مصابات حمى الضنك... ظروف الحرب تمنعهن من الوصول للمشافي
نصف سكان العالم معرضون للإصابة بحمى الضنك وفقاً لمنظمة الصحة العالمية، لكن في السودان في ظل ظروف بالغة التعقيد وشح الدواء والغذاء والنزوح تقاوم السودانيات هذا المرض الصعب بصلابة كبيرة.
ميساء القاضي
السودان ـ أصيب المئات من سكان السودان بحمى الضنك لكن ظروف الحرب أجبرتهم على تلقي العلاج في المنزل نظراً لعدم وصولهم إلى المستشفيات خاصة في المناطق التي تشهد اشتباكات وقتال والتي تعتبر من المناطق التي يصعب الوصول فيها إلى المراكز الطبية.
وفقاً لمنظمة الصحة العالمية فإن 100 ـ 400 ألف حالة عدوى بهذا المرض تصيب البشر سنوياً، ويعد مرض حمى الضنك أحد الأمراض الفيروسية واسعة الانتشار، وسجلت الآلاف من حالات الإصابات في السودان نجمت عنها وفيات فيما يؤكد الأطباء أن الإحصاءات غير دقيقة نسبة لتداوي الكثير من الناس في منازلهم وعدم وصولهم إلى المستشفيات ليتم تسجيلهم بالإضافة إلى وجود المئات من الحالات في مناطق تشهد قتالاً بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع وهي مناطق يصعب الوصول فيها إلى الخدمات الطبية.
وفي وقت سابق قالت وزارة الصحة السودانية في تصريح لها، إن الوفيات نتيجة الإصابة بحمى الضنك والكوليرا بلغت 391 شخصاً، وإنها قامت بالتدخل للحد من انتشار المرض وتفشيه في الأماكن التي تم تسجيل حالات إصابة فيها.
مودة بابكر إحدى النساء من ولاية القضارف قالت إنها عانت من حمى الضنك حيث بدأت الأعراض بألم في المفاصل وصداع "قمت بالفحص ووجدت أن لدي حمى الضنك وأخذت محاليل وريدية وبدأ الصداع وآلام المفاصل والظهر يشتد كل يوم، كنت أعاني في الليل وأشعر بالبرد الشديد وعندما كنت أقوم بتغطية نفسي لا أشعر بأي دفئ، وفجأة كنت أشعر بالحر الشديد وأزيح الأغطية وأخرج إلى الفناء بحثاً عن البرودة، تعبت جداً لفترة سبعة أيام كنت لا أستطيع الحركة نهائياً وكنت أتناول المسكنات بعد أخذ العلاج تعافيت وانتقلت الحمى إلى أخواتي في البيت وعانوا بنفس الصورة كنا نتناول الكثير من السوائل بالإضافة إلى المحاليل الوريدية".
وحول تجربة الدكتورة الذاريات محمد مع حمى الضنك قالت "شعرت بآلام في الظهر والمفاصل وغثيان، قمت بإجراء فحص الملاريا وظهرت النتيجة الإيجابية أخذت العلاج لمدة ثلاثة أيام وتحسنت حالتي لمدة يوم واحد بعدها أصبت بألآم شديدة ولم أستطع تحملها كالغثيان والاستفراغ الشديدين، عندما أشرب الماء أو أتناول الطعام أتذوق طعم غريب بعدها ظهرت أعراض الرشح فقمت بإجراء فحص حمى الضنك وكانت النتيجة إيجابية، أجريت فحص الدم ووجدت الصفائح جيدة، العلاج كان بأخذ حبتين من البندول كل ستة ساعات وحبوب للغثيان وفيتامينات، من ثم أخذت إجازة من العمل ومكثت في المنزل وبعد ستة أيام تحسنت حالتي".
وعن الاحتياطات التي قامت بها وزارة الصحة لمواجهة حمى الضنك أوضحت أن الوزارة أعلنت ولاية القضارف مكان لتفشي الوباء منذ أشهر، وقامت بعمل حملات لمجابهة الحمى وهي عبارة عن ثلاثة أنواع "الرش، التقصي عن الحالات النشطة ومكافحة المسبب للمرض وهو البعوض".
وقالت إن الوزارة قامت برش الولاية بالتعاون مع متطوعين في كل ولاية والتقصي النشط قام به متخصصون من الوزارة بمعرفة الحالة وتقديم النصح لها والناموسيات، ومن ثم مكافحة الناقل الذي تم من خلال التعاون مع متطوعات واعطائهن منظفات ومطهرات لغسيل الأوعية التي يتم فيها تخزين المياه في المنازل لمكافحة التوالد لأن البعوض يتكاثر في المياه العذبة واذا كانت المياه مكشوفة لمدة ثلاثة أو أربعة أيام.
وأوضحت أن الكثير من الأهالي يلجؤون إلى أجراء الفحوصات خارج المشفى وفي مراكز خاصة لأنه لا يوجد في المشفى هنا فحص سريع للمرض، مشيرةً إلى أن المشفى لا يبقي المريض إلا في حال كانت الصفائح الدموية قليلة حينها يقوم بتقديم الخدمات له".