الذهنية المتطرفة في سوريا تستهدف العمل الفني ورواده
في ظل الذهنية المتطرفة التي يتبعها جهادي هيئة تحرير الشام منذ استلامهم الحكم في سوريا، يتم استهداف العمل الفني ورواده، مما يهدد مستقبل الثقافة والفن اللذان لطالما اشتهرت بهما سوريا.

نور الأحمد
الرقة ـ جرائم قتل النساء لم تتوقف يوماً منذ استلام هيئة تحرير الشام للسلطة السورية وخاصةً في الأشهر الأخيرة عندما بدأت المجازر ترتكب علناً، والفلتان الأمني سيد الموقف وكانت ضحيته الفنانة العراقية ديالا الوادي، وكذلك العازفة الشابة غنى هلال.
الفنانة ديالا الوادي تنتمي لعائلة فنية عريقة، وهي ابنة الموسيقار الراحل صلحي الوادي، مؤسس المعهد العالي للموسيقى في دمشق، وقد وجدت مقتولة في منزلها بحي المالكي بالعاصمة دمشق في الثالث من آب/أغسطس الجاري، بهجوم مسلح قيل أنه بقصد السرقة.
هدف المرتزقة قطع أوتار الحياة والحقيقة
واعتبرت الإدارية في مركز الهلال الذهبي سمر الجمعة ما يحدث يثير قلق ومخاوف النساء في إقليم شمال وشرق سوريا على مستقبل الفن والفنانات في سوريا في ظل استمرار حكم البلاد بذهنية متطرفة.
ووصفت جريمتي قتل ديالا الوادي وغنى هلال، بأنهما استهداف مباشر لشخص المرأة وهدفهما إسكات صوت الحقيقة "نندد بهذه الجرائم التي تنتهك القوانين الإنسانية، ونرفض هذا العمل الاجرامي بحق الفنانات اللواتي قتلن دون ذنب سوى أنهن تحملن رسالة سامية للمجتمع".
وأوضحت "يعد الفن والثقافة رسالة سامية للسلام ووسيلة لنشر الحقيقة وايصال صوت الواقع ويحاكي الفن قضايا المجتمع، فالمرأة هي من صناع السلام لذا تستهدف لمنع نشر الحقيقية"، مشيرة إلى أن "الثقافة والفن يعبران عن هوية وتاريخ المجتمعات، لذا يتم استهداف جوهر المجتمعات عبر ضرب ثقافته، في محاولة لإمحاء تاريخ المنطقة والسيطرة عليها وإخضاعها".
وعن واقع الثقافة والفن بعد استلام هيئة تحرير الشام للحكم في سوريا قالت "بعد سقوط نظام الأسد البائد، واستلام جهاديي هيئة تحرير الشام للحكم في سوريا، تزايدت حالات القتل والانتهاكات بشكل كبير والفوضى والفلتان الأمني، والتي كان أخرها جريمة القتل بحق الفنانة ديالا والعازفة غنى على يد مجهولين، والتي تنذر بخطر حقيقي على واقع الفن في البلاد".
ولفتت إلى أن جرائم القتل لم تفرق بين صغير وكبير "لم تسلم العازفات غنى وتالا الطفلتين من وحشية سياسة القتل، التي ارتكبت مؤخراً بحق الطائفتين العلوية والدرزية، فهدف المرتزقة قطع أوتار الحياة والحقيقة".
وقارنت بين الذهنية التي تتبعها هيئة تحرير الشام بذهنية داعش "تعرض الفن والثقافة إبان سيطرة إرهاب داعش على المنطقة للعديد من الانتهاكات والقمع، واليوم نشاهد السيناريو نفسه يتكرر على يد هيئة تحرير الشام وبذات الذهنية المتطرفة عبر الجرائم والإبادة التي تم ارتكابها بحق الطوائف".
نهضة ثقافية وفنية بريادة المرأة
وأشارت إلى الواقع المختلف في إقليم شمال وشرق سوريا "تعيش مناطقنا في ظل مشروع الأمة الديمقراطية، والذي أولى أهمية كبيرة للثقافة والفن، وعزز مشاركة المرأة، وبفضل ذلك حققت المنطقة نهضة ثقافية وفنية بريادة المرأة، عبر أقلام وحناجر الفنانات".
وأكدت سمر الجمعة أن النساء السوريات قلقات على مستقبل بلادهن في ظل حكم جهاديي هيئة تحرير الشام "عرفت سوريا أنها بلد التنوع الثقافي والفني لاحتضانها نخبة كبيرة من الفنانات والفنانين، لذا لدينا مخاوف حيال الصورة الضبابية لواقع الثقافة والفن لمستقبل البلاد خاصة ما يجري في ظل السياسات المتطرفة التي يتبعها جهاديي هيئة تحرير الشام".
وطالبت الإدارية في مركز الهلال الذهبي سمر الجمعة المجتمع الدولي بالضغط على الحكومة المؤقتة لإيقاف الجرائم وعدم التغاضي عنها لكيلا تتكرر وكذلك محاسبة الجناة "على جميع النساء سواء الفنانات ومثقفات أو مستقلات ألا تستسلمن أمام هذه الأستهدافات التي تسعى للنيل من إرادة وقوة المرأة الحرة وعرقلة مسيرتها الفنية وقمع صوتها، لذا نعاهد أننا سنبقى سائرون على درب ديالا وغنى وتالا وسنكمل مسيرتهن الفنية في إيصال صوت الحقيقة ونشرها".