نساء عفرين في طليعة العودة... بين جراح التهجير وإرادة التحرير
في مواجهة قهر الاحتلال وسياسات الإقصاء، تتقدم نساء عفرين الصفوف، لا كضحايا، بل كصانعات للمصير وراسِمات لطريق العودة الآمنة، وقد عقدن اجتماعاً ناقشن خلاله السياسة الممنهجة التي تحاك ضدهن.

الحسكة ـ شددت نساء عفرين المشاركات في اجتماع حول كيفية إعادة أهالي عفرين إلى أرضهم؛ على ضرورة أن يكن في طليعة العمل على تمهيد الطريق إلى عفرين المحتلة، مؤكدات أن عودة أهالي عفرين ليست حلمًا مؤجلاً، بل استحقاقاً ينبض في قلوب المنفيين، وأن تحرير الأرض يبدأ من تنظيم الذات، وتمكين المرأة.
عقدت منسقية مؤتمر ستار في إقليم شمال وشرق سوريا اليوم الثلاثاء 24 حزيران/يونيو، اجتماعاً لبحث كيفية تمهيد الطريق لعودة آمنة لأهالي عفرين المحتلة.
تم خلال الاجتماع مناقشة الأوضاع السياسية، والتطرق إلى الانتهاكات التي تزال ترتكب في عفرين المحتلة من قتل وعنف واعتقالات وهو ما يؤثر سلباً على أهالي عفرين الذين يتمنون العودة إلى أرضهم.
وأجمعت المشاركات في الاجتماع على ضرورة اتخاذ الحكومة السورية المؤقتة الإجراءات على أرض الواقع تجاه ما يرتكبه الاحتلال التركي ومرتزقته في عفرين.
وركز الاجتماع على كيفية اتحاد النساء وتنظيم أنفسهن والضغط على الحكومة للعمل على توفير العودة الآمنة إلى عفرين، ودور المرأة في إحلال السلام والديمقراطية.
وقالت رئيسة دائرة العلاقات الدبلوماسية في الإدارة الذاتية الديمقراطية، إلهام أحمد، إن سوريا تمرّ بمرحلة دقيقة تتطلب تفكيراً عميقاً وقرارات مصيرية، مشيرةً إلى أن القائد عبد الله أوجلان عبّر من خلال دعوته للسلام والديمقراطية عن رؤية استراتيجية هدفها إنهاء الحرب على روج آفا وحماية المجتمع من الإبادة والانصهار.
كما أكدت أن الابتعاد عن الأرض يخلّف جرحاً نفسياً عميقاً، مشددة على أنه بالفكر والقوة والإصرار ستتحقق الحرية والعودة الآمنة لأهالي عفرين "الحرية لا تُمنح بسهولة، بل تُنتزع بإرادة قوية وسعي مستمر".
وأجمعت المشاركات في الاجتماع على ضرورة تأمين العودة الآمنة للأهالي إلى أرضهم مع حفظ حقوقهم، وحمايتهم من الانتهاكات التي ترتكب في الوقت الراهن ضد الأهالي المتواجدين في المدينة، مشددات على أنه يجب أن تدار المنطقة من قبل أهلها.
أكّدت المشاركات في الاجتماع أن نساء عفرين، في إطار سعيهن نحو عودة آمنة وكريمة إلى أرضهن، يندّدن بشدة بالانتهاكات المستمرة التي تُمارَس بحقّ الأهالي المقيمين في عفرين، وبالجرائم المرتكبة بحق جميع مكوّنات الشعب السوري التي أنهكتها سنوات الحرب الطويلة.
وطالبت النساء الحكومة السورية المؤقتة باتخاذ خطوات حازمة وجادة لمواجهة ما يجري من عنف وقتل واستهداف ممنهج، وخاصة تجاه النساء، باعتبارهن الضحية الأكبر في زمن النزاعات.
كما شدّدت المخرجات على أهمية تفعيل البنود المتعلقة بالعودة الآمنة للمهجّرين، والموقّعة بين قوات سوريا الديمقراطية والحكومة المؤقتة، وضرورة تحويلها من نصوص إلى واقع ملموس يضمن الكرامة والحماية للنازحين.
وأعربت نساء عفرين عن التزامهن بمواصلة النضال والمقاومة حتى تتحقق العودة الحقيقية إلى تراب الوطن، مؤكدات أن نداء الأرض لا يُسكت، وأنهن لن يتنازلن عن حقّ العودة، لا بالتهجير القسري، ولا بالصمت المفروض.