وسط ظروف النزوح تطور ملحوظ للرياضة النسوية

تمكنت الكثير من الشابات من الالتحاق بالأندية الرياضية بعد ثورة روج آفا، بشمال وشرق سوريا

روبارين بكر

الشهباء ـ تمكنت الكثير من الشابات من الالتحاق بالأندية الرياضية بعد ثورة روج آفا، بشمال وشرق سوريا، واستمرت الألعاب الرياضية رغم ظروف النزوح التي يعيشها مهجري عفرين في مقاطعة الشهباء.

كرة القدم، الجري وكرة السلة وغيرها من الألعاب الرياضية تمارسها الفتيات والنساء في مقاطعة الشهباء، وجل هؤلاء الشابات نازحات من مقاطعة عفرين، تقول الرئيسة المشتركة في الاتحاد الرياضي واللاعبة في نادي كرة القدم دنيا بكر (28) أن التهجير لم يقف عائقاً أمام استكمال اللاعبات لنشاطهن الرياضي.

وأشارت إلى أن النساء وفي الساحة الرياضية على وجه الخصوص اتخذن مكانهن، مستذكرةً انضمام الفتيات قبل النزوح "في عفرين نظمت المرأة حياتها ومواهبها، وتمكنت من تطويرها، وهذا كان قبل 10 سنوات"، مبينةً أن "احتلال عفرين كان سبباً في إيقاف النشاط الرياضي، ولكن بعد التهجير لمقاطعة الشهباء أعاد أهالي عفرين تنظيم أنفسهم، وتم تفعيل الرياضة بمختلف تفرعاتها".

وأشادت بالمستوى الجيد للاعبات، مشيرةً إلى أهمية تفعيل النشاط الرياضي وسط ما تعانيه مقاطعة الشهباء من شبه انعدام للمستلزمات الرياضية "وسط الحصار المفروض على المنطقة يعتبر تفعيل الرياضات خطوة مهمة في وجه العدو التركي ومرتزقته لنقول إن الحياة لا تتوقف".

كما شددت على أن المرأة تتخذ مكانها في الألعاب الرياضية الجماعية والفردية "تؤكد اللاعبات أنهن تمتلكن القوة والإرادة لتطوير مهاراتهن الرياضية، وأن امتلاك المرء الإرادة ستمكنه من تحقيق جميع أهدافه".

دنيا بكر انخرطت في المجال الرياضي منذ عام 2013 وتتخذ مكانها في أول فريق لكرة القدم النسائية الذي تشكل على مستوى روج آفا بناحية موباتا بعفرين، "شاركت في العديد من الفعاليات على مستوى روج آفا وكلاعبات منتخب عفرين توجهنا إلى مدينة آمد في شمال كردستان وشاركنا في مهرجان مزوبوتاميا للألعاب الرياضية".

وأكدت أنه "ازداد عدد الفرق النسائية حيث أن هناك أكثر من 5 فرق للرياضة المتنوعة الخاصة بالمرأة، كل فرقة تضم نحو 15 شابة، إضافةً لأربع فرق أخرى لكرة اليد وغيرها من الألعاب الفردية".

في حين قالت اللاعبة في فريق كرة القدم فكرت حجو (22) عاماً أنها انجذبت للرياضة من خلال لعب كرة القدم أثناء حصص الرياضة في المدرسة، لتقوم في عام 2015، بالانضمام لفريق كرة القدم، مبينةً أنها واجهت رفض العائلة في البداية.

وأضافت "نمت لدي موهبة لعب كرة القدم، وشاركت في الكثير من المباريات، في دوري المدارس بمقاطعة عفرين قبل الاحتلال التركي والتهجير القسري، واليوم هناك الكثير من الفرق الرياضية الخاصة بكرة القدم للشابات في الشهباء، منها فريق بابنس، تل قراح، وأحداث، وتل رفعت".

وأكدت على كلام سابقتها بأن النزوح لم يثبط معنوياتهن لاستكمال مسيرتهن في المجال الرياضي "نرد على مخططات الاحتلال التركي عبر استمرارنا بحياتنا كما كنا قبل أربع سنوات، فتركيا تسعى لطمس وإبادة هوية الشعب العفريني، لذلك علينا نحن النساء وجميع أهالي عفرين تقوية الرياضة وتنمية مواهبنا، وألا نستسلم".

وطالبت فكرت حجو في ختام حديثها جميع الشابات اللواتي تمتلكن المهارات والمواهب الرياضية، والثقافية والفنية أن تسعين نحو تطويرها، وألا تقتلن مواهبهن مهما كانت الظروف المحيطة.