أب يقتل ابنته بطلق ناري في الجزائر

بعد أقل من أسبوع على حادثة قتل شابة على يد أخيها طعناً، أقدم أب جزائري على قتل ابنته البالغة من العمر عام واحد بطلق ناري في دوار أم النحل بمدينة السبت بسكيكدة شرق الجزائر.

الجزائر ـ لا تزال ظاهرة قتل الطفلات في الجزائر عن طريق الطعن أو الذبح أو القتل بالأسلحة النارية مستمرة في ظل غياب القوانين التي تحميهن.

أقدم أب جزائري أمس السبت الخامس من نيسان/أبريل، على قتل ابنته بطلق ناري في دوار أم النحل بمدينة سبته بسكيكدة شرق الجزائر، وذلك بعد أقل من أسبوع على حادثة قتل شابة على يد أخيها طعنا.

وقال شهود عيان إن الأب المدعو (ع. ز) والبالغ من العمر 82 عاماً، قام بإطلاق النار على ابنته البالغة من العمر عام من بندقية صيد وأرداها قليلة في عين المكان، وقد باشرت المصالح الأمنية المختصة إقليمياً في التحقيق لكشف ملابسات الجريمة.

وعن تفشي ظاهرة قتل النساء في الجزائر على أيدي الأقارب، قالت الدكتورة النفسانية سميرة بعداش، إن هذه الظاهرة تعود إلى عدة عوامل من أبرزها سوء أو أخطاء التربية، وغياب لغة الحوار العائلي بين أفراد الأسرة، وانتشار ظاهرة الانفصال الشكلي، إضافة إلى انعدام التواصل مع الأبناء منذ الطفولة.

وأكدت أن جذور هذه الظاهرة تعود إلى الطفولة المبكرة، حيث يؤدي التعامل العنيف والعدواني مع الطفل إلى زرع بذور الانتقام اللاشعوري بداخله مما يولّد لديه شعوراً بعدم الأمان الداخلي، ونتيجة لذلك يلجأ إلى السلوك العدواني والانحراف، مثل تعاطي المخدرات والإدمان، الذي يُعدّ محفزاً مباشراً لهذا السلوك الإجرامي.

وأوضحت إن غياب لغة التواصل الراقية بين أفراد الأسرة يؤدي إلى غياب الاستقرار الأسري وتحول "الوكر الحنون" إلى ما يشبه كوخاً من الأشباح تتصرف دون عقل وبأساليب عنيفة، مثل الضرب والتصرفات اللاواعية، والتي تصل إلى حد القتل.

ولفتت إلى أن علاج هذه الظاهرة المتفشية بين الأسر يتمثل بتفعيل لغة الحوار الأسري، الذي يعيد بناء هذا الصرح بأسلوب لبق، حتى يتمكن الأب من فهم كيف تفكر ابنته، والأم من فهم ابنها، كما يجب على الوالدين التقرب من أبنائهم ومصاحبتهم لتجديد بذور الثقة بينهم "أن الرابط الأسري القوي مبني على أساس الثقة، وجدرانه المعاملة الحسنة، وسقفه الاحترام، وإذا انهارت هذه الأسس انهار الصرح الأسري مما يؤدي إلى بروز مثل هذه السلوكيات السادية، كالإجرام والقتل".

وكانت الناشطة الجزائرية وئام أوراس قد قدمت تقريراً حول جرائم قتل النساء في الجزائر خلص إلى أن "امرأة واحدة على الأقل تُقتل كل أسبوع، إما عن طريق الطعن أو الذبح أو القتل بأسلحة نارية، 80 % منهن قتلن على يد أفراد العائلة، ورغم مرور عامين على تقديم التقرير، يبدو أن نتائجه مازالت تنطبق على الوضع اليوم، إذ تشهد البلاد تفشي ظاهرة قتل النساء من قبل الأقارب وعلى رأسهم، الإخوة، الآباء والأزواج.