مشاركات في بطولة الكيك بوكسينغ: القبضة المعترضة تحمي المرأة ولا تقلل من أنوثتها

أكدت مشاركات في بطولة الكيك بوكسينغ أن رياضة الجيت كون دو أو ما تعرف بالقبضة المعترضة مهمة للدفاع عن النفس، ولا تقلل من أنوثة المرأة بل تقوي شخصيتها وتزيد عزيمتها وإرادتها، وفي حال تعرضت لأي اعتداء في الشارع بإمكانها صده والتعامل معه

ابتسام اغفير
بنغازي ـ .
لأول مرة شاركت أربع لاعبات حائزات على الحزام الأصفر في لعبة الجيت كون دو من مدينة بنغازي، في بطولة ليبيا الخامسة للكيك بوكسينغ التي تقام لأول مرة على مستوى المنطقة الشرقية تحت شعار "ليبيا أرض السلام"، في 16 و17 كانون الأول/ديسمبر الجاري.
تقول مدربة الدفاع عن النفس وقتال الشوارع وأخصائية تغذية علاجية الدكتورة بلقيس اخريص حول سبب اختيارها ممارسة لعبة الجيت كون دو أو ما يسمى بقتال الشوارع، "تزيد لعبة الجيت كون دو المرأة قوة وشجاعة، فنظراً لما تعرضنا له في الفترة الأخيرة خصوصاً الأطقم الطبية والطبية المساعدة من اعتداءات متكررة وللأسف دون وجود رادع لها، اضطررنا لتعلم هذا الأسلوب في القتال والدفاع عن النفس".
وأوضحت بأن من يسمع باسم الدفاع عن النفس أو الفنون القتالية يظن بأنها رياضة عنيفة وشرسة ووحشية، ولكن هذه فنون دفاعية تستخدمها المرأة للدفاع عن نفسها، ويوجد بها الكثير من الصفاء والنقاء والتأمل الروحي والحكمة، ونبل الأخلاق كأي رياضة أخرى، كما أن من يمارسها يشعر بالسلام الداخلي الذي عندما يصل إليه اللاعب يستطيع مواجهة أكبر مخاوفه.
وأكدت بأنه "عندما تتعلم النساء المواجهة وكيفية الدفاع عن النفس وتتخلص من كل الهواجس والخوف من عمليات الاختطاف أو المهاجمة بالسكين أو التحرش فأنها تستطيع العيش في سلام داخلي، وهذا ما نتعلمه نحن كنساء".
وعن مشاركتهم في بطولة ليبيا للكيك بوكسينغ تقول "نحن أول دفعة من ليبيا مؤلفة من سبع مدربات في فنون قتال الشوارع والدفاع عن النفس معترف بهن دولياً، هذه الدورة للمدربات تقام لأول مرة على مستوى العالم لأن باقي الدول تقوم بتخريج النساء كمتدربات ولسن كمدربات".
 
 
القبضة المعترضة
من جانبها تقول صالحة أحمد إبراهيم مدربة تم تخرجها في أول دفعة في الدفاع عن النفس، ورياضة الجيت كون دو "أحب الرياضة كثيراً وحصلت على شهادة في الكيك بوكسينغ العام الماضي، وقبل أن انخرط في تدريب النساء في هذه اللعبة أردت أن أطور من نفسي أكثر في هذا المجال، لذلك هذا العام دخلت للتدرب وتعلم لعبة الجيت كون دو والتي تعرف بالقبضة المعترضة، أي كيف تصد الهجوم بقبضة اليد فقط، ولديها مسمى آخر وهو 
(قتال الشوارع)".
وتقول عن مسمى (قتال الشوارع) "لا أريد أن تفزع النساء من معنى الكلمة بالعربية، ولكن نحن في ليبيا وما نعيشه من انفلات أمني في الفترة الماضية، اضطررنا لتعلم هذه اللعبة من أجل الدفاع عن النفس إذا ما تعرضنا لأي هجوم أثناء خروجنا للأسواق أو للعمل، ولدينا هنا في بنغازي نساء فقدن أزواجهن في الحروب، مما اضطرهن للعمل والقيام بجميع شؤون حياتهن، الأمر الذي يجعلهن عرضة للسرقة أو الاعتداء، لذلك أنصحهن بالتوجه لتعلم هذه الرياضة".
وأشارت صالحة إبراهيم بأن "هذه اللعبة لا تحتاج إلى قدرات عالية أو لياقة، فأنا شخصياً أعاني من مرض السكري ولست صغيرة في العمر، بل تحتاج للتركيز والانتباه واستغلال القدرات الشخصية والليونة في الحركة، فعندما يتم الهجوم علينا من شخص ما بالإمكان صد الهجوم بقبضة اليد، حتى لو كان المعتدي يحمل سلاحاً أبيضاً سواء أكان سكين أو مسدس".
وأضافت "المرأة تستطيع أن تستغل هذه الرياضة في الدفاع عن النفس إذا ما تعرضت لهجوم في بيتها من قبل شخص أراد السرقة مثلاً، فهناك ضربات اعتراضية ثم ضربات تأديبية تقوم بها المرأة ضد من حاول الهجوم عليها في المنزل وتستخدم قوتها الكاملة دون أن تتشاجر معه".
 
 
"نحن في ليبيا بحاجة لتعلم فنون الدفاع عن النفس"
هناء محمد جمعة طالبة بكلية الإعلام قسم الصحافة وإحدى الفتيات المشاركات في البطولة تقول عن سبب تعلمها لهذه اللعبة "اتجهت للفنون القتالية من أجل الدفاع عن نفسي وتقوية شخصيتي كامرأة لأنه وفي الوقت الحالي في المجتمع الليبي نحن بحاجة لتعلم الدفاع عن النفس، وأنا لاعبة في الكيك بوكسنيغ وقد خضت مباراة في أول أيام البطولة لوزن 56 وحصلت على الترتيب الثاني، إضافةً إلى أنني لاعبة في الجيت كون دو حاصلة على الحزام الأصفر".
وأضافت هناء جمعة أنها تتمنى أن تحقق الأفضل في هذه اللعبة وتحصل على الترتيب الأول في المرة القادمة، وتشجع المرأة بأن تلعب الفنون القتالية من أجل الدفاع عن نفسها، وتقوية شخصيتها ويكون لديها عزيمة وإرادة، ومهما تعرضت لأي اعتداء في الشارع تستطيع صده والتعامل معه.
وتحلم بالمشاركة في البطولات العربية، "أرغب حالياً في اتمام دراستي في مجال الصحافة وأحصل على الماجستير، وبالتأكيد سوف أكمل التدريبات في المجال الرياضي وأطور من نفسي، كي أصبح مدربة في هذه الرياضات".
وتوجه هناء جمعة نصيحة للفتيات قائلةً "على الفتيات الاهتمام بالتغذية الصحية وممارسة الرياضة، ولا تنحصر الرياضة بضرورة الذهاب إلى النادي، وأن هذه اللعبة ليست للدفاع عن النفس فقط وإنما هي تعنى بالجانب الصحي".
 
 
فيما تقول بشرى محمد الزوي طالبة بكلية الطب البشري ومتدربة في الكيك بوكسينغ "اخترت هذه الرياضة نظراً لتعرضي لمواقف اجبرتني على أن أكون قوية فهناك أماكن نتواجد بها كفتيات بمفردنا لذلك لابد أن نكون مستعدات للدفاع عن أنفسنا، وعلى الرغم من أن الشائعات تقول أن هذه الرياضات تجعل الفتاة مسترجلة وتخسر أنوثتها، ولكن هذا الكلام غير صحيح لأنها تجعلك تحافظين على أنوثتك وتمدك بالقوة، والرياضة تزيد من الثقة بالنفس، وانا أخترتها من أجل الدفاع عن نفسي".