"نريد سوداناً جديداً حراً عادلاً"... المرأة السودانية في الذكرى الثانية لاندلاع الصراع
يصادف اليوم الخامس عشر من نيسان/أبريل الذكرى الثانية لاندلاع الصراع بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع الذي أودى بحياة عشرات الآلاف ونزوح أكثر من 12 مليون سوداني.

آية إبراهيم
السودان ـ بعد عامان من الصراع بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع تسارعت الأحداث حيث تمكن الجيش من استعادة عدد من الولايات من قوات الدعم السريع أبرزها العاصمة الخرطوم والجزيرة ومدينة سنجة حاضرة ولاية سنار وغيرها من المناطق فيما لايزال القتال مستمر في مناطق أخرى أبرزها إقليم دارفور بمدينة الفاشر.
بعد عامين انتقل الصراع بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع إلى الولاية الشمالية وهي واحدة من الولايات الآمنة التي نزح إليها ملايين المواطنين حيث كثّفت قوات الدعم السريع من هجماتها على الولاية الشمالية مستخدمةً في ذلك المُسيّرات، واستهدفت عدة محليات بالولاية وهي مروي والدبه ودنقلا حيث تسببت في مقتل أسرة كاملة بمحلية الدبة وانقطاع عام للتيار الكهربائي بالولاية الشمالية بعد استهداف محولات التيار الكهربائي بسد مروي.
نضال عثمان مستشارة في حركة تحرير السودان شاركت في الصراع تقول إن المرأة في الحركة تؤدي دورها في الميدان لحماية نفسها "أحيي المرأة في جميع أنحاء العالم على صبرها وصمودها في تحمل مسؤوليتها كربة منزل وأم وقيادية في العمل".
وقالت إن الأمهات السودانيات قدمنا أرواحهن وأبنائهن من أجل الكرامة وتعرضن للانتهاكات من قبل قوات الدعم السريع في أكبر عملية لاستهداف الشعب السوداني في أرضه وعرضه وتاريخه وهويته وكانت المرأة نموذج للتضحية والفداء في مجالات الإسناد المختلفة وكانت على رأس الرمح في الإعلام.
شذى عوض بحيري نازحة قدمت من العاصمة الخرطوم لواحدة من الولايات الآمنة وناشطة في العمل الطوعي تتقلد عدد من المواقع منها إدارة مركز أعناب للتدريب المهني ومدربة تنمية بشرية ومدربة معسكر مستنفرات "معسكر لتدريب الفتيات على الفنون القتالية"، قالت إنها خلال العامين من الحرب تمكنت من تدريب 10 ألف شخص من الشباب والشابات على مختلف الدورات التدريبية الإنتاجية "تدربنا وأصبحنا قويات قادرات للدفاع عن أنفسنا".
وأوضحت أنه بعد دخول قوات الدعم السريع لولاية الجزيرة بات هناك خوف على الممتلكات والأهالي والنساء خاصة "دعوت عبر صفحتي على الفيسبوك للتدريب وكان هناك استجابة سريعة بعدها بدأت معسكرات التدريب"، مؤكدة أنها فخورة بذلك لأن المتدربين قدموا طوعاً.
"حان الوقت لتصحيح المسار وإنقاذ ما يمكن إنقاذه، يجب الإسراع في تشكيل حكومة كفاءات وطنية لا تخضع للمحاصصة، بل تقوم على الكفاءة والنزاهة والانتماء القومي الجامع، وتفعيل قوانين صارمة لمحاكمة العملاء والفاسدين وجميع من ساهم في معاناة الشعب السوداني أو تورط في تخريب الوطن، إصدار تشريعات واضحة تُجرّم إثارة النعرات القبلية والعنصرية وتجعل من وحدة السودان خطاً أحمر لا يُسمح بتجاوزه"، هذا ما شددت عليه الناشطة السياسية حنان أبكراي في بداية حديثها. وقالت إن السودان ينزف بعد عامين من الصراع والقتل والتشريد والتهجير القسري والاغتصاب، وتدمير المدن والقرى وانهيار الخدمات وتفكيك ما تبقى من بنية تحتية وحياة كريمة.
وأكدت على ضرورة النظر في تعويض المتضررين من الحرب، تعويضاً عادلاً يشمل الأضرار النفسية والمادية التي لحقت بهم، وحل جميع التنظيمات السياسية الحالية ووضع قوانين جديدة تنظّم عمل الأحزاب على أساس وطني لا جهوي ولا قبلي "نريد سوداناً جديداً حراً عادلاً لا مكان فيه للفساد ولا للمحاصصة ولا بيع المواقف".
ابتسام محمد علي وهي ربة منزل كانت تقطن العاصمة الخرطوم وبعد اندلاع الصراع تنقلت داخل الخرطوم من منطقة لأخرى حيث كانت بعض المناطق بها آمنة قبل احتدام الصراع تقول "بعد شهرين من الحرب قررت برفقة أسرتي البحث عن منطقة آمنة ونزحت إلى إحدى الولايات".
وأشارت إلى أنه بالرغم من النزوح إلى مناطق آمنة نسبياً إلا أن المعاناة لاتزال مستمرة بعد مرور عامين على الحرب، فمخيمات النازحين غير مهيأة للسكن بالإضافة إلى انعدام الخدمات الأساسية من مياه وكهرباء "بعد استعادة الخرطوم من قوات الدعم السريع نود العودة إلى أرضنا ومنازلنا وإعادة الإعمار لكن الظروف غير مواتية الآن".