شابة تونسية تصنع مستحضرات تجميل "صديقة للبيئة"

مستحضرات التجميل العادية تدمر البيئة، كونها تعتمد بالأساس على المواد الكيميائية السامة وتتسبب في دمار المحيط وتضر بالحيوانات البحرية.

إخلاص الحمروني

تونس ـ في ظل تزايد الوعي البيئي والصحي، أصبح الاتجاه نحو استخدام مستحضرات تجميل طبيعية أمر بالغ الأهمية، ومع تزايد استخدام المواد الكيميائية الضارة في العديد من المنتجات التجارية، ظهرت الحاجة الملحة إلى إيجاد بدائل طبيعية تكون أكثر أماناً للبشرة وأقل ضرراً على البيئة.

وعياً منها بالثقافة البيئية وإيماناً بحق الأجيال القادمة في بيئة صحية، عمدت الشابة عبير قاسمي وهي مهندسة زراعية ومرافقة متخصصة في افتتاح المشاريع الزراعية، إلى افتتاح مشروعها الخاص بإنتاج مواد تجميل طبيعية ذات جودة عالية، حيث تُستمد مكوناتها من الطبيعة، من زيوت ومستخلصات نباتية تكون دائماً مرتبطة بالجمال والعناية بالبشرة، وهي مستحضرات طبيعية ليست فقط خالية من المكونات الضارة بل أيضاً صديقة للبيئة، حيث لا تحتوي على مواد تؤثر سلباً على المحيطات أو الحياة البحرية.

وتقول عبير قاسمي "بحكم خبرتي في هذا المجال واطلاعي على مواد التجميل الكيميائية ومدى ضررها على البشرة والبيئة، فكرت أن أكون جزءاً من التغيير وأبدأ في إنتاج مستحضرات طبيعية صديقة للبيئة وذات جودة عالية تضمن صحتنا"، مضيفةً "تتميز مستحضراتي بأنها مكونة من مواد طبيعية، خالية من السلفات، ومن السيليكون، والبارابين، ومن الكحول، وأعتمد أساساً على الزيوت الطبيعية، والأساسية، ومستخلصات النباتات وذلك لتوفير منتجات ذات جودة عالية وصديقة للبيئة".

وأكدت أن المواد التجميلية العادية تحتوي على العديد من المواد الضارة المدمرة للبيئة وتكمن خطورتها في أنها لا تتحلل كونها صناعية تعتمد في تركيبها على المواد الكيميائية السامة، وبحكم أن المنتجات البلاستيكية المستعملة في مواد التجميل العادية مسرطنة وضارة للبيئة وعند تصريفها في المياه تؤثر سلباً على الحياة البحرية، فضلاً عن أن هذه العبوات قابلة للاشتعال عندما تتعرض لدرجات حرارة مرتفعة، ويمكن أن تتسبب بحرائق خطيرة، "نسعى جاهدين للحد قدر الإمكان من استخدام البلاستيك في منتجاتنا لأن هدفنا الأساسي هو تقديم مستحضرات طبيعية فعالة، ذات جودة عالية، وصديقة للبيئة تساهم في الحفاظ على صحتنا وحماية كوكبنا".

وأشارت عبير قاسمي إلى أن بداية مشروعها لم تكن سهلة على الإطلاق بحكم صناعة مستحضرات تجميل طبيعية تتطلب تجربة وخبرة وبحثاً معمقاً "كل منتج كنا نعمل عليه يخضع لاختبار لمدة ثمانية أشهر، حيث نقوم أولاً ببحثنا وتجاربنا السريرية على أشخاص متطوعين، ثم بعد التأكد من فعاليته وسلامته يتم طرحه في السوق بهدف توفير منتجات طبيعية ذات جودة عالية لا تسبب تلوثاً بيئياً وتحافظ أيضاً على الحيوانات لأن المنتجات الكيميائية تتم تجربتها بشكل أساسي على الحيوانات وتضاهي المنتجات التجارية في النجاعة".

وأوضحت أنها واجهت أيضاً تحدياً في الحصول على المواد الأولية، إذ كان من الضروري أن تكون ذات جودة عالية، مصادق عليها ومعترف بها إضافة إلى تحديات أخرى تتمثل بالأساس في مسألة التسويق، إذ أن السوق مليء بالمنتجات المختلفة، وكان من الصعب إقناع المستهلك بالاعتماد على البدائل الطبيعية، خاصةً وأنه معتاد على المنتجات التجارية التي تعطي نتائج سريعة رغم ضررها على البشرة والبيئة.

وفيما يخص نجاح مشروعها أكدت أنها احتاجت الكثير من الوقت أولاً لاكتساب المعرفة اللازمة وثانياً للتعريف بمنتجاتها إذ عمدت على تكثيف مشاركتها في المعارض والعمل أكثر على مواقع التواصل الافتراضي مثل فيسبوك، تيك توك وانستغرام للتسويق من خلال نشر مقاطع فيديو تثقيفية يشرح فيها فوائد كل مكون وكيفية استخدامه.