"التراث الأزلي" معرض تشكيلي يستحضر قوة المرأة المغربية

كاميليا الزرقاني، واحدة من الفنانات البارزات في الساحة التشكيلية المغربية، إذ تساهم من خلال أعمالها في الحفاظ على التراث الثقافي ونقله بطرق إبداعية تتماشى مع متطلبات العصر الحديث.

حنان حارت

المغرب ـ تقيم كاميليا الزرقاني، معرضاً تشكيلياً بمدينة مراكش في المغرب، الذي يمتد إلى نهاية شباط/فبراير المقبل، وتقدم فيه آخر أعمالها المستوحاة من التراث المغربي.

عن اهتمامها المتواصل بالتراث المغربي وعلاقته بالنساء، تقول كاميليا الزرقاني إن "التيمة التي أعمل عليها دائماً هي التراث المغربي وعلاقته بالنساء، وذلك لأن التراث هو هوية الإنسان، وبكوني مغربية فإني افتخر بهذا التراث، باعتباره إرثاً جماعياً".

ولفتت إلى أنها تسعى إلى تطوير أسلوبها الفني عن طريق المزج بين البساطة والتعقيد "أركز في أعمالي على عناصر مثل الأبواب التقليدية والزخارف والأزياء المغربية والحلي النسائية، مع الجمع بين الحداثة والأصالة".

وأكدت على أن المغرب يتميز بحضارته العريقة، وتنوع تراثه، وهو ما يجعلها تعمل على هذه التيمة باستمرار لأنها غنية، مشيرةً إلى أنها تسعى من خلال لوحاتها توثيق الموروث الثقافي ونقله للأجيال الصاعدة "لابد أن تفخر الأجيال الصاعدة بهذا التراث الغني، فهو الطريق نحو العالمية والنجاح في الحياة".

وتنصح كاميليا الزرقاني الشباب والشابات الطامحين لدخول عالم الفن التشكيلي بصقل مواهبهم من خلال التدريب المستمر والبحث والانفتاح على تجارب الآخرين لتطوير قدراتهم الفنية والإبداعية.

وحول الصعوبات التي واجهتها خلال مسيرتها الفنية، قالت "كل إنسان منا يواجه صعوبات وعراقيل في مجال عمله، لكن المطلوب هو العمل على تطوير الذات، وعدم السماح بتسلل الطاقات السلبية إلى حياته، وهذا ما يجعل الفرد ينجح في مساره المهني ويحقق كل الأهداف التي يرسمها في حياته"، لافتةً إلى أنها تواجه تحديات في التوفيق بين حياتها الأسرية ومسيرتها الفنية "لكن ذلك يبقى دافعاً لي نحو الاستمرار والتطور".

وعن المكانة التي جسدتها المرأة في أعمال كاميليا الزرقاني، قالت إنها تجسدها بملامح متعددة، فتارة تستحضر المرأة الأمازيغية، وتارة أخرى النساء اللواتي ينتمين للمناطق الشمالية، وذلك لأن كل منطقة في المغرب تتميز نساؤها بعادات وتقاليد مختلفة، مشيرةً إلى أنها في لوحاتها تعكس قوة المرأة المغربية وإرادتها وروحها الجميلة بزيها وحليها التقليدية التي تميز كل منطقة عن أخرى.

ولفتت إلى أن المرأة التي تجسدها في لوحاتها دائماً تمثلها هي كامرأة وفنانة "عندما أحمل ريشتي، تخرج المرأة بداخلي بشكل عفوي، وحينها أعمل على تجاوز الصورة النمطية للمرأة كجسد، لكون المرأة هي رمزاً للإبداع والقوة وتشارك في بناء المجتمع".

وأشادت كاميليا الزرقاني بتطور المشهد التشكيلي النسائي المغربي "كفنانة مغربية أفتخر بحضور النساء في مجال الفن التشكيلي، هناك اجتهاد وبحث، وهناك أسماء بارزة تقدم إسهامات جديدة، ولكل واحدة تقنيها التي تميزها عن الأخرى".

وحول إمكانية أن يكون الفن التشكيلي أداة لفضح العنف والانتهاكات التي تتعرض لها النساء، قالت إن الفن بشكل عام سواء كان تشكيلياً أو سينما أو مسرح، أصبح آلية من الآليات التي يمكن الاعتماد عليها لنقل معاناة النساء أو طرح أي قضية مجتمعية شائكة، لافتة إلى أنه لم يعد مسموحاً التطبيع مع العنف ضد النساء "المرأة أساس المجتمع فهي الأم والأخت والابنة، لهذا يجب إعطائها قيمتها الحقيقية في المجتمع".

وفي ختام حديثها قالت كاميليا الزرقاني إنه برغم كل الصعوبات التي تواجه المغربيات في المجتمع، إلا أنهن بدأن يعين بحقوقهن وكسرن حاجز الصمت ولم يعد يسمحن لأي كان بإهانتهن أو الإطاحة بكرامتهن.

ويشار إلى أن المعرض انطلق في 5 من كانون الأول/ديسمبر الماضي، وسيظل يستقبل الزوار إلى نهاية شباط/فبراير المقبل.