التنمر على اللاعبات رغم تحقيق الإنجازات

التميز الرياضي لأي لاعبة مصرية لا يمر دون تعليقات سلبية على السوشيال ميديا ورغم ما تم تحقيقه من بطولات عالمية من قبل الفتيات في مصر، مازال المجتمع يرفض احتراف الفتاة للرياضة

نيرمين طارق
القاهرة ـ .
واتضح ذلك بشدة بعد المباراة التي جمعت بين منتخب الناشئات المصري لكرة القدم ونظيره اللبناني في تشرين الثاني/نوفمبر 2020، عندما انهالت التعليقات الساخرة على اللاعبات وطالب رواد مواقع التواصل الاجتماعي بعودتهن للمطبخ، رغم وجود لاعبات كرة قدم متميزات مثل سارة عصام التي احترفت في الدوري الإنجليزي لتصبح أول لاعبة كرة قدم عربية في الدوري الأوروبي، كما حقق الفريق الموحد الميدالية البرونزية في بطولة العالم تحت قيادة المدربة فايزة حيدر.
وتعرضت بطلة السباحة فريدة عثمان للعديد من التعليقات الساخرة بعد فوزها ببرونزية بطولة العالم للسباحة في المجر وكانت التعليقات السلبية تتمثل في السخرية من عضلات البطلة التي نتجت عن التدريبات الشاقة التي أهلتها لرفع علم مصر، كما تضمنت التعليقات إن بطلة السباحة لن تجد من يتزوجها نظراً لضخامة جسدها، فجاء رد فريدة بفوتوسيشن "جلسة تصوير" على البحر ترتدي فيها فستان ملون وتاج في محاولة منها لإظهار أنوثتها.
لم تسلم بطلة الإسكواش نور الشربيني من التعليقات السلبية والتنمر على السوشيال ميديا بعد فوزها ببطولة العالم للإسكواش، ولم يشفع لها كونها المصنفة الأولى عالمياً، وطالبها رواد التواصل الاجتماعي بارتداء الحجاب بدلاً من الملابس القصيرة التي ترتديها أثناء المباريات. وجاء رد نور الشربيني بأنها ترتدي الملابس الرياضية التي هي وفقاً للوائح وقوانين الاتحاد الدولي للإسكواش.
وعن التنمر والمعاناة التي تواجه كل فتاة تمارس الرياضة في مصر وخاصة كرة القدم تقول نورا سمير والتي سجلت أول ظهور للتحكيم النسائي في مباريات كأس مصر "اللاعبات بذلن مجهود كبير وظهرن بمستوى جيد أمام المنتخب اللبناني وتعرضن لتنمر غير عادي؛ وذلك لأن الجماهير في مصر لم تعتاد على رؤية الفتيات في ملاعب كرة القدم المصرية رغم وجود لاعبات حققن إنجازات عديدة، لكن الإعلام لا يسلط الضوء على المنتخبات النسائية".
وتضيف "تعرضت للتنمر عندما كنت لاعبة ومرة أخرى عندما دخلت مجال التحكيم، ولكني تغلبت على التنمر بالنجاح عندما أصبحت حكم دولي وسافرت لتحكيم مباريات دولية خارج مصر وسمعت تعليقات سلبية كثيرة مثل كرة القدم ليست للبنات ومكانكِ المطبخ ولكني أكملت المشوار وفخورة جداً بكوني أول محكمة تحكم في مباريات كأس مصر".
وتقول الحكم الدولي الكابتن منى عطا الله "التنمر كظاهرة مرفوضة بشكل عام، فمنتخب الناشئات رغم عدم وجود دعم مادي أو معنوي إلا أن اللاعبات لعبن بشكل جيد، لكنهن تعرضن للتنمر؛ بسبب عدم وجود ثقافة رياضية في المجتمع المصري، وعلى الإعلام أن يلعب دور لدعم هؤلاء اللاعبات ويجب أن يدعم المدافعين عن حقوق المرأة هؤلاء اللاعبات معنوياً فهن ناشئات تحت 20 سنة، وعلى المجتمع أن يتقبل وجود منتخب نسائي ووجود لاعبات ومحكمات كرة قدم"، وتكمل حديثها "دخلت مجال التحكيم الكروي منذ عام 1998 أي من أكثر من عشرين عاماً، وكان هناك حالة من الاستغراب والدهشة بسبب دخولي المجال الكروي ولكني صممت على الاستمرار".
تقول العضو السابق باتحاد كرة القدم المصري، الدكتورة دينا الرفاعي "يجب أن نوجه التحية لكل أب وأم شجعوا الفتيات على ممارسة الرياضة وخاصة كرة القدم، رغم ما يتعرضن له من تنمر وانتقادات شديدة، ولذلك نحن في حاجة لتغيير الثقافة، ولابد من وجود حملات توعية لتشجيع الفتيات على ممارسة الرياضة فكرة القدم ليست حكر على الرجال، وقد عملت أثناء وجودي في اتحاد كرة القدم المصري على تشكيل منتخب شابات لدعم المواهب الشابة".
وفي الختام أكد الناقد الرياضي عمر البانوبي "اللاعبات لديهن طموحات مشروعة والتنمر عليهن نوع من أنواع غياب الوعي والاحترام ومصر احترمت النساء منذ العصر الفرعوني وتقبلتهن كملكات حاكمات، وكرة القدم النسائية ستصبح حالة عالمية وفقاً لتوجهات الفيفا قريباً وستنطلق النسخة الأولى من دوري أبطال أفريقيا للكرة النسائية في هذا العام، لذلك فنحن في حاجة لتغيير نظرة المجتمع تجاه الفتاة التي تمارس كرة القدم، فالمصريين مازالوا غير متقبلين لفكرة وجود لاعبات كرة قدم، رغم أن المنتخب النسائي بدأ منذ أكثر من عشرين عام ولكن الإعلام لا يسلط الضوء على وجوده لذلك لابد من التعاون بين وزارة الشباب والاتحاد المصري لكرة القدم ووزارة التعليم، ووجود حملات توعية للتشجيع على ممارسة الفتيات للرياضة بصفة عامة ولكرة القدم بصفة خاصة، ولدينا محكمات مثل يارا عاطف التي ستشارك في تحكيم مباريات كأس العالم للشباب، فالتحكيم النسائي موجود بقوة وهناك لجنة كرة قدم نسائية في اتحاد كرة القدم حالياً، ولكن الرياضة النسائية بشكل عام تحتاج لمزيد من الاهتمام الإعلامي".