في ظل استمرار المواجهات... سودانيات تصارعن من أجل البقاء

تتجدد معاناة المرأة السودانية يوماً بعد الآخر من مختلف المناحي في المناطق التي لاتزال تشهد مواجهات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع التي تجاوزت عامها الأول خاصةً في العاصمة الخرطوم التي اندلعت فيها شرارة الحرب.

آية إبراهيم

السودان ـ تصارع النساء من أجل البقاء في المناطق التي تشهد نزاعات مسلحة، في خضم بيئة تتسم غالباً بالعداء وتهميش دورهن، بل قد يصل الأمر إلى حد استخدامهن كأداة للحرب حينما تتعرضن للعنف الجسدي.

في محلية شرق النيل وهي واحدة من محليات العاصمة السودانية الخرطوم تقطن (خ - أ) رفقة أبنيها الذين لم يتجاوز عمرهما 15 عام حيث أجبرت والدتهم على البقاء في منزلها ليس كخيار ولكن لأنها لا تملك من المال ما يمكن أن يساعدها في التنقل والعيش في مناطق أخرى أمنة.

تقول (خ - أ) أنها تعاني كثيراً في ظل الظروف التي تمر بها البلاد واستمرار المواجهات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع وانعدام الخدمات الضرورية للحياة من مياه وكهرباء وغذاء، مشيرة إلى أنها وأبنيها يعتمدون على (التكايا) وهي عبارة عن طعام يقدم من الخيرين للمحتاجين، مبينة أن ذلك لا يغطي حاجتهم وأنها تضطر كثيراً عند الحصول على الطعام من (التكية) لمنحه لأبنيها فيما تجلس هي جائعة لمدة قد تستمر يومين أو ثلاثة، إضافة إلى ذلك فإنهم يواجهون أمراض بسبب عدم تناولهم الغذاء الكافي كما أنهم يواجهون صعوبة في الحصول على مراكز صحية لتشخيص أمراضهم أو حتى الحصول على أدوية وهي ما اعتبرتها معاناة فاقت حد تحملهم لها.

بالرغم من اعتماد (خ- أ) على (التكايا) لكنها تواجه مشكلة في ذلك بعد توقف عدد من المطابخ المجانية عن تقديم الغذاء لآلاف الأسر في ظل توقف الدعم المالي وهو ما سيفاقم من معاناة آلاف الأسر السودانية في مناطق الاشتباك بالعاصمة الخرطوم التي تعتمد على (التكايا) في توفير قوت يومها بعد أن كشفت غرفة طوارئ الخرطوم عن خروج جميع مطابخ المنطقة عن تقديم الوجبات الغذائية للمتأثرين من الحرب بسبب انعدام الموارد والدعم المالي وغيرها من الغرف الطوعية التي أعلنت التوقف عن تقديم الغذاء.

تعد مدينة أم درمان من أكثر المناطق الآمنة بولاية الخرطوم حيث نزح إليها عدد من الأهالي منذ بداية الحرب ولم يخرج منها سكانها الأصليين كما عاد إليها بعض الذين نزحوا منها إلى ولايات أخرى بعد سيطرة القوات المسلحة السودانية على مناطق واسعة منها واستعادتها من قوات الدعم السريع خصوصاً منطقة أم درمان القديمة.

الصحفية مي عز الدين فضلت هي وأسرتها عدم مغادرة منزلهم بمدينة أم درمان منذ بداية الحرب وحتى الآن، تقول إنهم كانوا يعانون منذ بداية الحرب من سقوط الدانات العشوائية على المنازل مما أدى إلى وفاة عدد من أقاربهم وجيرانهم، داعية المجتمع الدولي للنظر في ذلك "نتمنى أن تتوقف الحرب ويعم السلام".

 

 

بدورها تقول أميرة النور الأمين التي تسكن بمدينة المنارة بأم درمان أن الحرب تسببت لهم بمعاناة كبيرة وأصبحوا غير قادرين على ممارسة حياتهم اليومية بشكل طبيعي، مشيرة إلى أنهم يفتقدون للأمان في المنطقة في ظل سقوط الدانات على المنازل بشكل عشوائي "نعيش برعب كل يوم".

بدرية عبد الله وهي من سكان مدينة أم درمان تقول إنها وأسرتها لم يخرجوا من منزلهم منذ بداية الحرب التي تجاوزت عامها الأول بأربعة أشهر، مبينة أن الأيام الأولى من الحرب كانت صعبة بالنسبة لهم بسبب الرصاص الكثيف والدانات.

ويأمل السودانيون في أن يتوصل طرفي الحرب الجيش السوداني وقوات الدعم السريع إلى حلول بشأن أزمة البلاد من خلال مباحثات جنيف التي دعت لها الإدارة الأمريكية وإيقاف الحرب التي تسبب بآلاف القتلى والجرحى بالإضافة إلى نزوح ولجوء آخرين.