رانيا الغباشي... أول مهندسة عربية تفوز بجازة ستيفي العالمية

نجحت المهندسة المصرية رانيا الغباشي في الفوز بجائزة ستيفي العالمية للسيدات في مجال الأعمال لفئة صناعة السيارات

نيرمين طارق
القاهرة ـ لتصبح بذلك أول مهندسة عربية وإفريقية تفوز بتلك الجائزة بعد تفوقها على 1500 مهندسة من 33 دولة لتثبت أن مجال صناعة السيارات ليس حكراً على الرجال. 
التقت وكالتنا وكالة أنباء المرأة بالمهندسة رانيا الغباشي للتعرف على سر تميزها وطموحاتها في الفترة القادمة.
 
ما سر اختيارك لمجال صناعة السيارات وهو مجال لا تتجه إليه الفتيات في العالم العربي؟
كنت دائماً أفكر خارج الصندوق وأسعى للاختلاف عن الآخرين، لدي قناعة أن الفتاة لديها القدرة على النجاح في أي مجال، وهذا ما جعلني أتفوق كمهندسة ميكانيكة رغم أن مجال صناعة السيارات شاق جداً، ويتطلب مهارات عديدة ومجهود ذهني كبير جداً حتى نتمكن على سبيل المثال من تصميم قطع الغيار.      
  
ما الذي أهلك للفوز بجائزة ستيفي العالمية رغم المنافسة القوية مع متسابقات من عدة دول؟
تقوم شركة جينرال موتورز بتصميم وتصنيع قطع الغيار للمركبات إضافة لعملها على تصنيع السيارات، كنت من ضمن فريق عمل الشركة الذي نجح في تصميم وتصنيع قطع غيار محلية بدلاً من الاستيراد من الخارج وبذلك استطعنا تحقيق الاكتفاء الذاتي للشركة فى ظل أزمة فيروس كورونا.  
 
كيف تم ترشيحك للفوز بجائزة ستيفي العالمية لتصميم السيارات؟
قمت بالتقديم عبر الإنترنت في فئة أفضل موظفة، نظراً لعملي في شركة جينرال موتورز العالمية لصناعة السيارات والتي تعد ثاني أكبر منتج للسيارات في العالم بعد تويوتا.  
كل عام يتم إقامة حفل سنوي لتقديم الجوائز ولكن نظراً لانتشار فيروس كورونا تم إرسال الجوائز للفائزين، حصلت على الجائزة الفضية بعد تقييم دقيق من قبل اللجنة المسؤولة نظراً لوجود عدد كبير من المتقدمات وصل عددهنَّ لـ 1500 مهندسة من 33 دولة وقد درس معظمهنَّ في جامعات عالمية مثل جامعة هارفارد.    
 
أبرز الصعوبات التي واجهتها بعد التخرج من كلية الهندسة الميكانيكية؟ 
تخرجت من كلية الهندسة جامعة المنوفية قسم الميكانيك عام 2013، خلال الدراسة لم أواجه صعوبات كبيرة، ولكن المشكلة الكبرى كانت عندما بدأت بالبحث عن عمل بعد التخرج، فالشركات لا ترحب بعمل الفتيات في مجال الميكانيك، ولكني وجدت فرصة في مصنع لصناعة الألواح المعدنية، ثم أصبحت أول مهندسة تعمل في شركة إستشارات هندسية لميكانيكا التصميم وخدمات الهندسة العكسية، ثم التحقت بجينرال موتورز للعمل في توطين صناعة قطع الغيار بمصر.
 
ما هي الصعوبات التي تواجه الفتيات في مصر عند الإتجاه لمجال الهندسة؟
العبارات السلبية التي قد تكون سبباً في إحباط بعض المهندسات فالقائمين على بعض مصانع السيارات قالوا لي بشكل واضح "إزاي هنشغل بنت" و"هتوصلي لفين" لكني لم استسلم على عكس بعض المهندسات اللواتي يتركنَّ المجال بعد دراسة شاقة. أتمنى أن يكون حصولي على جائزة ستيفي العالمية رسالة لكل المسؤولين عن التوظيف في مصانع وشركات السيارات في الشرق الأوسط، حتى يمنحوا فرصاً أكبر للمهندسات، وأن تكون الجائزة حافزاً للواتي يواجهنَّ صعوبات مجتمعية تقف عائقاً أمام متابعة عملهنَّ في مجالات معروفة بأنها للرجال ولا يجوز اقتراب النساء منها.
 
ما هو شعورك بعد الفوز بالجائزة الفضية وما طموحاتك للمستقبل؟
فزت بالجائزة في عام 2020 بعد سنوات من العمل الشاق والدراسة، ولم اعتمد على ذلك فقط إنما حصلت على عدة دورات تدريبية لزيادة خبرتي، بالتأكيد أنا فخورة بذلك خاصة أنها ليست المرة الأولى التي أتقدم فيها للمسابقة. 
أتمنى أن أكون جزءاً من مشروع قومي لصناعة سيارات مصرية، وأرى أن لدينا القدرة على التصميم والتصنيع ولكن ينقصنا الدعم والتشجيع لتحقيق ذلك. 
 
ما هي نصيحتك لكل فتاة؟
جميع أفراد أسرتي آمنوا بقدراتي وشجعوني على دراسة الميكانيك رغم كل العبارات السلبية التي تقال للفتيات عند الإتجاه لمثل هذا المجال الشاق الذي يسيطر عليها الرجال. استطعت النجاح في عملي، لذلك فإني انصح كل فتاة بالعمل على تحقيق طموحاتها حتى وإن لم تلقى الدعم الكافي لإن العمل الشاق بطريقة ذكية سيمكن أي شخص من النجاح، كما أن العبارة التي أقولها دائماً لنفسي قبل البدء بأي مهمة شاقة مقولة سيدنا عمر بن الخطاب "لو ان الناس كلما استصعبوا أمراً تركوه ما قام للناس دنيا ولا دين".