سعدة برجوح: المجتمع المدني طرف فاعل وشريك حقيقي في الحياة العامة
ـ سجل المجتمع المدني مؤخراً حركة كبيرة داخل وخارج الجزائر من خلال نشاطات ومشاريع شراكة في إطار تحقيق أهداف التنمية المستدامة، لهذا اختارت الشابة سعدة برجوح من ولاية باتنة أن تدخل مجال العمل التطوعي في جمعية شبابية وطنية تهتم بتمكين الشباب في الحياة العامة
نجوى راهم
الجزائر ـ سجل المجتمع المدني مؤخراً حركة كبيرة داخل وخارج الجزائر من خلال نشاطات ومشاريع شراكة في إطار تحقيق أهداف التنمية المستدامة، لهذا اختارت الشابة سعدة برجوح من ولاية باتنة أن تدخل مجال العمل التطوعي في جمعية شبابية وطنية تهتم بتمكين الشباب في الحياة العامة.
اتقانها للغة الانجليزية وفصاحة لسانها باللغة العربية وأسلوب حديثها مع كل من يرغب بالتزود بالمعرفة والمعلومات، جعلها متميزة في طريقة عملها، شغفها بالحياة وحبها لعملها وإخلاصها للمبادئ التي تربت عليها هي تفاصيل صغيرة تلمحها وتتعرف بها على سعدة برجوح في هذا الحوار مع وكالتنا وكالة أنباء المرأة:
سعدة برجوح، كيف تعرفين نفسكِ؟
سعدة برجوح ناشطة في المجتمع المدني ورئيسة جمعية المستقبل للتنمية بولاية باتنة وأستاذة لغة انجليزية بالطور المتوسط وحاصلة على شهادة دولية من جامعة بيروت الصيفية في حقوق الإنسان، بداياتي في العمل التطوعي عندما كنت طالبة جامعية عام 2010 مع عدة جمعيات محلية ووطنية، شاركت في العديد من الفعاليات والأعمال التطوعية لفائدة الأطفال والشباب وذلك بتدريس اللغة الانجليزية في المغرب وتركيا، بالإضافة إلى مشاركات دولية لأكثر من 11 دولة في العالم.
كيف تعرفين العمل التطوعي في المجتمع المدني؟
العمل التطوعي هو ثقافة مجتمعية ينشأ عليها الإنسان في بيئته من خلال عدد النشاطات التي يقوم بها انطلاقاً من الأسرة حتى الشارع، وبالتالي العمل التطوعي هو خاصية من خصائص المجتمع المدني التنموي، ولكن قلما نجد هذه الميزة عند الشباب المنخرطين في الجمعيات والمنظمات.
ما هي الإضافات التي يقدمها العمل التطوعي في المجتمع المدني؟
العمل التطوعي يفتح الفرص أمام الشباب لخوض تجارب عملية في مرحلة مبكرة جداً ويوفر الجهد للمنخرطين في الجمعيات ومنظمات المجتمع المدني وهذا يخلق فوارق بين المجتمعات، ففي الجزائر على سبيل المثال معظم الشباب متخرج من الجامعات ولكنه لا يملك أي كفاءة تؤهله للوظيفة التي يطمح الوصول إليها على عكس بعض التجارب العربية والغربية الأخرى التي حددت فترة للعمل التطوعي لطالب العمل حتى يتمكن من الحصول على وظيفة.
وبالتأكيد يمكن للعمل التطوعي إضافة الكثير من الخبرات والمعارف للشباب في الجزائر من خلال برامج ومشاريع الأعمال التي يسطرها قادة المجتمع المدني، بالإضافة إلى التكوين والتأهيل للحياة العملية.
التحقت بجمعية المستقبل للتنمية سنة 2014، حدثينا عن أهداف الجمعية؟
جمعية المستقبل للتنمية هي جمعية اجتماعية وأكاديمية تهدف إلى المواطنة الفعالة والإيجابية للشباب، والاندماج الاجتماعي والمهني للشباب، وكذلك حماية حقوق الأطفال ورفع وعيهم، من أهم أهدافها إعداد برامج التدريب وتشجيع إنشاء المؤسسات ومرافقة الشباب.
كيف يتم إشراك الشباب في الحياة العامة من خلال المجتمع المدني؟
المجتمع المدني هو أحد الدعائم الأساسية في الدولة وهو طرف فاعل وشريك حقيقي في الحياة العامة، وعليه فنحن نحاول منذ سنة تقريباً في إطار مشروع جسور الممول من طرف الاتحاد الأوربي خلق فرص حقيقية لإشراك الشباب في التنمية والمواطنة الايجابية الفعالة من خلال مشاركتنا في عدد من اللقاءات التشاورية مع مؤسسات الدولة من خلال إطلاق برنامج الشباب يتحرك أواخر شهر حزيران/يونيو الماضي والتي قدمنا فيها مرافعة وطنية تضمنت عشر توصيات لإعطاء فرصة للشباب وتمكينهم في الحياة العامة والسياسية.
ما هي التحديات التي تواجهينها كناشطة في المجتمع المدني؟
المجتمع المدني في الجزائر ككل يواجه الكثير من التحديات على مستويات عديدة بين الصعوبات والانجازات، أولها قانون الجمعيات 12-06 والذي يقيد نسبة التمويل ومصادر الأموال التي تدعم المشاريع وكذلك شح مصادر التمويل من طرف الدولة والصعوبات الكبيرة التي يواجهها مؤسسي الجمعيات والمنظمات من أجل إنشاء جمعيات.
أما الانجازات فاعتبرها في ذات الوقت تحديات لما يجب أن يكون عليه المجتمع المدني من احترافية وكفاءة في إحداث التطور الاقتصادي والسياسي والثقافي في المجتمع الجزائري.
وفي الأخير كناشطة في العمل الجمعوي أتمنى من مؤسسات الدولة إشراك المجتمع المدني كفاعل حقيقي ومشترك في بناء ثقافة مجتمعية في جزائر جديدة.