن "حملة الثامن من آذار" تحت شعار "المرأة الحياة الحرة، نحو ثورة المرأة"، حيث تم إلغاء جميع الحفلات والفرق الفنية حداداً على أرواح الضحايا الذين فقدوا حياتهم، تحت أنقاض الزلزال الذي دمر الكثير من مناطق شمال كردستان والشمال السوري "العديد من الضحايا مازالوا تحت الأنقاض، لم يتم إخراجهم بعد، والتعرف على هويتهم، ورأينا كيف تم تسييس حدث الزلزال من قبل الدولة التركية المحتلة وحكومة دمشق، ورفضهما دخول المساعدات المرسلة من الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا للمناطق المنكوبة".

وأكد البيان على ضرورة إدانة واستنكار كافة الجهات المسؤولة هذه المواقف اللاإنسانية وتحمل مسؤولياتهم أمام كل ما يحصل من انتهاكات وخاصة من الدولة التركية التي مازالت تستمر بجرائمها واستهدافها لمناطق شمال وشرق سوريا.

وتضمن برنامج منصة الفعاليات المشتركة للحركات والتنظيمات النسائية في شمال وشرق سوريا "إعطاء المحاضرات في كل من المدن والقرى عن هذه المناسبة، إنارة مداخل المدن، وتعليق اللافتات داخل المدن، منتديات وبرامج تلفزيونية من لقاءات وبلاتفورمات، مسيرات جماهيرية في كل المقاطعات في يوم الثامن من آذار".