بلا سبل للعلاج... متلازمة القولون العصبي تنهك النازحات
متلازمة القولون العصبي من الاضطرابات الشائعة التي تصيب المعدة والأمعاء، وتحتاج لعلاج طويل لكونها حالة مرضية مزمنة.
هديل العمر
إدلب ـ تنتشر متلازمة القولون العصبي بين النازحات في مخيمات إدلب، وتتضمن الكثير من الأعراض المزعجة التي تهيج مع البرد وتقلبات الطقس دون سبل للعلاج والمتابعة العلاجية الطويلة الأمد، في الوقت الذي تخلو فيه معظم المخيمات من الخدمات الطبية التخصصية المجانية.
تشكو النازحة ماجدة الكرمو (37) عاماً المقيمة في مخيمات البردقلي شمال إدلب من انتفاخ حاد في البطن، وخاصة خلال فصل الشتاء لإصابتها بمتلازمة القولون العصبي الذي تشكو منه منذ سنوات، ولم تتمكن من الشفاء والعلاج لعدم قدرتها على شراء الأدوية الخاصة بالمرض باستمرار لغلاء أسعارها.
تقول إن الألم المستمر للبطن بدأ يؤثر على حالتها النفسية، لتبقى متوترة وحزينة طوال الوقت، ولا ترغب بالخروج أو عمل أي شيء، وحتى زوجها بدأ يتململ من حالتها ويهددها بالزواج إن بقيت على تلك الحالة من الحزن واللامبالاة.
وبينت أنها بحاجة لمساعدة طبية طارئة، حيث يتعثر الوصول إلى المراكز الطبية بشكل مستمر في المخيمات لبعدها عن مراكز المدن والبلدات، بينما تتطلب حالتها متابعة تناول الأدوية والعلاج التي لا تجدها في مخيمها النائي.
أما حسناء الحامدي (29) عاماً، وهي نازحة مقيمة في جبال كللي، وحامل في شهرها الرابع، فبدأت تشعر بأعراض المغص والنفخة كلما تناولت وجبة طعام، ظنت في البداية أن الأمر يتعلق بالحمل، ولدى مراجعة الطبيبة النسائية أخبرتها بعد فحص الإيكو أن لديها مشكلة في القولون المتضخم لديها بشكل كبير.
واكتشفت أن إصابتها بالقولون لم تكن حديثة بل قديمة لكنها اشتدت أثناء حملها ما ساعد على اكتشافها، لتبدأ بتناول علاجات خاصة وحميات غذائية كالامتناع عن تناول منتجات القمح والفلفل الحار والبهارات والمشروبات الغازية والتي لم تساعد في الشفاء.
من جانبها لم تستطع رباب الشردوب (44) عاماً المصابة بمتلازمة القولون العصبي الالتزام بحمية غذائية وضبط مواعيد تناول الطعام كما نصحها الطبيب بسبب طبيعة الحياة التي تعيشها في مخيمات النزوح وسط الفقر وقلة مصادر الدخل، وغالباً ما تكتفي بوجبة واحدة لقلة الأغذية المتاحة.
تقول "نعيش هنا على ما توزعه المنظمات الإنسانية من مواد غذائية، كالبقوليات والأرز والبرغل والعدس، وهي وجباتنا الأساسية لعدم قدرتنا المادية على شراء الخضار واللحوم لغلائها، وتلك الوجبات تساعد على تضخم القولون وتأخر شفائه".
وتجبر على أخذ أدوية تخفف من حموضة المعدة عند تناول الطعام، مشيرةً إلى أن المعاناة تزداد مع انخفاض درجات الحرارة والشعور بالبرد ولا تعتقد أن هذا المرض يمكن أن يشفى أبدا في تلك الظروف التي تعيشها.
بدورها أرجعت الطبيبة النسائية سها الخطيب أسباب القولون لأسباب وراثية بالدرجة الأولى وتدني مستوى الحياة في المخيمات المصاحبة لاضطرابات المزاج والشعور بالاكتئاب والقلق بالدرجة الثانية.
وأوضحت أن القولون العصبي يوحي من اسمه بأن السبب هو الحالة العصبية، وعدم الارتياح الناتج عن القولون العصبي يسبب التوتر الذي يجب أن تبتعد عنه المريضة قدر الإمكان.
وأشارت إلى أن العلاج في مثل هذه الحالات يكون على شقين، الأول يعتمد على الأدوية الكيماوية، والثاني على العلاج النفسي، وإزالة الأسباب التي نجم عنها المرض مثل الخوف والقلق والحزن والتوتر وعدم الاستقرار التي تعيشها المنطقة، والتي تقل إن استمرت فرص العلاج وتتسبب بالتالي باستمرار المرض.