هفيدار خالد: مؤتمر PKK حمل أهمية تاريخية ومرحلية ستغير وجه المنطقة

قالت الصحفية هفيدار خالد أن "النداء الذي أطلقه القائد أوجلان يخدم جميع الشعوب المتعايشة منذ مئات السنين على جغرافية هذه المنطقة، وانعقاد مؤتمر حركة التحرر الكردستانية يحمل أهمية تاريخية بالنسبة للشعوب وخصوصاً النساء".

سيلفا الإبراهيم

الحسكة ـ عقدت حركة التحرر الكردستانية مؤتمره الثاني عشر في الفترة (5-7 أيار/مايو) الجاري، وشكلت القرارات التي تم اتخاذها خطوة مهمة تؤثر ليس فقط على القضية الكردية وإنما على القضايا الكثيرة والشائكة التي تعيشها بلدان الشرق الأوسط وخاصة في البلدان التي تضم أجزاء كردستان.

شرحت الصحفية هفيدار خالد أهمية القرارات التي اتخذتها الحركة وانعكاسها على مستقبل المنطقة، وأكدت أن "نداء القائد أوجلان جاء في مرحلة مهمة يمر بها الشرق الأوسط"، لافتةً إلى أن مؤتمر حركة التحرر الكردستانية جاء استجابة لهذا النداء من أجل إرساء السلام في المنطقة عبر الانتقال إلى الكفاح السياسي والحقوقي.

 

نداء السلام والمجتمع الديمقراطي... وصفت بالتاريخي

واعتبرت أن "مؤتمر حزب العمال الكردستاني الثاني عشر جاء استجابة للنداء التاريخي الذي أطلقه القائد عبد الله أوجلان، كما اعتبر نشطاء ومتابعين لشؤون الشرق الأوسط، والداخل التركي، والكردستاني أن المؤتمر خطوة تاريخية".

وترى أن النداء التاريخي في هذه المرحلة متعلق بالتطورات التي تشهدها الساحة الإقليمية في الشرق الأوسط "نداء السلام والمجتمع الديمقراطي جاء في ظل التطورات التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط، والذي بدأ مع هجوم السابع من أكتوبر المتمثل باستهداف حركة حماس للمستوطنات الإسرائيلية والرد الإسرائيلي".

وبينت أن السابع من تشرين الأول/أكتوبر شكل "بداية للتغييرات السياسية وكذلك موازين القوى في الشرق الأوسط، وسلكها لمسارات جديدة في المنطقة تمثلت بالقضاء على حماس، ومن ثم توسعت لتشمل حزب الله في جنوب لبنان، واستهداف القادة في هذين التنظيمين بشكل ممنهج من قبل القوات الإسرائيلية تحت عنوان الرد على هجوم حماس".

وأثر هذا التاريخ وما رافقه من خطوات إسرائيلية مدروسة على شكل المنطقة ككل "التغيرات شملت سوريا فيما بعد وسقوط نظام البعث بعد أكثر من 50 عاماً من الحكم، واتساع رقعة هذه التغييرات، مما أثار القلق لدى السلطات التركية من رياح التغيير، والخوف من انتفاضة شعبية تشعلها الأوضاع الاقتصادية والحقوقية المزرية، وكذلك انعدام الحريات، فهناك يومياً حالات اعتقال تستهدف الصحفيين والحقوقيين والمؤسسات النسوية والحقوقية، والتنظيمات البيئية التي تتعرض للانتهاكات".

وأشارت إلى أنه "رغم محاولة تركيا العيش بعيدةً بسياساتها عن التطورات والمستجدات التي تشهدها المنطقة إلا أنها أدركت مخاطر هذه التغييرات، وجميع التصريحات والنداءات من قبل حزبي العدالة والتنمية والحركة القومية انصبت على التغيرات التي تشهدها المرحلة"، مؤكدةً أن الجهود لا تزال مستمرة لتحقيق نجاح هذه المرحلة ومساعي القائد عبد الله أوجلان لتحقيق السلام.

 

مؤتمر PKK حمل أهمية تاريخية ومرحلية

وشددت هفيدار خالد على أن "النداء الذي أطلقه القائد أوجلان ليس فقط من أجل الشعب الكردي أو التركي بل النداء يخدم جميع الشعوب المتعايشة منذ مئات السنين على جغرافية هذه المنطقة، لذا يحمل انعقاد مؤتمر حزب العمال الكردستاني أهمية تاريخية مرحلية مهمة جداً بالنسبة للشعوب وخصوصاً النساء، في ظل الحروب المتواصلة في المنطقة والتي تبحث جميعها عن حلول جذرية وحقيقية وديمقراطية، لإخراج الشعوب من هذه الأزمات والصراعات".

ولفتت إلى أن "جميع المبادرات والمسارات التي اطلقها الغرب أو الأمريكيين، أو الروس لا تخدم شعوب المنطقة، بل هدفها حماية مصالحها في المنطقة، ليأتي تأسيس حزب العمال الكردستاني كرد على الانغلاق السياسي للقضية الكردية في المحافل الدولية ورداً كذلك على سياسة الإنكار التي مارستها الدولة التركية بحق الشعب الكردي، وخلال نضال الحزب على مدى أكثر من أربعة عقود سياساً وعسكرياً وثقافياً بذل جهوداً كبيرة لتحقيق الهوية الكردية، واستطاع تحقيق مكتسبات عظيمة ليس للشعب الكردي فحسب بل للشعب التركي أيضاً وشعوب المنطقة، بأيديولوجيته".

 

"الكرة الأن في ملعب الدولة التركية"

ومن أبرز قرارات حركة التحرر حل هيكليته التنظيمية والانتقال لمرحلة جديدة من النضال وهذا ما تراه هفيدار خالد إثبات على نوايا الحزب من أجل السلام "مخرجات مؤتمر حزب العمال الكردستاني تضمنت قرارات وضعت الكرة في معلب تركيا، فالعمال الكردستاني قام بخطوة للأمام من أجل السلام والآن دور الدولة التركية في الاستجابة للنداء التاريخي وعليها خطو العديد من الخطوات لإنجاح مسار هذه المرحلة، ومنها توفير الظروف السياسية والبنية القانونية لكوادر ومناضلي حزب العمال الكردستاني".

واستدركت بالقول إنه "حتى هذه اللحظة الدولة التركية تتماطل في خطو خطوات جدية لتحسين ظروف اعتقال القائد عبد الله أوجلان وتحقيق حريته الجسدية، والجلوس على طاولة الحوار، أو عقد نقاشات من شأنها تطوير هذه المرحلة، كما أنها تدلي بتصريحات متضاربة رغم أنها من مدت يدها للسلام بدفعها لدولت بهجلي للتقريب بين الطرفين".

وشددت على أهمية دور الحركات النسائية والمنظمات والأحزاب الديمقراطية بلعب دورها في قيادة هذه المرحلة إلى بر الأمان، بعدما قدمه حركة التحرر الكردستانية من خارطة طريق من أجل "أمة ديمقراطية" متمثل بمشروعه الديمقراطي الذي نادى به لعقود.

الجميع بحاجة للسلام وخاصةً الدولة التركية كما تقول هفيدار خالد "يجب أن تكون تركيا بلد ديمقراطي تعيش فيها جميع شعوبها بأمان وسلام، لأنها عانت من تداعيات حرب مدمرة تعيشها المنطقة، إذاً عليها إنهاء حالة الحرب والصراع والقمع والسياسات الفاشية والإقصائية والإبادة بحق الكرد وهذه مسؤولية السلطات التركية".

 

"تحقيق سلام يرضي جميع الشعوب"  

العالم يعول على نجاح المرحلة وأهمها منح القائد عبد الله أوجلان الظروف المناسبة "الشرط الأساسي لتطوير جهود السلام توفير بيئة آمنة وحصول القائد عبد الله أوجلان على فريق للعمل وقيادة المرحلة، وعلى تركيا إجراء تعديلات بالدستور لأنه دستور يفتقر للديمقراطية ولا يخدم روح المرحلة وحقوق الكرد وغيرهم من الشعوب".

 

"بداية جديدة"

هناك أطراف تعتبر أن عزم الحركة التخلي عن سلاحه وانتهاج الحوار بدلاً من الكفاح المسلح "تراجع أو استسلام"، وعن حقيقة ذلك قالت هفيدار خالد أن "حزب العمال الكردستاني تأسس في وقت تعرض فيه الكرد للانتهاكات والاستهداف وكذلك لسياسات الاستبداد والإنكار بسبب قوميتهم، فكان هذا الحزب كـ "نور"، لهم، وهذه المرحلة والقرارات المصيرية هي بداية لمرحلة جديدة وهذه المرة لجميع الشعوب وليس فقط للشعب الكردي".

وشددت على أن "روح هذا المؤتمر وقرارته بداية لمرحلة جديدة لجميع الشعوب التي تعيش في كردستان، وتحمل رسائل كبيرة في طياتها. هذه القرارات تسير بالمرحلة نحو تطورات تخدم جميع الأطراف وهي بداية تتطلب نضال سياسي ودبلوماسي وحقوقي أكثر وفق نظام يستطيع الكل فيه التعبير عن أنفسهم".

 

المرأة تشكل أساس في قيادة المرحلة

فلسفة القائد عبد الله أوجلان أولت أهمية كبيرة لحرية المرأة "القائد عبد الله أوجلان اتخذ من حرية المرأة أساساً لتحرير الشعوب وكذلك الحياة الندية، وأعطى مساحة كبيرة لنضال المرأة، من مبدأ أنه يجب أن تتحرر المرأة، ومنذ تأسيس الحزب انضمت العديد من النساء الكرديات للعمل وفق رؤية الحزب وليس فقط في المجال العسكري وإنما مختلف المجالات وسطرن ملاحم في البطولة والتضحيات من أجل القضية الكردية".

وأضافت هفيدار خالد "جميع النساء قادرات على المشاركة في هذه المرحلة بجوهرهن والمرأة قادرة أكثر من غيرها على لعب دورها بسبب المكانة التي أعطاها القائد عبد الله أوجلان، وهو الذي لديه العديد من الأطروحات حول تعرض المرأة لنظام عبودي قمعي"، مشددةً على أنه "في هذه المرحلة التاريخية يقع على عاتق المرأة وتحديداً الكردية دور كبير لبذل جهود فعالة والوصول إلى جميع الجهات لتحقيق الحرية الجسدية للقائد عبد الله أوجلان ليقود المرحلة إلى بر الأمان".

 

"القضية الكردية تلعب دور في خلق توازن في المنطقة"

واعتبرت أن القضية الكردية قضية محورية ومهمة لإيجاد حل مناسب للصراعات التي تشهدها الشرق الأوسط "تشكل معضلة في الشرق الأوسط وإيجاد حل لها ليس بهذه السهولة، فحل القضية الكردية يعد حل لجميع أزمات المنطقة وسيكون لذلك صدى وارتدادات كثيرة على البلدان المحيطة".

وأكدت هفيدار خالد أن القضية الكردية تلعب دور في خلق توازن في المنطقة "إعادة العلاقات الكردية التركية سيساهم في تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة، إن مشروع الأمة الديمقراطية ذاع صيته مؤخراً بعد أن استلهم أهالي إقليم شمال وشرق سوريا ثورتهم من أفكار القائد أوجلان، وأسسوا إدارة ذاتية ديمقراطية وفق نموذج الأمة الديمقراطية بمشاركة جميع المكونات وبريادة المرأة السورية". مبينةً أن نموذج الإدارة الذاتية "لعب دوراً كبيراً في التعريف بمشروع الأمة الديمقراطية".

ولفتت إلى أن "شعب غزة ضحية لحرب طاحنة ونداء القائد أوجلان سيساهم في إنهاء معاناته وإرساء السلام، فلأطراف الدولية لا يمكنها إيجاد حلول حقيقية للأزمات المتفاقمة ووحده القائد عبد الله أوجلان قدم أطروحات وفكر ومشروع سيكون الحل الجذري لجميع الأزمات".

 

"ذهنية الدولة القومية أفلست"

وأشارت هفيدار خالد إلى أن "الأنظمة القومية انهارت بشكل متسارع كما في سوريا التي انهار فيها النظام البعثي الذي قام على القمع والاستبداد خلال ساعات قليلة، والشعوب أصبح لديها الوعي الكافي بأنها هي من يمكنها تقرير مصيرها وليس الزعماء الذين يفرضون سياسة استبدادية عنصرية قائمة على قتل الشعوب وتطوير العنف أكثر، إن الأنظمة القومية تعيش وتستمر من سلطتها على حساب الشعوب والأبرياء، ولكن ذهنية الدولة القومية هذه أفلست والكل بات يدرك هذه الحقيقة ويبحث عن نموذج يرضيه".

 

دعوة للعب دور في تحقيق السلام

حركة التحرر الكردستانية دعت جميع الأطراف للعب دورها في هذه المرحلة الحساسة والتاريخية، لذا على كافة الأصعدة كالمنظمات الحقوقية والنسائية والقوى الإقليمية لعب دورهم للوصول إلى حرية القائد عبد الله أوجلان، وعلى ذلك دعت هفيدار خالد لتضافر الجهود من أجل أن يصبح السلام حقيقة "من مسؤولية الجميع التكاتف لإحلال السلام وإنقاذ الشعوب من آثار الدمار والصراعات".

واختتمت الصحفية هفيدار خالد حديثها بالتأكيد على أن النساء مستفيدات كثيراً من نجاح نداء السلام "تشهد حقوق النساء تراجعاً في تونس والعراق والسودان واليمن والعديد من البلدان وتتعرض النساء لانتهاكات وسياسات تستهدف كيانهن، وحل القضية الكردية، سيساهم في إيجاد حل لقضايا المرأة من خلال التعريف ونشر أفكار القائد أوجلان".