'رسائل فريشة صوت الحياة'

أكدت شهرزاد أرشدي أن الحرب هي فقط لصالح الرأسمالي، لذلك لا أحد سيستفيد منها، وفريشة مرادي تحرص على ألا يتكرر ما حدث للسجناء السياسيين وحرب العراق وأفغانستان في إيران.

شهلا محمدي

مركز الأخبار ـ بدأت فريشة مرادي، السجينة السياسية الكردية وعضوة منظومة المرأة الحرة لشرق كردستان، المعتقلة منذ أكثر من عام والمتهمة بالتمرد، إضراباً عن الطعام في الأيام الأخيرة احتجاجاً على زيادة نسبة أحكام الإعدام في السجون الإيرانية.

فريشة مرادي التي تواصل الآن نضالها في سجن إيفين بالعاصمة الإيرانية طهران، لديها تاريخ طويل من النضال من أجل الحرية، لقد قامت بتحسين وضع المرأة والناشطات النسويات والمستقلات في إيران والعالم، وبهذه الطريقة أوصلت فلسفة Jin Jiyan Azadî إلى العالم، لقد كانت من رائدات نضال المرأة الكردية، حاولت تثقيف نساء شرق كردستان وإيران من نير العبودية والسلطة الأبوية من خلال أنشطتها الميدانية وخطت خطوات كبيرة لخلق مجتمع حر.

قالت الفنانة والكاتبة والمخرجة شهرزاد أرشدي، التي كانت على معرفة وثيقة بأنشطة فريشة مرادي والتقت بها عدة مرات، بخصوص الانتفاضة الشعبية "لقد تم الحديث عنها مرات عديدة، وفي العامين الماضيين كانت الحركة قد أخذتنا جميعاً، وجميع إيران وحتى العالم إلى مكان لا يوجد فيه طريق للعودة، لقد نشرت صوتاً في العالم سيظل دائماً في آذانه، وولدت حركة ربما تكون المرأة على رأسها لأول مرة، أعلم أن هناك ركوداً، لكن لا أعتقد أن هذه الحركة اختفت، لكنها تنتظر أن تلتقط نفساً جديداً، وهذه هي قوة الحركة في أن تأخذ نفساً جديداً وتتمكن من العودة إلى العالم، ولذلك فإن هذا الركود ليس فشلاً، بل فرصة وصمت مؤقت لصرخة عظيمة".

كما أكدت على دور وتأثير النساء التواقات للحرية "في حركة Jin Jiyan Azadî الدور كان للنساء مثل فريشة مرادي وبخشان عزيزي مهم، ومع ذلك وبتواضع كبير عملن دائماً خلف الكواليس، لو لم تكن هناك نساء مثلهن، لا أعتقد أن هذا الشعار كان سيصل إلى إيران بهذه القوة ويصبح عالمياً، حركة قوية جداً بدأت في عام 2022، ولها تاريخ طويل وبدأت من كردستان، الشعار الذي كتبته شيرين علمهولي على جدار السجن لم يكن شيئاً جديداً، لكنه في عام 2022 وصل إلى آذان الجميع بالقوة الكبيرة التي أظهرها شعب شرق كردستان في سقز".

ووصفت شهرزاد أرشدي  Jin Jiyan Azadî"بأنها ليست مجرد شعار، إنها فلسفة من أجل مستقبل مشرق وغد أفضل منفصل عن الحرب والتعذيب والسجون، وأن يتمكن الناس من العيش في سلام وسعادة"، لافتةً إلى أنها باعتبارها واحدة ممن تعرفوا على فريشة مرادي "فخورة بمعرفتها عن قرب، لقد كنا على اتصال عبر الإنترنت لفترة طويلة ثم تمكنت من رؤيتها شخصياً، إنها مليئة بالإنسانية، من المؤسف أن يكون شخص مثلها في السجن لأنه يجب أن تكون خارجه حتى تتمكن من التأثير على الآخرين، عاشت حياة ناجحة في مدينة سنه لم يكن لديها أي مشاكل، وبدأت نشاطها المدني في شرق كردستان وإيران، لأنها أرادت أن تكون صوت الشعب، وانضمت إلى الحركة لتكون صوت الناس الذين لم يتمكنوا من إسماع صوتهم".

 

"فريشة معلم عظيم للحياة"

ووصفت شهرزاد أرشدي فريشة مرادي بأنها "معلمة عظيمة للحياة، فكما كانت تعلم دروس الحياة خارج السجن، فإنها تلقن الآخرين دروس وأنشطة الحياة في السجن، تستخدم أفكارها لتصرخ بوجه الجمهورية الإسلامية وتصرخ ضد الإعدام وضد التعذيب وضد السجن، ولحسن الحظ أنها لا تواجه حكماً بالإعدام، لكنها عرضت نفسها للخطر لتكون صوت الآخرين".

واعتبرت أن الحركة التي تشكلت داخل السجن هي حركة قوية "تقود حركة كبيرة خارج السجن من داخله، إنها من أقوى الحركات التي أتذكرها طوال هذه السنوات هي الحركة التي خرجت من السجن لقد بدأ الأمر وفعلته هؤلاء السجينات مثل فريشة مرادي وبخشان عزيزي، فيما يتعلق بشريفة محمدي لا أتذكر صوتاً قوياً كهذا يخرج من السجن، هؤلاء النساء من داخل السجن تقدن حركة كبيرة في الخارج وهذا أمر مهم للغاية وضروري معالجته، السجن نفسه مكان مخيف وأنت في موقف حرج حيث يتعين عليك طلب الإذن حتى لشرب الماء وتنفس الهواء والذهاب إلى الحمام وما إلى ذلك، أنهن تكسرن كل هذه القواعد، الآن ربما بدأت 70 امرأة سياسية في إيفين تنشطن في هذه الحركة المناهضة للإعدام وهذا رائع؛ في تاريخ نضالات شعب إيران وشرق كردستان ينبغي تسجيلها كحادثة وقعت في حركة العدالة".

وحول رسائل فريشة مرادي، قالت شهرزاد أرشدي "رسائلها صوت الحياة، والحرية، والشرف، صوت الإنسانية، وأعتقد أنه من واجبنا جميعاً أن نقرأ رسائلها مراراً وتكراراً، لأنه في كل جملة وكل فقرة فإنها تعطي رسالة للناس مفادها أنني لست أنا فقط".

 

هدف العداء الإيراني مواصلة الألاعيب السياسية وقمع المناضلين

قالت شهرزاد أرشدي "مع العلم أنه في الستينيات وأثناء الحرب بين العراق وإيران، تم قمع السجناء وقتلهم في السجن، ولذلك فريشة تحذرنا من الخسارة في لعبة الحرب الرهيبة التي تريد إيران المشاركة فيها، يجب أن نكون ضد الحرب دفاعاً عن شعوب الشرق الأوسط المضطهدة، لكن يجب علينا أيضاً أن نكون صوت الأسرى، يجب أن نفهم أن إيران لا تريد ذلك، تريد قمع الأسرى والمناضلين من أجل الحرية، لذلك يجب أن نصغي لأصوات الطرفين وألا نهزم أمام ألاعيب الجمهورية الإسلامية".

وأخيراً، قالت شهرزاد أرشدي، في إشارة إلى رسائل فريشة مرادي وتأكيدها على أهمية عدم الهزيمة أمام الألاعيب السياسية للحكومة الإيرانية "أولئك الذين هم في الخارج وينتظرون أن تهاجم إسرائيل إيران، كما لو كانوا يحملون حقيبة أسلحة، لذلك من المهم أن يبث صوت إنساني مثل فريشة حتى يتمكن الناس الذين لا يعرفون ولا يفهمون أن عدوانية إسرائيل أو أمريكا ومعارضتها للجمهورية الإسلامية الإيرانية هي لعبة سياسية".