ميار العيايدة... أول فارسة ومدربة لرياضة ركوب الخيل في فلسطين

كسرت الشابة الفلسطينية ميار العيايدة الحواجز التقليدية والقواعد التمييزية، وخرجت بجرأتها عن المألوف لتصبح أول فارسة ومدربة لرياضة ركوب الخيل في فلسطين.

نغم كراجة

غزة ـ في بلد تسيطر عليه العديد من القيود والتحفظات الاجتماعية المتأصلة تمكنت الشابة الفلسطينية ميار العيايدة البالغة من العمر 20 عاماً من كسر الحواجز المجتمعية والقواعد التقليدية، وتجاوزت بشجاعتها وإصرارها الحدود والعقبات المحيطة بها حتى أصبحت مصدر إلهام لمثيلاتها في القوة والطموح والتحدي.

منذ صغرها تشبثت ميار العيايدة بحبها العميق للخيول واعتادت مراقبتها ورؤيتها في مربط شقيقها الذي يضم عدد من الأحصنة المختلفة، وعن ذلك تقول "تدربت على ركوب الخيول وأنا في عمر 12 عاماً وزاد شغفي حول كيفية الاعتناء بها حتى أصبح الخيل رفيقي ولا يمكنني الاستغناء عنه في كل رحلاتي أجول به بين المروج والسهول"، مشيرة إلى أن امتطاء الخيول ليست مجرد هواية أو مهارة بل دافع صقل شخصيتها للأفضل ومنحها القوة والثقة بذاتها.

وبعد جهود طويلة ورحلة تعلم مكثفة أصبحت مدربة بشكل رسمي لأكثر من 60 فتاة في ظل الصعوبات والعقبات التي كانت تفرض عليها "ليس من المعتاد أن يرى المجتمع النساء تمتطين الخيول لكنني كسرت القواعد والقوانين التمييزية وحالياً أدير مربط الأسمر الذي يقدم خدمات تشمل تأجير وتدريب ركوب الخيل ويضم ما يزيد عن 50 خيل، أقوم كل صباح بإطعامها وغسلها وتنظيف المكان وشد سراجها".

وأشارت إلى أن امتطاء الفتيات الخيول مهارة تمنحهن شعوراً بالقوة والتحدي وفرصة لتطوير قدراتهن وتغلبهن على الخوف "نفذت العديد من المسارات الخارجية كأسلوب إقناع للفتيات بممارسة رياضة ركوب الخيل دون رهبة المجتمع وهنالك تحسن في استيعاب الأهالي لفكرة خروج فتياتهن لممارسة هذه الرياضة".

وتعمل ميار العيايدة جاهدة على تنظيم رحلات ومسارات استكشافية تخاطب الطبيعة الخلابة وفن المغامرة في الوديان والسهول على ظهور الخيول، وبالرغم من أنها تقضي ساعات طويلة حتى الليل خلال عملها في المربط ألا أنها تشعر بالراحة والانسجام كونها تعمل في المجال الذي قطعت أميال لتصله.

وبينت أن سباقات الخيول وترويضها ليست مجرد أنشطة تقليدية قديمة وبالية، بل وسيلة لتعكس روح الحرية وقدرة الإنسان على التحدي والتغلب على القيود الاجتماعية، ولا تقتصر على الرجال فقط بل بإمكان الفتيات تجاوز حدود الإبداع والتفوق فيها.

وأشارت إلى أن النساء والفتيات والأطفال يأتون إليها من مختلف المدن الفلسطينية لتعلم مهارة الفروسية وخلال التدريب تنقل لهم تجربتها الخاصة حتى تشعرهم بالدعم والمساندة "معظم الأهالي اقتنعوا بتعليم فتياتهن رياضة ركوب الخيل نوعاً ما لأن المدرب فتاة، وأحاول بكافة الوسائل تغيير هذه الصورة النمطية التي حالت دون ممارسة العديد من النساء لهذه الرياضة".

وترى أن عملها كمدربة في المربط أتاح المجال أمام العديد من النساء والفتيات بممارسة شغفهن في تعلم ركوب الخيل "انطلاقتي في مجال التدريب فتحت آفاق جديدة كسرت القواعد الذكورية التي تصر أن هذه الرياضة للرجال فقط".

ولفتت أن ظهورها كأول مدربة في فلسطين شجع الأهالي على تسجيل فتياتهن وأطفالهم في تدريب امتطاء الأحصنة، مضيفة أنها تدرب جميع الفئات العمرية ابتداءً من سن السادسة ولكل مرحلة عمرية آلية معينة في التعلم.

واجهت ميار العيايدة الكثير من الانتقادات والتعليقات السلبية المحبطة بسبب العادات والتقاليد الاجتماعية الراسخة "سمعت المارة يعلقون ويرددن: تروح تقعد في البيت ما عنا بنات يركبون خيل"، مشيرة إلى أنها لم تستسلم لآراء البيئة المحيطة وواصلت تحقيق طموحها ورسالتها بدعم ومساندة عائلتها مجابهة تعليقات الآخرين وتنمرهم.

وتطمح ميار العيايدة في المشاركة بالبطولات المحلية والدولية وتمثيلها لدولة فلسطين في قطاع رياضة الفروسية، وتأمل أن تكون عنصر التغيير الإيجابي ومصدر الإلهام في حياة الفتيات.