8 أعوام من تحرير الطبقة المرأة تبرز في عدة ميادين
على مدى ثمانية أعوام من تحرير مقاطعة الطبقة في إقليم شمال وشرق سوريا من رجس إرهاب داعش كسرت المرأة ذهنية المجتمع الذكوري، وهي اليوم قيادية في مختلف الميادين تدون نجاحات ثورتها في أسطر التاريخ.

نور الأحمد
الطبقة ـ لأن الثورة ليست كلمة بل رسالة وحقيقة تظهر مع نجاحها، كان تحرير مقاطعة الطبقة في إقليم شمال وشرق سوريا عام 2017 من داعش نقطة انطلاقة لجميع فئات المجتمع، وخاصةً النساء، لكتابة تاريخ جديد، تاريخ مليء بالإنجازات.
بحلول الذكرى السنوية الثامنة على تحرير مقاطعة الطبقة أكدت إعلاميات وقيادات نسائية عسكرية أن التحرير أتاح لهن النهوض ونفض غبار عقود مضت من الانتهاك والعبودية إلى القيادة والريادة في كافة المجالات، فقبل 8 سنوات عايشت نساء مقاطعة الطبقة مختلف صنوف الانتهاكات وعادت مدينتهن قرون إلى الوراء لترين بأم العين حكايات السبايا والسلب والقتل وفرض النقاب حقيقة ماثلة أمام أعينهن، لكن القضاء على داعش فتح آفاق جديدة، والتحرير فتح بوابة نحو الحرية لتنخرط آلاف النساء في العمل ولعب أدوار مهمة في الإعلام والأمن وكذلك في المؤسسة العسكرية لإعادة بناء المدينة والإنسان الذي شوه فكره لسنوات.
اتجهت زلوخ عبدو دودخ إلى قوى الأمن الداخلي "أسايش المرأة" لترتقي مع سنوات العمل إلى رتبة ضابطة، وتعيد الفضل إلى ثورة المرأة في تحرير نساء الطبقة من داعش ومن العادات والتقاليد البالية أيضاً.
وبينت أن النساء خلال حملة التحرير شاركن في هذا النصر "المرأة قادت ثورة روج آفا عام 2012 كما قادت حملة تحرير الطبقة، وكانت في الصفوف الأولى في جبهات القتال، وحاربت إلى جانب الرجل أعتى قوة إرهابية عرفها العالم، وتمكنت من القضاء عليها وتحرير مناطقها، ولم تكتفي بذلك بل أكملت عملها في تنظيم صفوف النساء وتوحيد قوتها من خلال وحدات حماية المرأة".
المجال العسكري مهم ليس فقط من أجل كسر المحظورات بل أيضاً لأهمية فكرة أن تحمي المرأة نفسها بنفسها، وهذا ما أشارت إليه زلوخ عبدو دودخ "انخرطت المرأة في كافة المجالات ضمن المؤسسة العسكرية كما في الهيئات الإدارية والمؤسسة الأمنية المتمثلة بقوى الأمن الداخلي "أسايش المرأة" وكذلك المرور، وعملت على حماية أمن وأمان المنطقة من خلال المشاركة في الحملات الأمنية لمكافحة الإرهاب، ولمنع عودة إحياء داعش، ومنع أي خطر يهدد أمان وسلام المنطقة، إضافة إلى مشاركة النساء في قسم العمليات، ومكافحة الجريمة والمخدرات، وحل النزاعات والقضايا الاجتماعية".
ولفتت إلى تواجد المرأة في المجالين العسكري والأمني جديد في المنطقة "في السنوات الأولى بعد تحرير مقاطعة الطبقة انتسب عدد قليل من النساء، لأن العمل العسكري للرجال باعتقاد المجتمع، والمرأة كائن ضعيف لا يمكنها حمل السلاح والقيام بواجب الدفاع والحماية، وبذلك انتهى الصراع مع داعش لتبدأ المرأة ثورتها بوجه المجتمع الأبوي، ونجحت هذه الثورة بكسر الصورة النمطية، وأثبتت نساء الطبقة أنهن قادرات على العمل في كل المجالات، ومواجهة كافة التحديات والمخاطر التي تواجه شعوب المنطقة، فوقفت المرأة على الحواجز وانضمت للدوريات".
وترى أن ذكرى تحرير مقاطعة الطبقة تعني الكثير للنساء وأمهات الشهداء اللواتي "ضحين بفلذات أكبادهن فداء لتحرير المقاطعة وأهلها من إرهاب داعش. ونجدد عهدنا أننا مستمرون على خطى ومسيرة نضال شهدائنا، ونعاهد أهلنا في مقاطعة الطبقة أننا سنبقى أهلاً للثقة والمسؤولية في حمايتهم".
الإعلام لعب دوراً بارزاً في تغيير الذهنية
ومن جانبها قالت إعلامية قناة روناهي في مقاطعة الطبقة هبة فيتح "خلال ثمانية أعوام تمكنت المرأة من الانخراط في كافة المجالات وعلى رأسها المجال الإعلامي، ولعبت درواً كبيراً في تغيير واقع الطبقة والنهوض به".
وأوضحت أن المرأة "عانت لأعوام من التهميش والقمع من قبل عدة أطراف أولها النظام السابق ثم الفصائل التي تبعتها وصولاً إلى إرهاب داعش فقد غيب دورها في كافة المجالات ومن بينها المجال الإعلامي".
وبينت أنه "في بداية انضمام المرأة للمجال الإعلامي واجهت العديد من الصعوبات والتحديات في مسيرة عملها، فهذا المجال جديد عليها وجديد أيضاً على المنطقة ولكن مع ذلك تمكنت من كسر قالب العادات والتقاليد ونزلت إلى الساحات حاملة الكاميرا لنقل الواقع".
وعن المستوى الذي وصلت اليه المرأة في الإعلام أوضحت "في السنوات الأولى من تحرير مقاطعة الطبقة لم تنخرط الكثير من النساء في الإعلام لكن السنوات الأخيرة شهدت حضوراً قوياً لهن، فقد زاد يوماً بعد يوم عدد المنضمات إلى المجال الإعلامي في الصحف والتلفزيونات والوكالات الإخبارية، وتمكنت هؤلاء من تغيير نظرة المجتمع تجاه الإعلامية التي تمكنت أيضاً من تطوير واقع المرأة والمجتمع نحو الأفضل".
وأكدت أن المرأة "لعبت دورها في المجال الإعلامي وخاضت تجربتها الأولى في المنطقة ونقلت كافة الصعوبات التي خاضتها مع الذهنية الذكورية بدأً من الأسرة وصولاً الى مجالات العمل، فكان لها دور كبير في نقل واقع المرأة في منطقتها وتمكنت من خلال عدستها وقلمها من نقل صوت ومطالب المرأة ونقل تجربة ثورة المرأة إلى الشرق الأوسط والعالم أجمع وإظهار إنجازات ثورتها في المنطقة".
وبذلك ساهم العمل الإعلامي بتغيير نظرة المجتمع حول دور المرأة "من خلال إعداد التقارير والملفات سلطت الإعلاميات الضوء على قضايا المرأة والتحديات التي تواجهها في منزلها ومجتمعها وبذلك تم دعم وتعزيز دور ومكانة المرأة في المنطقة".
وفي ذكرى تحرير مقاطعة الطبقة أكدت هبة فيتح على استمرار الإعلاميات بمتابعة وتغطية كافة المجريات ونقل صوت وصورة الحقيقة من أرض الواقع "كإعلاميات يقع على عاتقنا المسؤولية الأكبر في نقل نموذج ثورة المرأة في إقليم شمال وشرق سوريا إلى سوريا والعالم".