مركز الأخبار ـ تشهد إيران معدلات مرتفعة في تنفيذ أحكام الإعدام، ما يجعلها من بين الدول الأكثر استخداماً لهذه العقوبة عالمياً، وتنفذ الإعدامات في قضايا متنوعة من بينها القضايا المتعلقة بالسياسة والأمن العام.

رفض مئات السجناء في سجن قزل حصار بمدينة كرج، في الوحدتين الأولى والثانية منذ يومين، استلام حصصهم الغذائية، ونظموا اعتصامات في أروقة العنابر احتجاجاً على نقل 16 معتقلاً محتجزاً إلى السجن الانفرادي والزيادة الملحوظة في عمليات الإعدام.

ومنذ صباح أمس الثلاثاء الرابع عشر من تشرين الأول/أكتوبر، نظمت مجموعة من عائلات وأقارب السجناء المحكوم عليهم بالإعدام وقفة احتجاجية أمام سجن قزلي هزار، ورفع المشاركون صور أبنائهم وأحبائهم، مرددين شعارات مثل "لا للإعدام" و"ألغوا حكم الإعدام فوراً".

ووفقاً لمقاطع فيديو نُشر من داخل السجن، تدهورت الحالة الصحية لعدد من السجناء بسبب الإضراب المستمر عن الطعام، كما تتزايد المخاوف على صحة متظاهرين آخرين، ويُقال إن مدير السجن وصل إلى العنبر أمس لتوزيع الطعام، إلا أن السجناء أصروا على مواصلة الإضراب وإعادة الطعام.

ورغم الوعود بوقف عمليات الإعدام وإعادة عدد من السجناء الذين نُقلوا إلى الجناح، لم يطرأ أي تغيير على الأوضاع حتى الآن وأصبحت أجواء السجن آمنة للغاية، كما أُغلقت منارة السجن، وتواجد مسؤولون قضائيون، بمن فيهم نائب المدعي العام في كرج، روح الله حسين زاده، في السجن، وحاولوا إقناع السجناء بإنهاء الإضراب من خلال تقديم وعود.

وسجّلت منظمة حقوق الإنسان الإيرانية في تقرير لها، إعدام 1537 شخص في الفترة ما بين العاشر من تشرين الأول/أكتوبر 2024 حتى الثامن من تشرين الأول/أكتوبر الجاري، وبناءً على هذه الإحصائيات يُسجّل سجن قزل حصار في كرج أعلى عدد من عمليات الإعدام في هذه الفترة.

وتناول أحد أقسام هذا التقرير مقارنة إحصائية لعمليات تنفيذ أحكام الإعدام في إيران خلال العقد الأخير، مسلطاً الضوء على تصاعد ملحوظ في وتيرتها، فقد بلغ إجمالي عدد الإعدامات خلال السنوات العشر الماضية 6399 حالة، بينما شهد عاما 2024ـ 2025 ذروة غير مسبوقة.

كما تم تسجيل ما لا يقل عن 1537 حالة إعدام وهو الرقم الأعلى خلال الفترة وتعكس هذه الزيادة تصاعداً بنسبة تفوق 86% مقارنة بالعام السابق الذي شهد 823 حالة، كما يتجاوز هذا الرقم المتوسط السنوي للإعدامات خلال العقد الماضي، ما يثير قلقاً متزايداً بشأن الاتجاه التصاعدي في تنفيذ هذه الأحكام.