ربط الوظائف باللغات الأجنبية سيؤدي إلى تدمير اللغة الأم

عندما تتغير لغة التدريس يتغير البناء الشخصي، هذا ما أكدته شيلان عمر الاستاذة في القسم الكردي بكلية اللغات بجامعة السليمانية معتبرةً أنه "من الخطر أن تستمر اللغة الكردية على هذا الطريق".

هيلين أحمد

السليمانية ـ اللغة ليست بوابة لانتقال الكلمات فحسب، بل هي أيضاً التعبير عن الوجود الذي تعبر عنه، وتحديد المعرفة الجماعية للناس والثقافة والتقاليد والآراء والحضارة الموجودة في اللغة.

اللغة الكردية هي إحدى اللغات الحية في العالم، من بين 6 آلاف و796 لغة مختلفة، حصلت اللغة الكردية على الرمز العالمي رقم 342 واحتلت المرتبة 30 في التصنيف اللغوي، حسب آخر إحصاء أجري في نهاية المطاف.

"تعلم لغة ثانية يمثل مشكلة للأطفال دون سن العاشرة"

قالت شيلان عمر الاستاذة في القسم الكردي في كلية اللغات بجامعة السليمانية، أن "اللغة الكردية هي إحدى اللغات الخمس الحية في منطقة الشرق الأوسط، ولكن الحكومة تسببت بعدد من المشاكل لأفراد المجتمع فنرى وسائل الإعلام والمطابع وكل مؤسسة عاملة حددت لنفسها عبارة، المشاكل على المستوى المحلي، نحن بحاجة إلى إنشاء مؤسسة أو مركز أكاديمي لمعالجة السياسة الخاطئة التي اتبعناها مع اللغة خلال السنوات الـ 33 الماضية".

وأضافت "لقد ربطت الحكومة فرص العمل بتعلم اللغات الأجنبية. وتقوم وسائل الإعلام ومؤسسات التعليم العالي ومعظم المؤسسات بتعزيز اللغة الثانية. لقد ربطنا مستوى الثقافة والقدرات الفردية باللغة الثانية ضد اللغة الأم لأطفالنا، وهو ما يؤدي لتشويه اللغة الأم وبالتالي تشويه تفكير الطفل نفسه".

"اللغة الأم مهمشة في المدارس"

وأشارت أستاذة اللغة الكردية إلى أن لغة الأمم المقهورة تقع مباشرة تحت اللغات المهيمنة، ويُعتمد على الأفراد في كيفية التعامل مع هذه الهيمنة، ويجب على الشخص ألا يترك لغته الأم تقع تحت سيطرة الدول المهيمنة "في دراسة وجد أطفال لندن أن الأطفال لا يتحدثون لغتهم الأم عندما تكون لغتهم لغة عالمية، وتعزو الأسر ذلك إلى هيمنة التكنولوجيا على أطفالهم، فالعولمة من خلال التكنولوجيا تريد أن يتحدث العالم كله نفس اللغة والثقافة".

ولفتت إلى أن حكومة إقليم كردستان ليست لديها نظرة عالية للغة، إذ كان ينبغي على اللاجئين والأشخاص الذين أتوا إلى إقليم كردستان من جنوب العراق أن يكون لديهم خطة لتعلم اللغة الكردية "على الحكومة أن تطور منهاج شامل للغة الكردية من رياض الأطفال إلى التعليم العالي".

وبينت أن الحل يكون بالعودة إلى المصادر "يجب أن نعود إلى المصادر ونجد الحلول لهذه المشاكل التي خلقناها بأنفسنا"، لافتةً إلى أنه "وفقاً لأبحاث علم الأعصاب، يتم إثراء مفردات الأطفال بمواد اللغة الأم حتى سن العاشرة. ولا ينبغي تعليم الأطفال لغة ثانية حتى يصلوا إلى عمرهم الطبيعي. عندما نغير لغة التدريس، فإننا نغير بنية الشخص وتفكيره، ولكن عندما نعلم لغة فإننا نضيف مستقبلاً. ففي سن الخامسة، تقوم الأسر بتعليم أطفالها لغة أخرى في حين أن لغتهم الأم لا يجيدونها تماماً".

"يجب أن يكون الإعلام مصدراً للتوعية"

وقالت شيلان عمر، إن "تدمير اللغة الأم سيؤدي إلى تدمير مستخدميها، إذ كانت هناك 12 ألف لغة حية قبل 10 آلاف سنة، وحالياً اللغة الكردية في مرحلة خطيرة إذا اتبعت المسار الحالي لجميع اللغات يجب التعامل مع اللغة بشكل صحيح، ومن واجب السلطات ووسائل الإعلام القيام بهذا الواجب".