كلستان علي: حل قضية داعش يجب أن تكون المهمة الأولى لكل الدول

قالت عضو المجلس التنفيذي لدائرة العلاقات الخارجية في الإدارة الذاتية الديمقراطية كلستان علي، أنه على العالم أجمع أن يفكر في كيفية التصرف ضد فكر داعش المتطرف، مؤكدةً على أن حل قضية داعش يجب أن تكون المهمة الأولى لكل الدول.

سوركل شيخو

قامشلو ـ يبدو أن هزيمة داعش مطروحة على طاولة كل الدول، لكن لا توجد نتائج لذلك حتى الآن، يقومون بالدعاية لأنفسهم أمام الكاميرات على أنهم يحاربون الإرهاب ويحاولون هزيمة المرتزقة، لكن لم يتم اتخاذ أي خطوات لحل هذه القضية.

أربع سنوات مرت على هزيمة داعش في شمال وشرق سوريا. وبحسب القيادة العامة لقوات سوريا الديمقراطية نوروز أحمد التي تحدثت لوكالة أنباء الفرات (ANF) قالت إنه خلال 4 سنوات ونتيجة الحملات ضد مرتزقة داعش، تم تفكيك وهزيمة أكثر من 285 خلية من خلايا داعش، وأسر 2720 مرتزق وقتل 397، من جهة أخرى، تقوم بعض الدول الآن باسترداد مواطنيها من داعش.

 

"هزيمة داعش تضحية تاريخية للكرد من أجل العالم بأجمعه"

أوضحت عضو المجلس التنفيذي لإدارة العلاقات الخارجية في الإدارة الذاتية الديمقراطية كلستان علي أن الأزمة السورية أصبحت أساساً لداعش لتوطيد وتنظيم نفسها أكثر "العالم نفسه في خضم حرب شرسة تواجهها الإنسانية. باسم الدين، تم تأسيس منظمة إرهابية مبنية على إراقة دماء الأمم، ولأن سوريا كانت ساحة حرب والنظام يسعى لتحقيق مصالحه، فقد انتهز داعش هذه الفرصة وأقام لنفسه قاعدة لنشر جذوره المتطرفة أكثر على هذه الأرض. لقد كانت هزيمة مرتزقة داعش في الباغوز على يد مقاتلي قوات سوريا الديمقراطية تضحية تاريخية للكرد من أجل العالم بأكمله. لأن داعش تم تنظيمه على مستوى العالم، ومعظم المرتزقة المدرجين في قوائم الإرهاب الأخطر انضموا إليه. لقد هُزموا في الباغوز، وأصبح مستوى نشاطهم وخطرهم محدوداً، لكن فكرهم المتطرف مستمر".

 

"عندما تمر تركيا بأزمة تقوم بتأجيج داعش"

وحول ظروف وشروط تموضع المرتزقة في المعسكرات والسجون تقول "لدحر مثل هذا التنظيم الإرهابي والخطير يتطلب عملاً جاداً وطويل الأمد بمشاركة جميع الدول. يجب على كل الدول استرداد مواطنيها من داعش وتقديم الدعم للإدارة الذاتية الديمقراطية. فالسجون التي تم وضع المرتزقة فيها مصممة لحالات الطوارئ، وليس للاعتقال طويل الأمد وإعادة التأهيل. هذه السجون هي في الواقع قنابل موقوتة ستنفجر مرة أخرى وتنشر خطرها كلما سنحت لها الفرصة. لأنهم في هذه السجون والمعسكرات يعمقون أفكارهم أكثر، ويقومون بتنظيم النساء والأطفال بشكل أكبر. وبعض الأطراف من الخارج تعمل على دعمهم داخل شمال وشرق سوريا وتحاول نشرهم مرة أخرى. ومثال سجن الصناعة في حي غويران. الدولة التركية تعمل على تقوية العصابات أكثر، فعندما تفشل وتتخبط في سياستها تقوم بتنشيط المرتزقة في المنطقة. ولا يخفى على أحد أن بوابة دخول المرتزقة من كل أنحاء العالم إلى سوريا كانت بوابات حدود تركيا. وبالطبع عندما تكون تركيا جزءاً من الناتو، فإن خطر هذه المرتزقة لن ينتهي بالتأكيد".

 

"يرون أن إعادتهم يشكل خطراً على بلدهم ومجتمعهم"

وأشارت كلستان علي إلى أن "كثير من الدول لم تقبل حتى الآن استعادة مواطنيها من مرتزقة داعش أو التعامل معهم أو إعادة دمجهم في المجتمع أو تقديمهم للمحاكمة. ويرون إن عودتهم يشكل خطراً على بلدهم ومجتمعهم. نحن نعيش في حالة لا نعرف فيها ما هي الكارثة التي ستحل بمجتمعنا من قبل هذه المرتزقة في أي لحظة. هذه المخيمات ليست هي الحل لنساء المرتزقة وخطرهن. فقد انضمت نساء من جميع أنحاء العالم إلى صفوف داعش، يتم تثقيف الأطفال والأجيال الجديدة على أيديولوجية داعش المتطرفة. وتمارس العديد من أنواع العنف في المخيمات من قبل نساء داعش على النساء والأطفال. هل يعرف العالم حقاً خطورة المرتزقة ليقترحوا حلاً؟ إن مساعدة الدول للإدارة الذاتية في مسألة داعش محدودة للغاية".

 

"منذ حوالي خمس سنوات تم تسليم 400 امرأة فقط"

وشددت على ضرورة أن تكون قضية داعش على رأس أولويات العالم "دول العالم ترى حل قضية داعش مهمتها الثانية. يضعون مصالحهم الخاصة أولاً. والسياسة التي تديرها البلدان اليوم، ليست على قدر الخطر الذي يواجهه المجتمع اليوم. من المهم أن يتم حل هذه القضية الآن وإنشاء محكمة دولية وتقديم العصابات للمحاكمة بمشاركة الإدارة الذاتية والسكان المحليين. العديد من البلدان كانوا على اتصال بالإدارة منذ شهور، لقد قاموا بذلك فقط لأخذ أعداد صغيرة جداً من مواطنيهم. العدد الحالي والرقم الذي يتم تسليمه لا يقارن ببعضهما البعض. على سبيل المثال، هناك 10000 امرأة وحوالي 6000 طفل من عائلات مرتزقة داعش في المخيمات، ولكن منذ عام 2018 وحتى عام 2023 تم تسليم حوالي 400 امرأة فقط. في الحقيقة إنها معادلة مثيرة للجدل. إذا حسبناها على هذا الأساس، فسوف يستغرق الأمر حوالي 20 عاماً لإنهاء تسليم النساء الداعشيات في بلدنا. هناك اعتداءات متعددة على هذه الأرض لكن موضوع هذه المرتزقة في يد الإدارة الذاتية فقط. إذا حدث انفجار، فسيكون العالم بشكل عام في حالة من الفوضى العارمة وستكون هناك آثار سلبية".

ولفتت الانتباه إلى سبب استعادة أعداد صغيرة من المرتزقة "من الواضح أنه في كثير من البلدان هناك ضغوط على الحكومة من قبل العائلات التي تطالب بأقاربها. حيث ترفع القضايا وتحال إلى المحكمة وعندما تتم الموافقة عليها تكون الحكومة مجبرة على طلب مواطنيها المنخرطين في صفوف داعش من الإدارة. ووفقاً لذلك يتم إرسال قوائم بالأسماء وتتم المطالبة بهؤلاء الأشخاص فقط. الخطوات التي تتم اتخاذها، صغيرة جداً مقارنة بالخطر ولا تأتي بنتائج إيجابية على هذا الملف. إن بقاء المرتزقة في بلادنا قد استغرق أكثر من وقته وهذا الخطر يتفاقم مع مرور الوقت. يجب ألا يُنظر إلى مجتمعنا على أنه ضحية بعد الآن ويجب أن يعمل على حل وتفكيك هذه القنبلة. الشكر وحده لا يكفي لمعالجة هذا الملف وخطورته. على العالم بأكمله أن يتخذ خطوات أكبر حتى نتمكن من الحصول على النتائج وليس مجرد سماع أقوال".

وذكرت كلستان علي نقطة مهمة تريد العديد من الأطراف استغلالها "تعد قضية إخراج أطفال داعش الذين تتراوح أعمارهم بين 12 و18 عاماً من المخيمات نقطة مهمة وحساسة، يجب وضع سياسة وبرنامج ممنهج حسب خطورته. في المخيمات الخالية من الرجال يتزايد عدد أطفال داعش، ولا أحد يسأل كيف يتزايد جيل المرتزقة يوماً بعد يوم؟ فالنساء اللواتي تعلمن أطفالهن فكرة الإرهاب، تسمحن لهم بالزواج في هذا العمر. عدد الأطفال أو بتعبير أدق الأجيال الجديدة من داعش (أشبال الخلافة) تتزايد في السنوات الأخيرة. ولمواجهة هذا التهديد، اتخذت الإدارة الذاتية خطوة لإخراج الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 12 و18 عاماً من مخيمات المرتزقة وإرسالهم إلى مراكز التدريب في المنطقة. لكن هذين المركزين لا يكفيان لآلاف الأطفال، إنما فقط يكفيان لتدريب عدد قليل. والهدف من ذلك أن يعيش الأطفال في بيئة سلمية وآمنة بعيداً عن الأفكار المتطرفة، وأيضاً تقليص جيل المرتزقة. وهذه الخطوة تسببت في كثير من الخلافات وكثير من الأطراف أرادت استغلالها. ولكن هناك واقع، وهو أن زيجات جديدة تحدث في المخيمات ويتم تعزيز وتقوية داعش. لذلك يجب أن يكون هناك دعم دولي".

 

"قضية داعش مشكلة جميع الدول ويجب عليهم حلها"

ووجهت كلستان علي في ختام حديثها رسالة للعالم أجمع قالت فيها "إنه عار كبير على العالم أن يشهد القرن الحادي والعشرين ما حدث في الماضي للبشرية. عصر الجاهلية يعود مرة أخرى، ويتم بيع النساء ورجمهن في الشوارع والأسواق وهن مكبلات بالسلاسل. وعندما نقول ذلك يشعر المرء أنه يقرأ ويصور التاريخ المكتوب منذ آلاف السنين ويقدمه للعالم. ولكن في الواقع، لقد تعرض المجتمع لذلك بالفعل. البلدان التي تقول إنها تدير السياسة العالمية، عار عليها أن يحدث ذلك أمام أعينهم ولا يتخذون موقفاً ضد ذلك. يجب أن يفكر العالم كله حول كيفية التصرف ضد هذا الفكر المتطرف.، فالتأخير ليس حلاً. حل قضية داعش يجب أن تكون المهمة الأولى لكل الدول".