'الاحتلال التركي يشن الهجمات لإشغال الداخل التركي'

أدان أهالي إقليم شمال وشرق سوريا الهجمات المستمرة للاحتلال التركي على مناطق متفرقة من الإقليم بهدف زعزعة أمن واستقرار المنطقة، وتحقيق مكاسب سياسية.

مركز الأخبار ـ يشن الاحتلال التركي هجمات متواصلة على مناطق إقليم شمال وشرق سوريا، استهدفت البنى التحتية والمنشآت، واستشهد على إثرها حوالي 17 مدني.

في ظل الهجمات المستمرة من قبل الاحتلال التركي منذ يومين على مناطق مختلفة من إقليم شمال وشرق سوريا والتي أسفرت عن مقتل وإصابة العشرات من المدنيين وأضرار في البنى التحتية والمنشآت الحيوية، أصدر مجلس مؤتمر ستار اليوم السبت 26 تشرين الأول/أكتوبر بياناً جاء فيه "في سياق استمرار الهجمات المستمرة للدولة التركية الاحتلالية على مناطق شمال وشرق سوريا، والتي استأنفتها مرة أخرى منذ أكثر من يومين إصراراً منها على سياسة الإبادة التي تتبعها بحق الشعب الكردي أولاً ومن ثم مكونات المنطقة ثانياً وإن دل هذا على شيء إنما يدل على عقلية النظام الذكوري السلطوي، من خلال الهجمات الجوية وذلك لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، وتحقيق مكاسب سياسية، لتنتهز الفرصة المتاحة الآن في منطقة الشرق الأوسط المتمثلة بالحروب والصراعات الدائرة، وتقوم بالعدوان لإشغال الداخل التركي الذي يعاني من الأزمات الاقتصادية والبطالة وانعدام العدالة والديمقراطية".

ولفت البيان إلى أن ما تقوم به الدولة التركية الاحتلالية تجاه مناطق إقليم شمال وشرق سوريا، تعمق من الأزمة  الإنسانية باستهداف المدنيين واستشهاد أكثر من أربعة عشر بما فيهم النساء والأطفال الفئة الأكثر تضرراً في العدوان والحروب والصراعات، والعشرات من الجرحى واستهداف البنى التحتية والمنشآت الحيوية النفطية والمصافي والقطاعات الخدمية والصناعية والزراعية لتضرب الشعب في لقمة عيشهم وحتى مناطق عفرين والشهباء لم تسلم من هذه الهجمات الوحشية لتزيد من معاناة المهجرين قسراً، إلى جانب إفساح المجال لانتعاش الإرهاب من جديد وبالإضافة للفوضى التي ستزيد التعقيد في المشهد السياسي".

وشدد البيان "على أن الاحتلال التركي يهدف من خلال هجماته استهداف مشروع الأمة الديمقراطية وكسر إرادة الشعب وفي مقدمتها كسر إرادة المرأة التي استطاعت في القرن الحادي والعشرين أن تخطو خطوات تاريخية في مسيرة الحرية على كافة الأصعدة، وأصبحت تمثل المحور الرئيسي في مشروع الأمة الديمقراطية والنهضة الاجتماعية وقد نظمت نفسها في الساحات السياسية والدبلوماسية والعسكرية والمدنية وغيرها، كما كان لها الدور البارز في القضاء على الإرهاب الذي يهدد المنطقة والعالم كافة".

وأكد مجلس مؤتمر ستار في بيانه أن هجمات دولة الاحتلال التركي على الشعب في روج آفا شمال وشرق سوريا تستهدف المنجزات التي حققتها المرأة في ثورتها واستمرار سياسة الإبادة والتضييق الاقتصادي على المنطقة ودعم الإرهاب "ندين ونستنكر الصمت الدولي حيال ما تشهده مناطق شمال وشرق سوريا من هجمات، في إطار سعينا نحو ترسيخ الأمن والاستقرار والتعايش المشترك بين كافة المكونات وتحقيق المجتمع الديمقراطي الحر الذي يعتمد حرية المرأة أساساً، ونؤكد على رفع سوية النضال والمقاومة وحماية مكتسبات ثورة المرأة وشعبنا، وندعو كافة النساء لتوحيد صفوفهن والتكاتف في مواجهة هذه الهجمات الممنهجة، ونتوجه بالنداء إلى المنظمات الأممية والحقوقية والإنسانية للقيام بمسؤولياتها تجاه هجمات تركيا التي تصل إلى مستوى جرائم حرب".

 

"تخفي فشلها بضرب مناطقنا"

كما أدلت منسقية الأحزاب السياسية بمقاطعة عفرين- الشهباء ببياناً للتنديد بجرائم وهجمات الدولة التركية المحتلة على مناطق شمال وشرق سوريا بشكل همجي جاء فيه "تستمر حكومة العدالة والتنمية التركية بإخفاء فشلها في إدارة البلاد جراء انتهاجها سياسات شوفينية بحق شعبها وشعوب المنطقة عامة ولم تحقق من تلك السياسات الضيقة إلا الفشل، وبعد فشلها في عملياتها الأخيرة في جبال الحرية تحت مسمى "مخلب النمر"، عاودت استهداف مناطق الشهباء وشيروا بقذائف المدفعية مخلفة أربعة شهداء وعدد من المصابين جُلهم من الأطفال والنساء في بلدة تل رفعت".

وأوضح البيان "تدخل هذه الجرائم التي تقوم بها دولة الاحتلال التركي في سياق فرض سياسات الأمر الواقع على المنطقة واستمرار دعم الفصائل المتطرفة كداعش والنصرة والمجموعات الجهادية وفصائل العمشات والحمزات التركمانية المصنفة على لوائح الارهاب والتي تشكل بحد ذاتها خطراً على المنطقة والعالم".

وأكد البيان أن "الشعب السوري ومناطق شمال وشرق سوريا خاصة عانت من ممارسات الاحتلال التركي والمجازر التي يرتكبها بشكل مباشر ودفع ثمن المقاومة مئات آلاف الشهداء والجرحى، وبالرغم من إظهار الحكومة التركية نواياها علناً تجاه إبادة الكرد والقضاء على أي حلم لهم على أراضيهم التاريخية، نجد أن سياسة الحزب الديمقراطي الكردستاني تتناسب مع أفكار الطاغية أردوغان والذي حول المنطقة إلى ساحة مفتوحة لاستمرار الصرعات".

ونوه البيان إلى أن "مهجري عفرين والشهباء الذين عاهدوا شهداء مقاومة العصر بالاستمرار في رفع راية النضال حتى تحقيق العودة الآمنة للمهجرين قسراً عن ديارهم بأنهم مازالوا على عهدهم في رفع وتيرة المقاومة حتى تحقيق النصر والحرية".

ودعا البيان في ختامه الأحزاب السياسية بمقاطعة عفرين ـ الشهباء في إقليم شمال وشرق سوريا "أننا في منسقيه الأحزاب السياسية في مقاطعة عفرين والشهباء، ندين ونستنكر العدوان التركي الهمجي على مناطقنا ونحمل المنظمات الحقوقية والانسانية تبعات ذلك القصف المتكرر للمدنيين العزل، وندعو الدول الضامنة لوقف إطلاق النار ومحاسبة الحكومة التركية وإلزامها بالقرارات الدولية ذات الصلة".