في صعيد مصر ... زوجات مع إيقاف التنفيذ

تفتقد قرى الصعيد وجود المصانع والشركات لذلك لا يوجد ملجأ لشباب الجنوب سوى السفر للعمل في دول الخليج أو القاهرة بحثاً عن الرزق

نيرمين طارق
القاهرة ـ ، ولكن قبل السفر يتزوج الشاب ووفقاً لأعراف الصعيد يترك زوجته مع عائلته لتصبح خادمة بعقد زواج، وزوجة مع وقف التنفيذ. 
وكالتنا وكالة أنباء المرأة التقت بمجموعة من نساء الصعيد، متزوجات مع وقف التنفيذ، يعملنَّ على خدمة عائلات أزواجهنَّ في مجتمع أقل ما يقال عنه ذكوري يمنع المرأة حتى من الشكوى.    
تقول أزهار عطية (20) سنة من سوهاج "تزوجت منذ ثلاثة أعوام ويعمل زوجي في الكويت، وبعد الزواج بشهر تركني مع والديه وأشقائه، وأصبحت مسؤولة عن خدمة ثلاث شباب ورجل مسن وسيدة تنتقدني بشكل مستمر؛ لأنني لم أحمل بعد ثلاث سنوات من الزواج، ولكن في الحقيقة هم ثلاث شهور فقط فلا أرى زوجي سوى شهر في العام".   
ولا تختلف معاناة ابتسام محمود (24) سنة من المنيا تقول "طلبت من زوجي أن يصحبني للإقامة معه في القاهرة فكان رده إنه يسكن في سكن جماعي مع مجموعة من الشباب المغتربين، ووجودي معه يستلزم سكناً خاص سيكلفه الكثير من المال، بالإضافة إلى أن أمه تحتاج إلى خدمة ورعاية بعد زواج شقيقته".    
أما كوثر محسن (25) سنة من بني سويف فتقول "لم أطلب من زوجي أن يصحبني معه فهذا الطلب في عرفنا يعني عدم رغبتي في خدمة أمه وأبيه، وهذا يعني جحود ونكران الجميل، ولكن كل ما طلبته هو مصروف شخصي يرسله لي ولكنه يرسل شهرياً لأبيه فقط، وكان رده عند طلب المصروف الشخصي أن الطعام موجود في البيت فلا داعي للمصروف وإذا كنت بحاجة لشيء فيمكن أن أطلب من والدته"، تضيف "اتذكر عندما طلبت منها وسألتني عن سبب احتياجي للمال والبيت به طعام وهي تقوم بشراء الملابس لأولادي فأخبرتها عن احتياجي لفوط صحية فكان ردها أنها عندما كانت في عمري كانت تستخدم القماش فزوجي لم يترك بلده حتى نشتري فوط صحية والقماش القديم موجود في المنزل ويمكن استخدامه".
فيما تقول نسمة حامد (27) سنة من سوهاج "حماتي تسمح لي بزيارة أمي مرة كل شهر والعذاب لا يتمثل فقط في غياب زوجي وخدمتي لأمه وأبيه فرؤية أهلي غير متاحة دائماً، ولا يجوز الاعتراض فطاعة الحما في الصعيد واجب، وهي تردد المثل الصعيدي الشهير "دعوة الحما في السما ودعوة الأم في الكم".
وتختلف معاناة ناهد أنور من المنيا والتي تبلغ من العمر (25) سنة تقول "نظرات شقيق زوجي ليست طبيعية فهو من عمري، يرى معه في نفس المنزل امرأة صغيرة بالسن بدون رجل بعد سفر أخيه إلى السعودية، إن مجرد الشكوى أو الحديث في هذا الأمر مع زوجي قد يؤدي إلى كارثة قد تنتهي بطلاقي، فالأعراف في الصعيد تضع الزوجة في مرتبة بعد الأب والأم والأشقاء".
أما فاطمة سعيد (30) سنة من أسيوط فتقول "لقد اعتدت على خدمة أهل زوجي فعندما كنت في بيت أهلي كنت أخدم أشقائي الخمسة ووالدي وجدتي، ولكن المعاناة الحقيقية مع زوجي فعند زيارته السنوية يقوم بمعاشرتي جنسياً ما لا يقل عن خمس مرات يومياً ويجبرني على المعاشرة أثناء الدورة الشهرية"، تضيف "الاعتراض لا يجوز فهو رجل مغترب ويزور بلده مرة كل عام أو كل عامين؛ لإن حماتي تذهب لزيارته اثناء أجازته السنوية بقصد الحج ولتوفير النفقات فنزوله يعني ضرورة شراء هدايا لكل أفراد عائلته"، وتشير إلى معاناتها الأخرى "لن يتخيل أحد شعوري بالقلق وأنا امرأة وحيدة تقيم مع أشقاء زوجها الذكور في بيت واحد صغير".