رواية "سيدات زحل"
لوحة فسيفسائية للواقع العراقي بعد سقوط بغداد عام 2003، تروي حكاية نساء وقفن في وجه أهوال الحرب والقتل والاغتصاب متسلحات بالحب وبالذاكرة.
لطفية الدليمي كاتبة ومترجمة وصحفية عراقية وناشطة في الدفاع عن حقوق المرأة، ولدت في بغداد عام 1943، وأكملت دراستها في مدارس بغداد، وحصلت على شهادة بكالوريوس آداب في اللغة.
من اهم اعمالها رواية "سيدات زحل" نشرت عام 2024 عمل سردي مميز مكتوب بشفافية وبلغة رفيعة الشأن فيها شغف حزين بأحوال المجتمع العراقي، عرضت لوحة انسانية مركبة للعراق في حقبتي الاستبداد والاحتلال وتميزت بانتقاء المشاهد السردية وبالرؤية الانثوية للعالم.
فكانت الرواية مدونة سردية عن احوال البلاد في العقود الأخيرة، فقد عرضت الشخصية الرئيسة، برؤية أنثوية، تجاربَ مذهلة عمّا حدث لها ولأسرتها، ولعدد كبير من صديقاتها إبان الاحتلال الأميركي للعراق، وخلال سيطرة الجماعات المسلحة على أحياء كاملة من بغداد في ظروف الحرب شبه الأهلية التي مرت بها البلاد قبل بضع سنوات ، وما سبق ذلك من حكم مستبدّ أفرغ المجتمع من قيمه الإنسانية والثقافية، فتقوم تلك السيدة بنشر كرّاسات سرّية ارتسمت فيها جميعا حالات لنساء قتلن، أو شردن، أو اغتصبن، أو جرى التنكيل بهن، وذلك على خلفية عنف متنام مارسه رجال قساة ، وتتواشج الأحداث مع وقائع تخص تاريخ بغداد وتأسيسها وتحولاتها وتمتلك الرواية أهميتها الاستثنائية في تمثيل أحوال النساء عامة، ولأنها المدوّنة السردية الكاشفة لأحدى أهم حقب التاريخ العراقي الحديث.
المثير في الرواية صوت الأنثى المقاومة، التي تصمد في وجه الرعب والقبح والدمار وقد تسلحت بالحب والأحلام، وإن انتهى البعض من سيدات زحل إلى مصير قاتم، فذلك بعد أن أثبتن للناس "قدرة النساء على العيش دون رجال في بلاد الحروب التي تلتهم أبناءها".