'فاقدات البصر قادرات على تخطي العراقيل والصعوبات'

أكدت رئيسة جمعية دار نبيلة للمكفوفين الدولية نبيلة إسماعيل، على أنه بالرغم من أن فاقدات البصر تعانين من مشاكل مضاعفة إلا أنهن تتحلين بعزيمة كبيرة وتحتفلن باليوم العالمي للمرأة على أمل تغيير واقعهن.

نزيهة بوسعيدي

تونس ـ تواجه النساء اللواتي تعانين من إعاقة وخاصة البصرية منها، التهميش والإقصاء، رغم وجود القانون 58 لمناهضة العنف ضد المرأة في تونس الذي لا يزال مجرد حبر على ورق.

وجهت رئيسة جمعية دار نبيلة للمكفوفين الدولية نبيلة إسماعيل، من خلال وكالتنا رسالة لنساء العالم الأجمع، قائلة على المرأة أن تسير دائماً إلى الأمام وتتحلى بالقوة والعزيمة والإيمان وألا تنساق وراء الضعف، وعليها الحصول على حقوقها رغم التضييقات والصعوبات التي تواجهها.

وأضافت "المرأة نصف المجتمع أحب من أحب وكره من كره وهي عنصر أساسي لا يمكن إنكاره، واللواتي تعانين من إعاقات تمتلكن العزيمة فهناك أمهات كفيفات صنعن من أبنائهن الطبيب والمهندس وخبير الاقتصاد.

وفيما يتعلق بالصعوبات التي تواجه النساء اللواتي تعانين من إعاقة بصرية، تقول "تعاني المرأة الكفيفة من التهميش والإقصاء، فرغم وجود القانون 58 لمناهضة العنف ضد المرأة والذي يمكن أن يحميها إلا أنه لا يزال مجرد حبر على ورق"، واستشهدت بحالة عنف تم تداولها من قبل الكثير من وسائل الإعلام لكفيفة تعرض أبناؤها للاعتداء واستطاعت أن تأخذ حقهم بفضل تدخل الجمعية وتكفل المحامية إيمان معتوق بالقضية.

وأشارت إلى أن فاقدة البصر عندما تتعرض للظلم وتقدم شكوى بأنها تعرضت للعنف، أول سؤال يوجه إليها من قال لك أن فلان هو الذي عنفك؟ وكيف عرفته؟ بينما هم يجهلون أن فاقدات وفاقدي البصر لديهم حاسة سمع قوية جداً تجعلهم يميزون أي شخص، واقترحت أن يتم تكوين الذين يستمعون إلى مشاكل هذه الفئة.

وأوضحت أنها لا تستطيع الاستعانة بمحام يدافع عنها ولا تجد من يقف معها ويقدم لها يد المساعدة وفي مراكز الأمن لا تستطيع قراءة المحضر الذي حرره رجل الأمن لأنه لم يكتب بطريقة البراي علماً أن الجمعية قامت بحملة لتعميم هذا النوع من الكتابة في المنشآت العمومية والفضاءات العامة سواء خاصة أو عمومية، لافتةً إلى أنه تم الانطلاق في تهيئة محطة نقل باب عليوة بالعاصمة تحت إشراف وزارة النقل وتمنت أن يتم تعميمها، منوهةً إلى أنه حتى الآن لا توجد إحصائيات بعدد النساء والفتيات الفاقدات للبصر في البلاد.

ولفتت إلى أن "الكفيفات أو فاقدات البصر تعانين من العنف بأشكاله الجنسي واللفظي والتنمر والعنف الاقتصادي حيث يشغلونهن دون عقد عمل لمدة أربع سنوات ثم يتخلون عنهن، بالإضافة إلى الأسرة التي تعامل الكفيفة بلامبالاة تامة في المنزل على خلفية أنها لا تستطيع القيام بشيء بينما هي تستطيع فعل الكثير ويمكنها أن تعمل وتدرس وتغني ولدينا كفاءات في مجالات مختلفة".

وأشارت إلى أن جمعية دار نبيلة للمكفوفين الدولية تأسست عام 2020 وهي ذات صبغة عامة تعنى بذوي الإعاقة البصرية سواء كانوا مكفوفين أو ضعاف البصر وتمكينهم من الرعاية الصحية والاجتماعية التوعوية والتثقيفية إضافةً لتدريبات رياضية لفائدتهم.

وبالنسبة للمشاركة السياسية لهذه الفئة أكدت محدثتنا أنها قادرة على أن تكون مميزة وفعالة في جميع المجالات وهناك منظورين ترشحوا ويمكن أن تحصل الكفيفات على فرصتهن لأنه طالما أنها تقدمت بترشحها فهي قادرة لكن شرط دعمها مادياً ومعنوياً، مضيفةَ "البعض يعتبر أن المرأة الكفيفة غير قادرة على العمل السياسي لكنهم يجهلون أن بداخلها عزيمة قوية ولديها شحنة معنوية أفضل من المرأة العادية".

وحول وضع هذه الشريحة من المجتمع من الجانب التعليمي في تونس قالت إن العديد من النساء ذوات الإعاقة البصرية تدرسن في المرحلة الابتدائية والثانوية، بينما العدد ضئيل جداً في الجامعة وهناك من تدرس حالياً بمعهد الصحافة وعلوم الأخبار وبالتالي يجب تعميم لغة براي، لافتةً إلى أن الجمعية تعمل على توعية الأمهات بضرورة تعليم أبنائهن من ذوي الإعاقة في الاعتماد على الذات.

وحول ما إذا كان صوت المجتمع المدني مسموع في تونس، وواقع المرأة ووصولها إلى مواقع صنع القرار، تقول أن المرأة دائماً ما ينظر إليها بدونية، مشددةً على ضرورة فرض المرأة وجودها ولعب دورها في كافة المجالات.