المرشحة للرئاسة المشتركة لبلدية ماردين: سنواصل المقاومة في كافة المجالات

تقول ديفريم دمير، التي تواصل أنشطتها الثقافية والفنية والمرشحة للرئاسة المشتركة لبلدية ماردين "لا نعرف ما ينتظرنا، ولكن بغض النظر عن ذلك، فإن الشيء الرئيسي بالنسبة لنا هو المقاومة".

مدينة مامد أوغلو

ماردين ـ على خلفية الانتخابات المحلية التي ستجري في 31 آذار/مارس في تركيا وشمال كردستان، يجتمع المرشحون/ات الذين اختارهم حزب المساواة الشعبية والديمقراطية في الانتخابات التمهيدية مع الأهالي في مكاتب الانتخابات المفتوحة في العديد من المدن.

إحدى المدن الكبرى التي تشهد حماساً هي ماردين، التي يحكمها الأوصياء منذ ثماني أعوام، تم انتخاب ديفريم دمير وأحمد تورك من حزب الحركة الديمقراطية كمرشحين لرئاسة بلدية ماردين الكبرى، والتي غالباً ما تكون على جدول الأعمال في قضايا "الفساد والرشوة".

وعادت ديفريم دمير، إلى آمد بعد أن اضطرت للهجرة إلى إسطنبول مع عائلتها في التسعينيات، وحول الأنشطة والمشاريع الانتخابية أجرت وكالتنا حوار مع ديفريم دمير التي تعمل في مجال الثقافة منذ حوالي 16 عاماً.

 

يتم تنفيذ سياسات الحرب الخاصة بشكل مكثف في ماردين، ما الذي دفعكِ للترشيح لرئاسة المشتركة في مثل هذه العملية؟

المقاومة مجال متعدد الأوجه وهناك خطر في كل جانب من جوانبها، فعندما كنت أعمل في مجال الثقافة، كان الأوصياء المعينون في بلديات شمال كردستان يستهدفون أولاً هذه المنطقة والمجال الذي تعمل فيه المرأة. كعاملين في مجال الثقافة، تعرضنا للهجوم حيث أغلقت العشرات من مؤسساتنا ولم يبق لنا أي مكان للعمل، كما تم إغلاق المدارس والمؤسسات التي قدمنا ​​فيها الدورات، لكن على الرغم من هذه الهجمات، كانت هناك روح مقاومة كبيرة وقمنا بإعادة فتح مؤسساتنا وواصلنا تقديم التدريب ويوجد اليوم 6 مؤسسات تعمل في مجال الثقافة في مدينة آمد فقط. لقد بدأنا من جديد بإرادة عظيمة.

أما لماذا اتخذت مثل هذا القرار في مثل هذه العملية؛ نرى أن الأوصياء يريدون تقييد كل جانب من جوانب حياتنا من خلال مهاجمة لغتنا الأم وثقافتنا وهويتنا ويبذلون قصارى جهدهم من أجل ذلك، يجب أن نعمل بشكل أكبر ونرفع وتيرة نضالنا ضد الهجمات، وكما أحدثنا رد فعل كبير عندما تم تعيين الأوصياء الأوائل، علينا أن نقف في نفس النقطة ضد هذه الهجمات اليوم.

للفنانين دور في المجتمع من حيث المقاومة. في هذه المرحلة، يعتبرون أنفسهم مسؤولين عن المشاكل والعمليات التي تحدث في المجتمع. يمكنهم تغيير مناطق مقاومتهم من وقت لآخر عندما يتعلق الأمر بحل هذه المشكلات. نرى كيف يضر الأوصياء بكل مجال، ونحن بحاجة إلى تطوير بعض ردود الفعل ضد هذه السياسات وتحمل هذا العبء وهذا ما فعلته في هذه العملية، رأيت نفسي مسؤولاً وأردت أن أتحمل هذا العبء لا نعرف ما ينتظرنا، ولكن بغض النظر عن ذلك، فإن الشيء الرئيسي بالنسبة لنا هو المقاومة.

 

ما هي المشاريع التي سيتم تنفيذها للنساء والأطفال والشباب؟ هل ستقومين بأي عمل في مجال الثقافة؟

نفذ الأوصياء هجمات خطيرة على المجتمع والمرأة والثقافة، فإن نضال المرأة من أجل الحرية وجهودها لتحقيق هذا الهدف واضح، وعلى الرغم من كل العمليات الصعبة، هناك نساء في الميدان ويقدن العملية. لديهم قوة إرادة وتصميم كبيرة. إنهم يسيرون في طريق الحرية ولهذا السبب، تستهدف الدولة المرأة أولاً وتهاجم هذا المجال.

لقد هاجموا المرأة أولاً، ثم اللغة والمجتمع والثقافة بهدف تدمير القيم الموجودة في المجتمع وإضعافه وقد استمرت هذه الهجمات بشكل منهجي لسنوات. حتى اليوم، نواجه محظورات تتعلق بالثقافة واللغة الأم وسنعمل ضد هذه الهجمات، مع الأخذ بعين الاعتبار تجاربنا السابقة.

بادئ ذي بدء، سوف نأخذ كل بلدياتنا من الأوصياء وسنقوم بإعادة بناء المناطق والحكومات المحلية من خلال نموذجنا التحرري النسائي الديمقراطي. سنعيد فتح مؤسساتنا النسائية المغلقة وسنعمل على إعادة تفعيل مؤسساتنا العاملة في مجال الثقافة والشباب وزيادة هذه المؤسسات بشكل أكبر وسنكون في الميدان. لقد حدثت أضرار جسيمة للمجتمع في السنوات الثماني الماضية وتزايدت عمليات التدمير هذه بشكل أكبر مع إغلاق هذه المؤسسات وسياسات الحرب الخاصة المطبقة في شمال كردستان.

عندما ننظر إلى الأمر اليوم، نجد أن هناك شباباً يتعاطون المواد المخدرة في كل زاوية من الشوارع وقد انخفضت هذه الحالة إلى سن الثامنة، كما إنهم يريدون الضغط على كل من النساء والشباب في هذه السياسة وسنقوم بتنظيم المجتمع ضد هذه السياسات وسنوسع مجالات العمل والخدمات لدينا.

 

ماردين مدينة متعددة اللغات والثقافات، ما نوع العمل الذي تخططين للقيام به لحماية هذه الثقافة والحفاظ عليها؟

عاشت جميع المكونات معاً منذ زمن طويل، ثم بعد الحرب التي بدأت في شمال كردستان في التسعينيات، اضطر كل من الإيزيديين والآشوريين إلى الهجرة من ماردين، وقد بدأ هؤلاء الأشخاص مؤخراً بالعودة إلى المدينة بالرغم من العقبات التي واجههوها من قبل الدولة لأنها لا تريد مدينة متعددة المكونات والأصوات واللغات.

إن الحكومات التي أنشأت نفسها من خلال نظام الدولة القومية تتبنى دائماً موقفاً موحداً، ولهذا السبب يريدون إزالة هذه الاختلافات وتشتيتها بين الناس. سيكون أحد أهدافنا الأولى هو إزالة العقبات أمام المواطنين الذين يرغبون في العودة إلى أراضيهم.

ويعاني السكان هناك من أزمة اقتصادية متردية على الرغم من الأراضي الخصبة الموجودة في المدينة، فضلاً عن مشاكل المياه والكهرباء في كل موسم وهذا الوضع يجبرهم على الهجرة، وإذا تم إيجاد حل للأزمة الاقتصادية والفقر الموجود في المجتمع، فسيتم القضاء على ظاهرة الهجرة. يجب خلق مناطق للتوظيف وينبغي أن يتم ذلك في المقام الأول لصالح المرأة والمجتمع. لدينا العديد من المشاريع وسنقوم بتنفيذها بدعم من الأهالي.