الإضراب مستمر... المعلمين في مدينة تعز اليمنية يطالبون بتحسين أوضاعهم

في ظل الأوضاع الاقتصادية المتدهورة وانهيار العملة المحلية تواصل المعلمات والمعلمين في مدينة تعز اليمنية إضرابهم عن التعليم منذ قرابة الشهر، للمطالبة بتحسين أوضاعهم، حيث إن راتبهم لا يتعدى 50 دولاراً.

رانيا عبدالله

اليمن ـ  دعت نقابة المعلمين اليمنيين في بيان صادر لها بمنتصف كانون الأول/ديسمبر إلى ارتداء الشارات الحمراء أثناء تأدية عملهم لمدة أسبوع وذلك للحصول على مطالبهم، ومن ثم أعلن المعلمون والمعلمات الإضراب الشامل، لتحقيق مطالبهم وصرف مستحقاتهم المالية المتأخرة وبدل غلاء المعيشية والنظر إلى قانون الأجور والمرتبات وإصلاحه بما يتناسب مع الأوضاع الاقتصادية الراهنة، وصرف العلاوات السنوية للأعوام 2021- 2024.

استمرت الإضرابات والاحتجاجات عقب إعلان نقابة المعلمين بمحافظة تعز جنوب غرب اليمن، في المناطق الواقعة تحت سيطرة الحكومة المعترف بها دولياً عن وقف الإضراب واستئناف العملية التعليمية في كافة مدارس المحافظة، ورأت معلمات بأن هذا الإعلان لا يعبر عن وضع المعلمين والمعلمات، ومازالت الاحتجاجات والإضرابات مستمرة حتى تنفيذ مطالب المعلم على حد وصفهنّ.

 

لا يكفي تكاليف السكن

وفي مقابلة مع معلمات من مدينة تعز، قال معلمة اللغة الإنجليزية دنيا علي حسان "أعمل في مكتب التربية والتعليم منذ عام 2010، والوضع الاقتصادي يتدهور، ونحن المعلمين والمعلمات أمام مأساة حقيقية يجب على الجهات المعنية والمسؤولة أن تقف بجدية وتعالج وضعنا".

كان يصل راتب المعلم في العام 2010 إلى أكثر من 200 دولار، وبسبب تدهور العملة الوطنية مقابل العملة الخارجية أصبح راتب المعلم لا يتجاوز 40 دولار، وأوضحت دنيا علي حسان "راتبنا لا يفي بأهم الاحتياجات كآجار، واقساط، فكيف ببقية الالتزامات الأخرى من مأكل ومشرب، بالمختصر راتب المعلم لا يضمن حياة كريمة".

أصبحت أغلب المعلمات هن المعيلات لأسرهن وتضاعفت مسؤوليتهن أما بسبب فقدانهن المعيل أو بسبب فقدان الكثير من أرباب الأسر لأعمالهم أثناء فترة الحرب، وحول ذلك قالت "احتياجات المعلم ليست كبيرة نحن لا نطالب بشيء غير مشروع، وكل مطالبنا حقوق بسيطة وسهلة وهي مساواة الرواتب بالوضع الاقتصادي والمعيشي، وإعادة هيكلة الأجور بما يتناسب مع الوضع الاقتصادي الذي تعيشه البلاد، وهذا سبب اضرابنا، فقد طفح الكيل مما أدى إلى التوقف عن التدريس وهذا أمر غير سهل لنا فنحن نحضر إلى المدرسة والمدرسة شبه مهجورة الموضوع ليس سهل نهائياً، نحن نعيش بتوتر وحزن وانتظار إلى أن يقضى الأمر، وليس هناك أي تحرك بأنه سيكون هناك حلول" .

وعلقت على تعليق النقابة للإضراب، قائلة بأن المعلم والمعلمة ما زالوا في إضراب حتى تحقيق المطالب، وإجراء النقابة هذا ليس صحيح ولا يصب في مصلحة المعلمة، ومن المفروض أن تنفذ مطالب المعلم، لأن التعليم ركيزة أساسية لتطور أي مجتمع وتقدمه، وكرامة المعلم يفترض أن تصان، وهم يعملونّ كمتطوعين بهذا الراتب الزهيد.

 

تدني التحصيل العلمي

ومن جهتها قالت المعلمة أشواق الأصبحي "أنقل معاناتي ومعاناة الكثيرات من المعلمات اللاتي تعملن بكل اجتهاد وتفاني رغم كل الصعاب في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة، تعمل المعلمات في تفاني للحصول على حياة كريمة هادئة لكن المردود المالي لها كموظفة قليل جداً، ولا يتماشى مع غلاء المعيشة والوضع الاقتصادي ولا حتى 10% "، موضحةً "اليوم نحاول أن نوصل صوتنا ومعاناتنا ونطالب بأن يعطي المعلم حقه وأن ينظر إلينا بعين المسؤولية والاستحقاق، ونطالب من قياداتنا أن تمنحنا حقوقنا وأن تنظر بعين المسؤولية للمعلمات وأن تعطى حقوقها كاملة".

وفي ذات السياق عبر الكثير من الأهالي عن تخوفهم نتيجة استمرار إضراب المعلمين والمعلمات في المدارس الحكومية من تدني مستوى تحصيل أبنائهم العلمي خصوصاً طلاب المرحلة الثانوية وهو ما تسبب بقلق هؤلاء الطلبة بشكل كبير وخصوصًا المقبلين على اختبارات الثانوية العامة، وتقول والدة الطالبة إسراء "أن المسؤولية تقع على عاتق الحكومة والمعنيين الذين ينبغي عليهم أن يلبوا متطلبات المعلمين، فالتعليم هو مستقبل أبنائنا، يمكن أن نتحمل تعرقل كثير من المصالح إلا توقف التعليم، لذا نتمنى أن تضع الحلول المناسبة لعودة المعلمين والمعلمات لاستئناف العملية التعليمية حتى لا يُظلم أبنائنا".