لأول مرة في فلسطين... فتيات تمارسن رياضة الكبادي

أعلن عن ممارسة رياضة الكبادي "مصارعة الفتيات" تحت قوانين دولية من أجل إشعال الثورة الرياضية النسوية في فلسطين وبهدف تعزيز حقوق النساء والفتيات في ممارسة الرياضة والرقي بها.

نغم كراجة

غزة - قالت المدربة إنعام أبو قينص أن دخول رياضة الكبادي لأول مرة في فلسطين، أمر مثير للاهتمام، وخاصة تسجيل النساء والفتيات في تدريبات هذه الرياضة كنوع من الدفاع عن النفس، وحماية أجسادهن وممتلكاتهن.

تعتبر رياضة الكبادي الأكثر شهرة في جنوب آسيا، حيث تمزج ما بين المطاردة والمصارعة، يشترك فيها فريقان من سبع أشخاص وخمس غيرهم ضمن الاحتياط، حيث ينطلق لاعب من أحد الفريقين إلى الفريق الآخر حابساً أنفاسه محاولاً لمس أكبر عدد ممكن من لاعبي الفريق الخصم والرجوع إلى فريقه قبل أن يمسك به المدافعون.

وعبرت إنعام أبو قينص عن فخرها كونها أول مدربة في فلسطين لرياضة الكبادي التي لم يسبق ممارستها في المجتمع، مشيرةً إلى أن "هذه الرياضة يهيمن عليها الرجال بنسبة عالية جداً، وأردت أن نخرج عن المألوف بتدريبها للنساء والفتيات حيث يعتبر هذا الإنجاز الحدث الأول في التاريخ الفلسطيني".

وأضافت "هنالك العديد من النساء والفتيات رغبن في التسجيل لكن رفض الأهالي تبعاً للعادات الاجتماعية والثقافية المتأصلة نزع منهن تحقيق هذه الرغبة، وبالرغم من محاولاتنا المتواصلة في نشر وتعزيز ثقافة الرياضة وأهمية تعليمها للفتيات إلا إننا في مراحل أولية لتجاوز تلك المعوقات الموروثة وصعبة التغيير".

وأوضحت "الفتاة التي ترغب بنهضة ذاتها لا تكترث للجوانب السلبية بل تجعل منها ممراً لعزيمتها وإصرارها على النجاح حتى تستطيع تحقيق أهدافها المطلوبة والوصول إلى العالمية".

وأشارت إلى أن الفتيات اللواتي انضممن للتدريب سيواجهن العديد من المضايقات والانتقادات السلبية والمحبطة، والكلمات المسيئة بحقهن "ليس من الغريب أن تواجهنا مشكلة التنمر نظراً لأن جميع الأعمال والممارسات يهيمن عليها الرجال فقط تلقى انتقادات حينما تمارسها المرأة الفلسطينية، ومن ثم يبدأ جزء من المجتمع بتقبل تلك الفكرة".

وتسعى إنعام أبو قينص بمساعيها المبذولة في الحصول على الدعم المادي واللوجستي؛ من أجل توفير الإمكانيات المطلوبة للرقي بمستوى أفضل لهذه الرياضة.

وأوضحت أنها خصصت رياضة الكبادي للفتيات بحركات معينة تختلف قليلاً عن الرجال نظراً لخطورتها وذلك حسب القوانين الدولية والقواعد التي تم الاتفاق عليها مع اتحاد المصارعة لافتةً "أن الفتيات قررن أن يأتين يوم الجمعة الذي يعتبر إجازتهن الرسمية".

 

 

وأكدت أن المرأة الفلسطينية قادرة على الأبداع وتجاوز العقبات في سبيل أن تحصل على حقوقها "الفتاة لا تقل شجاعة وقوة عن الرجال، وأثبتن هذه العبارة من خلال الانجازات التي حققنها في كافة المجالات العامة، وأبرزن الدور التكاملي لهن".

وقالت إحدى المتدربات وهي فردوس الشرافي "أحببت أن أخوض هذه التجربة الفريدة من نوعها من باب الاستفادة من وقت الفراغ أولاً، وزيادة اللياقة البدنية وحماية نفسي ثانياً، لذلك قررت الدخول في المعترك الرياضي محاولةً لتفريغ الطاقة السلبية واستثمار الوقت باكتسابي مهارة جديدة، خاصةً أن هذه الرياضة ستمارس لأول مرة في فلسطين أي أن المرأة الفلسطينية ستصبح مميزة عن غيرها".

وأكدت أن النظرة المجتمعية التي تفرض السيطرة على النساء وتضعهن داخل دائرة مغلقة، هي السبب الرئيسي في تدني وجودهن في الأندية النسائية وحرمانهن من ممارسة أبسط حقوقهن.