يتميز اليوم العالمي للمرأة في كوباني بارتباط النساء بزيهن الفلكلوري

حولت النساء في إقليم شمال وشرق سوريا كافة أيامهن إلى يوم الثامن من آذار، ويتميز الاحتفال في المنطقة عن بقية بلدان العالم بالتأكيد على ارتباط المرأة بتراثها وثقافتها.

نورشان عبدي  

كوباني ـ بدأت نساء مدينة كوباني بإقليم شمال وشرق سوريا تحضيراتهن لاستقبال يوم المرأة العالمي وذلك من خلال حياكة الزي الكردي الفلكلوري بألوانه الزاهية، لتمثل كل امرأة ثقافتها بيومها العالمي.

يعتبر شهر آذار شهر مميز بالنسبة للشعب الكردي وبشكل خاص بالنسبة للنساء لأنه يشهد على أهم مناسبتين للكرد وهما اليوم العالمي للمرأة وعيد النوروز الذي يصادف 21 أذار/مارس، وفي كل عام قبل بدأ شهر آذار تتحضر النساء لاستقبال هذه المناسبات من خلال خياطة الزي الكردي الفلكلوري وتحضير الإكسسوار الخاص به.

تتوجه النساء في مدينة كوباني في كل عام إلى قسم الأشغال اليدوية في وقف المرأة الحرة لشراء الإكسسوار للزي الكردي الفلكلوري، والذي يشرف قسم الأشغال اليدوية في الوقف على صناعته كالكوفية والكمبر والقبعة وغيرها من القطع المرصعة.

وتقول عضوة قسم الأشغال اليدوية في وقف المرأة الحرة في مدينة كوباني إلهام أحمد أن النساء تستحقين أكثر من يوم للاحتفاء بإنجازاتهن معتبرةً أن مقاومة النساء في سد تشرين تستحق التقدير.

ولفتت إلى أنه "مع اقتراب يوم الثامن من آذار يزداد عمل قسم الأشغال في وقف المرأة الحرة، ولذلك في بداية شهر آذار نبدأ بالتحضيرات لاستقبال يوم المرأة العالمي ونجهز تصاميم متعددة للكوفيات والقبعات والكمبر وغيرها من القطع التي تضيف جمالاً للزي الكردي".

وبينت أن النساء تفضلن ارتداء الزي الكردي في مثل هذه المناسبات لأن الثورة عملت على إعادة ربط الشعب بثقافته ومنها التشجيع على ارتداء الزي الفلكلوري، موضحةً أنه طرأت بعض التغييرات على التصاميم "في وقف المرأة الحرة نعد الكوفيات بطريقة أحدث بتزيينها بالخرز، ونحرص على أن تكون مناسبة للفستان وذلك لتناسب ذوق الشابات حتى أن الكوفية بدأت تصنع بحجم أصغر ليكون ارتدائها أسهل".

وأساس العمل هو التنظيم "نحضر أنواع القماش وكل ما يلزم ونلتزم بما يطلبه الزبائن حتى أن القبعة التي هي من ثقافة كرد إقليم كردستان تحبذها الشابات في كوباني لذلك تتم خياطتها كما ترغبن".

وأوضحت أن "الكمبر يحاك قطعة قماش ويضاف عليها ما ترغبه الزبونة، أما الكوفية يتم حياكتها بثلاثة قطع قماش على شكل جديلة الشعر ومن ثم يتم تزينها بحسب الرغبة، وأيضاً نقوم بصنع زينة لجدائل الشعر".

 

تساهم بالمحافظة على ثقافة مدينتها

وأكدت إلهام أحمد على أنها من خلال عملها تحافظ على ثقافة مدينتها كوباني من الاندثار "من خلال عملنا هذا نساهم بإعادة ثقافة ارتداء الزي الكردي الفلكلوري الذي توارثناه من جداتنا ونحافظ على ثقافة مدينة كوباني من الاندثار لتبقى مستمرة من جيل إلى جيل لأننا كشعب كردي منذ الآلاف الأعوام وبالرغم من كافة الهجمات التي نتعرض لها لن نسمح بإمحاء ثقافتنا وهويتنا ووجودنا".

وأشارت إلى أنها "بدأت العمل في قسم الأشغال اليدوية منذ أربعة أعوام وهذا لأن لدي شغف بهذا المجال وبشكل عام كل عمل ينجز بحب وشغف يكون جميل، ومن خلال عملي بهذا المجال أساهم في إعادة ثقافة جداتنا وأمهاتنا".

وترى أنه على الشابات أن تساهمن في المحافظة على ثقافة مدينتهن "ثقافة أي شعب أو أي مكون تمثله وتمثل هويته والمحافظة عليها واجب وطني يقع على عاتق كل شخص".

وللجدير بالذكر أن مركز وقف الحرة افتتح في مقاطعة الفرات بإقليم شمال وشرق سوريا عام 2018 ويوجد ضمنه قسم خاص بالأشغال اليدوية وذلك بهدف مساعدة النساء على تنمية مواهبهن والاعتماد على ذواتهن.