كتاب "النسائيات"

تناول الكتاب شئون المرأة كالزواج والطلاق والسفور والحجاب، والتحررية كالمساواة والتعليم والعمل.

يحتوي هذا الكتابُ على مجموعةٍ من المقالات، جَمَعَتْها الرائدةُ النسويةُ الكبيرةُ ملك حفني ناصف الملقّبة بـ باحثة البادية، كما أنه يحتوي على سلسلة من المشاهداتِ والتجاربِ التي مرَّتْ بها الكاتبةُ، وينقسمُ الكتابُ إلى جزأين الجزء الأول تتحدَّث فيه عن رأيِها في الزواجِ، وتربيةِ البناتِ، ومعاملةِ الرجال للنساء، ثمّ قدمت مقارنة بين المرأة المصرية والمرأة الغربية، ويَحْمِل الجزءُ الثاني من الكتابِ عدَّة خطاباتٍ ومقالاتٍ متبادلة بين الكاتبة مي زيادة، فكانت هذا الكتاب يعرض صورةٍ بانوراميَّة بديعة للقضايا النسويَّة في العصر الذي كُتِب فيه.

تنوّعت مضامين المقالات لكن جمعها محورٌ واحدٌ يختصُّ بالشئون النّسويّة، فتطرقت إلى مجموعة آراءٍ في الزواج، وتناولت شكوى النساء منه، كما تعرّضت إلى مسألة الحجاب وشأنَه المتعلّق بمفهوم السفور في مصر.

وتحدّثت عن مدارس مصر وتربية البنات من خلالها، ودور هذه التربية في تعزيز ما تتعلّمه الفتيات من البيوت.

كما تحدّثت عن تعدد الزوجات والضرائر وسن الزواج وانتشار حالة بغض أقارب الزوج أو الأثرة، وتعرّضت لسرعة الغضب والتهديد بالفراق بين الزوجين، ثمّ تناولت احترام الآراء وآداب الانتقاد بين فئات المجتمع. 

ملك حفني ناصف أديبة ومثقفة مصرية وداعية للإصلاح الاجتماعي وإنصاف وتحرير المرأة في أوائل القرن العشرين. لُقِّبَت بباحثة البادية، وكانت من أُوَل الناشطات المصريات في مجال حقوق المرأة.

اعتبرت ملك ناصف أول امرأة مصرية جاهرت بدعوة عامة لتحرير المرأة، والمساواة بينها وبين الرجل، كما اعتبرت أول فتاة مصرية تحصل على الشهادة الابتدائية العام 1900، عرفت بثقافتها الواسعة وكتاباتها في العديد من الدوريات والمطبوعات، وكانت تجيد اللغتين الإنكليزية والفرنسية.

وُلِدت بالقاهرة عام ١٨٨٦ وهي كُبرى سبعة أبناء للشاعر المصري حفني ناصف القاضي، بدأت تعليمها في المدارس الأجنبية، ثم التحقت بالمدرسة السنيَّة، حيث حصلت منها على الشهادة الابتدائية عام ١٩٠٠، ثم انتقلت إلى قسم المعلمات بالمدرسة نفسها، وكانت أولى الناجحات في عام ١٩٠٣، وبعد تدريب عملي على التدريس مدة عامين تسلَّمت الدبلوم عام ١٩٠٥.

بعد زواجها وانتقالها إلى بادية الفيوم تعرفت عن قرب على الحياة المتدنية التي تعيشها المرأة، ومن ثم ركزت نشاطها على الدعوة إلى الإصلاح وتحرير المرأة بما لا يتعارض مع الدين أو التقاليد.

أسست "اتحاد النساء التهذيبي" فضمَّ كثيرًا من السيدات المصريات والعربيات وبعض الأجنبيات، وكان هدفه توجيه المرأة إلى ما فيه صلاحها، والاهتمام بشئونها، كما كوَّنت جمعية لإغاثة المنكوبين المصريين والعرب، وأقامت في بيتها مدرسة لتعليم الفتيات مهنة التمريض، مثلت المرأة المصرية في المؤتمر المصري الأول عام ١٩١١ لبحث وسائل الإصلاح، وقدَّمت فيه المطالب التي تراها ضرورية لإصلاح حال المرأة المصرية.

توفيَّت عام ١٩١٨عن عمر اثنين وثلاثين عامًا، صدر هذا الكتاب عام ١٩١٠.