رغم جميع العقبات أسست نادي رياضي للعبة كرة تنس الطاولة
بالرغم من العقبات التي تعرضت لها كونها أول امرأة تؤسس وتترأس نادي رياضي في ليبيا إلا أنها لازالت متمسكة بحلمها للاستمرار والنهوض بهذه الرياضة، وكانت محطة توقفها ما هي إلا استراحة محارب ستعود بعدها بقوة للتدريب والبطولات.
ابتسام اغفير
بنغازي ـ سهير قريش مدربة تنس طاولة بدأت حياتها في مجال رياضة كلاعبة ألعاب قوى وحصلت على الترتيب الأول على مستوى ليبيا في الوثب العالي، والترتيب الثاني على مستوى ليبيا في الوثب الطويل عام 1982.
توجهت سهير قريش فيما بعد إلى لعب كرة الطائرة، وتم اختيارها ضمن لاعبات منتخب بنغازي لكرة الطائرة، وبعد دخولها للجامعة لم تجد هذه الألعاب لتكمل فيها مسيرتها الرياضية، فتوجهت للعبة التي كانت متاحة آنذاك في الجامعة وهي لعبة كرة تنس الطاولة.
تقول سهير عبد ربه قريش أن الصدفة هي التي قادتها لتتوجه لرياضة تنس الطاولة، فذات يوم بعد خروجها من المحاضرة، وجدت كرة تنس طاولة على الأرض أخذتها وتوجهت إلى مصدرها فوجدت قاعة كبيرة يوجد فيها طاولات تنس، "بدأت اتردد على هذه القاعة، واتفرج على اللاعبين لساعات طويلة، ثم أذهب إلى البيت وأتدرب على اللعب دون مضرب أو كرة وإنما أقلد الحركات، حتى أتخذ الوضعية الصحيحة للعبة كرة التنس".
وأوضحت أنها شاركت في بطولة الجامعة لكرة التنس، فبالرغم من عدم تمكنها من اللعبة لأنها كانت تتدرب بمفردها، إلا أنها فازت بالترتيب الأول على مستوى الجامعة، لأنها كانت تلعب بتركيز على الكرة وتنقلاتها، ومن هنا أحبت اللعبة كثيراً فكثفت التمارين والتدريبات الخاصة بها، وأصبحت كل عام تفوز في البطولة على مستوى جامعة قاريونس.
وحول تطوير مهاراتها في اللعبة بينت أنه "في ذلك الوقت لم تكن هناك تقنية حديثة وهواتف ذكية وانترنت أي فترة التسعينيات لذلك كنت أحضر أقراص CD الخاصة باللعبة ومنهجها وقوانينها، وأتمرن عليها في البيت، وبعد ذلك أقوم بالتدريبات مع الشباب في الجامعة وقد حصلت على ترتيب جيد في اللعبة على مستوى ليبيا".
وعن تجربتها في هذه اللعبة قالت "لعبت التنس في سن متأخرة، فكنت أول امرأة توقع عقد مع نادي رياضي في ليبيا كمدربة لتنس الطاولة عام 2004، وكان ثمرة اجتهادي حصول فريق نادي الهلال على الترتيب الأول على مستوى ليبيا في اللعبة لمختلف الفئات العمرية، وللجنسين، كما أني مثلت ليبيا كمدرب لمنتخب اللعبة في الخارج عام 2012، وشاركت في البطولة العربية المدرسية بدولة الكويت، ثم ذهبت لتونس، كمدربة لأعوام 2015 و2016".
رغم الصعوبات والعقبات التي واجهتها في رحلتها كأول مدربة تنس منها تأثير الحرب الدائرة في بنغازي عام 2014 على سير تدريبها وعملها في المجال إلا أن سهير قريش لم تصاب باليأس، حيث تم تكليفها بتدريب المنتخب والذهاب به إلى جنوب أفريقيا، ومن ثم إلى كوريا ولكن نظراً للأحداث والحرب تم إغلاق المطار فلم تتمكن من الذهاب للمشاركة في تلك البطولات.
وأشارت إلى أنه في فترة الحرب استغنى نادي الهلال عن الألعاب الفردية، لأن النادي كان يقع في مكان الاشتباكات، ورغم ذلك لم تتوقف عن تدريب الناشئين من فتيان وفتيات، فكانت تأخذهم تارة للتدرب في مركز المتفوقين، ومرة أخرى إلى جامعة العرب الطبية، وكذلك ذهبت لتدريبهم في مركز لذوي الاحتياجات الخاصة، تقول سهير قريش إن ذلك لم يثبط من عزيمتها بل زادها إصرار، فاستعارت طاولة تنس من المركز، واحضرتها إلى بيتها حيث قامت بوضعها في غرفة الضيوف وبدأت في التدريب من جديد، لافتة إلى أن "التدريب في البيت كان له نتائج جيدة حيث توجهنا للعب في بطولة ليبيا بمدينة البيضاء، وحصلت على ترتيب جيد".
وعن فكرة تأسيسها للنادي بينت "كنا بحاجة لمكان خاص بنا بعد انتقالنا إلى عدة أماكن، فبعد انتهاء الحرب جهزنا مبنى كان ملك لعائلتي، بعد أن كان شبه مدمر من الحرب، قمنا بتنظيفه، ووضعنا الطاولات به من أجل البدء في التدريب من جديد على اللعبة، والذي يعتبر أول نادي تخصصي على مستوى ليبيا، اسمه نادي يوسبريدس لتنس الطاولة، ومن ثم انطلقنا كنادي للمشاركة في معسكرات وبطولات خارج ليبيا وداخلها".
وعن الدعم وكيف تتحصل عليه أوضحت أن كل ما يخص هذا النادي من معدات وملابس هي بمجهودات ذاتية، تقدمها هي للنادي، فهذه الرياضة معداتها وملابسها مرتفعة السعر بالإضافة إلى التنقلات والإقامة والسفر.
بعد مسيرة طويلة بذلت فيها مجهوداً كبيراً توقفت مؤقتاً عن التدريب، بسبب تعرضها لضغوطات نفسية، من قبل المجتمع، مؤكدة أنها تسعى للمنافسة "إذ لم يكن هناك نوادي للعبة فكيف نخلق التنافس، وكيف يمكن للاعب أن يطور من مهاراته، فعدم تفهم المحيط الرياضي لأهمية رياضة التنس أصابني بالإحباط".
وأوضحت أنه بعد توقف استمر لأكثر من سنة ونصف ترغب بالعودة إلى اللعبة قريباً، والتدريب وإثبات ذاتها وبناتها جنسها في هذه الرياضة.