"مُزِين السلطنة ومجلة شكوفة"... صدى أصوات النساء عبر التاريخ

يروي كتاب "مزين السلطنة ومجلة شكوفة" جهود نساء رائدات روين مصيرهن في خضم التغيرات الاجتماعية والسياسية، ووظفن صحيفة "شكوفة" كمنبر للتعبير عن مطالبهن وهمومهن.

آمنة إيزدي

 طهران ـ "مزينة السلطنة ومجلة شكوفة" عنوان كتاب تم الكشف عنه بحضور الناشطين والناشطات في مجال دراسات المرأة والصحافة في طهران، بطلته مريم عميد السمناني، الملقبة بمُزِين السلطنة، مثقفة وصحفية واكبت الحكم القاجاري، أصدرت ثاني مطبوعة نسائية إيرانية، هي صحيفة شُكوفة عام 1875.

في حفل إزاحة الستار عن كتاب "مزين السلطنة ومجلة شكوفة"، قالت جلاره مرادي مؤلفة الكتاب عن دوافعها لكتابة هذا العمل بأنه "أحد المواضيع المثيرة للاهتمام في مجال الدراسات الإيرانية بالنسبة لي هو صورة المرأة الإيرانية عبر التاريخ، إذا تخيلنا المرأة الإيرانية على أنها لغز كبير به قطع كثيرة، فإننا لا نملك سوى قطع قليلة من هذا اللغز بين أيدينا، والقطع التي نملكها إما مشوهة أو مليئة بالغبار"، مضيفةً "لقد كان ولا يزال هذا اللغز مثيراً للاهتمام بالنسبة لي، أنظر حولي وأبحث عن هذه القطع وأزيل الغبار عنها وأعيدها إلى مكانها".

وأوضحت "لقد شهدت إيران أجواء اجتماعية وثقافية جديدة خلال الثورة الدستورية الإيرانية، حيث تمكنت المرأة من ممارسة أنشطة جديدة منها نشر الصحف، وإنشاء مدارس البنات، والجمعيات النسائية، وكانت مريم عميد السمناني واحدة من النساء اللواتي شاركن في تأسيس هذه الجمعيات، حيث أن النساء شاركن في الأنشطة، منهن كانت مديرة ومالكة مجلة "شكوفة"، التي أسست "مدرسة مازينيه" و"جمعية همت خوانين" بمساعدة عدد من مديرات مدارس البنات والناشطات النسويات".

وأضافت "يتناول الكتاب مجلة "شكوفة" نصف الشهرية التي صدرت في العام 1875، وهي ثاني مجلة نسائية إيرانية بعد مجلة "دانش" الأسبوعية، لمحررتها معصومة كاحال".

وأشارت إلى أن مجلة شكوفة ظلت تصدر لمدة أربع سنوات في نهاية الحكم القاجاري "بدأت المجلة العمل بعد حوالي سبع سنوات من حادثة بيع فتيات قوتشان، أي بعد أقل من عقد من الزمان من بيع فتيات قوتشان للتركمانستان مقابل الضرائب".

وقالت جلاره مرادي "في الوقت الذي نشرت هذه الصحيفة، مرت ست سنوات منذ توقيع المرسوم الدستوري، وثلاث سنوات منذ فترة الحكم الاستبدادي، وسنة واحدة منذ حل البرلمان الثاني، وفي واقع الأمر، صدرت مجلة "شكوفة" في بيئة مغلقة، بيئة كانت القضايا الأكثر أهمية فيها "تعليم المرأة" و"صحة المرأة".

وأوضحت أنه "في السنوات نفسها التي نُشر فيها هذا الكتاب، وقعت أحداث مهمة؛ حيث تم تتويج أحمد شاه، وبدأ البرلمان الثالث أعماله، وبدأ المعتدلون والديمقراطيون نشاطهم، مما أدى إلى ازدهار الصحافة، ولكن مع بداية الحرب العالمية الأولى، تم قمع الصحافة مرة أخرى وأغلقت العديد من دور الطباعة، وهو ما أثر أيضاً على المجلة".

وقالت إنه "على مدى أربع سنوات من صدور المجلة، خصصت "شكوفة" ثلاثة أرباع محتواها لقضايا تعليم الفتيات وصحة المرأة، بالإضافة إلى ذلك، تناولت القضايا العائلية، والعلاقات الأسرية، والتحديات مثل الخلافات الزوجية ومن ناحية أخرى، ركز النهج السائد في النشر، في التعامل مع قضية العنف ضد المرأة، على التسامح، ولكن في بعض الحالات تم إثارة هذه القضية بشكل بارز أيضاً".

"تناولت "شكوفة" أيضاً القضايا الثقافية والاجتماعية، خاصة علاقة المرأة بالخرافات، وصورت هذه القضايا في شكل رسوم كاريكاتورية، ونرى أيضاً مقارنة بين ظروف معيشة المرأة الإيرانية وظروف معيشة النساء في الدول المتقدمة، خاصة النساء في فرنسا وإنجلترا، أو بعض الدول الشرقية مثل اليابان، والإمبراطورية العثمانية، وحتى الهند".

بدروها قالت الصحفية سميرة دردشتي "عندما نتحدث عن "الراوية النسوية الإيرانية"، يجب أن نضع في اعتبارنا أن المرأة ليست امرأة حديثة وجديدة؛ حتى لو اعتبرنا الصحفيات الإيرانيات أول من كتبوا القصص، ولقد اختفى تاريخ المجتمع الذي يهيمن عليه الذكور عندما أخذت مجموعة من النساء القلم لسرد حياتهن، وتغيير مصير الإيرانيات منذ ذلك الحين، لدينا العديد من الأمثلة في الخيال المعاصر التي تحكي قصة النساء الإيرانيات".

وأوضحت "بالنسبة للصحفيات، كانت رواية القصص أداة استطعن ​​من خلالها التواصل مع الناس والمسؤولين ومطالبة المجتمع البشري بسلسلة من الامتيازات التي كانت حقهن الطبيعي والإنساني".