سهاد عفارة: نسبة نجاح المرأة في الشأن العام أكبر مقارنة بالرجل

تؤدي النساء دورهن بصورة مدروسة في جميع نواحي الحياة لتحقيق مشاركة متميزة لتعزيز مسؤوليتهن والاستجابة الفاعلة لحضورهن في كافة المجالات.

فاديا جمعة

بيروت ـ تواجه النساء الموروث المجتمعي والمواءمة بين دورهن كأمهات وربات منزل وما يرتب عليهن من مسؤوليات أكبر، كما تسعين لتحقيق طموحاتهن كحق مشروع يؤمن العدالة والمساواة لهن.

بدأت المهندسة اللبنانية سهاد عفارة مسيرتها في الشأن العام، حيث تابعت العديد من الملفات المتعلقة بمدينة صيدا، ونشطت على مستوى المجال البيئي والمساحات العامة، وانخرطت في لجان ومجموعات عديدة تعنى بالشأن العام، وعلى الصعيد المهني نجحت في انتخابات مجلس المندوبين في نقابة المهندسين للمرة الثانية على التوالي في آذار/مارس 2024 لتكمل مسيرتها التغييرية في النقابة.

وعن خوضها المعترك السياسي قالت المهندسة سهاد عفارة "كان ذلك منذ ترشحي لانتخابات البلدية في مدينة صيدا عام 2016 كعضو مجلس، وكان عمري آنذاك 26 عاماً، وكنت أصغر مرشحة في مدينتي، وكامرأة وأم واجهت الكثير من التحديات كي أثبت حضوري ولإقناع الأهالي أن الفئة الشابة بحاجة إلى الفرص وكذلك إعطاء المرأة حقها بالمشاركة في المعترك السياسي وفي مختلف المجالات، في تلك الفترة عملت على العديد من الملفات التي كانت مطروحة على مستوى المدينة منها مستشفى صيدا الحكومي الذي كان بحاجة للدعم، وملف الضم والفرز الخاص بشق طريق جديد وربط شمال المدينة بجنوبها للتخفيف من ازدحام السير، بالإضافة لإعادة توزيع الأراضي بشكل عادل على المالكين، وأيضاً الملف البيئي وملف النفايات ومعمل المعالجة في جنوب المدينة، فضلاً عن الملفات المتعلقة بصيدا القديمة والمدينة التراثية والواجهة البحرية للمدينة وغيرها".

وأضافت "وظفت خبرتي في مجال الهندسة وفي الوقت عينه طورت من قدراتي لأتمكن من تقديم الأفضل للمدينة حيث انخرطت مع مجموعات نشطة في المدينة وخارجها، وبذلك أصبحت لدي علاقات أكثر وأعمل مع شريحة أوسع وعلى العديد من المشاريع، كما خضعت لعدة تدريبات لتسهيل خوضي المعترك السياسي كامرأة وبنيت علاقات وثيقة مع نساء من مختلف المناطق اللبنانية، ولا ننسى أن العلاقات تمكننا من العمل أكثر وإطلاق نشاطات أكثر والاستفادة من خبرات مناطق وبلديات أخرى".

ولفتت سهاد عفارة "على الرغم من عدم نجاحي في الانتخابات لكنني حصلت على ثمانية آلاف وعشرة أصوات ما فرض علـيّ مسؤوليات أكثر، هذه الأصوات كانت دائما تقول لي لا يمكنك التوقف عن العمل لصالح مدينتك، وكمهندسة واجهت ضغطاً كبيراً من حيث التوفيق بين عملي كمهندسة والشأن العام، فحاولت أن أعمل كمستقلة، أي أنه عندما أحصل على عمل حر ولنفسي، يمكنني التنسيق أكثر بين عملي الخاص وعملي كناشطة في المعترك السياسي"، مضيفةً "كوني عضو هيئة مندوبين في نقابة المهندسين، خضت الانتخابات منذ نحو ثلاث سنوات مع "النقابة تنتفض"، ووقتها تمكنا من خلق حالة جيدة في البلاد، وبعد الانتخابات ونجاحي في "النقابة تنتفض" واجهنا بعض الصعوبات، لأننا دخلنا المجلس في وقت كنا نواجه فيه أزمة اقتصادية وتراجع في قيمة الليرة اللبنانية مقابل العملات الأجنبية، فكان من الصعب أن نضع موازنة ونتخذ قرارات ربما تكون صعبة على المهندس/ـة، ولكن كان لا بد من إعادة تمكين النقابة للنهوض بها من جديد بعد أن خسرت كل ودائعها".

وتابعت "بعد أن أنهينا التجربة الأولى، خضت الانتخابات مرة أخرة في نقابة المهندسين والفوز كان حليفي أيضاً لأكون اليوم أمام ولاية جديدة في نقابة المهندسين أسعى لأعطي الأفضل دائماً للاختصاص الذي عملت كي أصل إليه ولأكون فاعلة أكثر وأكثر في الشأن العام".

وحول مشاركة المرأة في العمل السياسي قالت سهاد عفارة "مشاركتها ما تزال ضعيفة في كل دول العالم، بالتأكيد بنسب متفاوتة، وفي لبنان لم تتمكن المرأة من الحصول على أكثر من ثمانية مقاعد من أصل 128 مقعد في البرلمان، وذلك لا يعني أبداً أن المرأة اللبنانية ليس بإمكانها النجاح في المعترك السياسي".

وأضافت "لا يمكن لكل النساء أن تكن ناجحات في الشأن العام وهو حال الرجال أيضاً، الموضوع مرتبط بشخصية المرأة أو الرجل، ومدى كفاءتها وقدرتها على النجاح، وأيضاً يجب أن نلفت الانتباه إلى مسألة مهمة أن نسبة نجاح المرأة في الشأن العام أكبر بكثير مقارنة بالرجل، ويجب دعمها المرأة وتشجيعها على خوض هذا المعترك لأنها قادرة على النجاح، كنساء يمكن أن نتعرض للتنمر أو لا نحصل على فرصنا، وهذا أمر يحدث كثيراً، ولكنه لا يوقفنا ويدفعنا للعمل أكثر فأكثر لنثبت حضورنا".

وفي ختام حديثها وجهت سهاد عفارة رسالة للمرأة مفادها "أنتِ دائما بعلمك وخبرتك بإمكانك أن تعطي، ولا تقولي إن ذلك سيؤثر على دورك كأم أو زوجة أو ربة منزل، إذا كنت دخلت المعترك السياسي والشأن العام، أو كنت ناشطة مهنية ونقابية، أو على مستوى البلديات، أنتِ يمكنك أن تعطي إذا آمنتِ أنه بإمكانك أن تعطي، ودائماً أعملي على تطوير قدراتك، وليكن طموحكِ دائماً لتحقيق الأفضل وصولاً إلى تولي منصب يليق بكِ".