دمشق بعد سقوط النظام تغييرات إيجابية أم استمرار للتحديات؟
"لم نشهد أي تطورات ولا يزال الوضع مجهول لا نعلم إن كان للأفضل أم للأسوأ" هذا ما أكدته عدة نساء من دمشق في ظل المخاوف التي تتعلق بمكانة المرأة وحقوقها في المجتمع.
راما خلف
دمشق ـ بعد سقوط نظام الأسد واعتلاء مجاهدي هيئة تحرير الشام الحكم المؤقت، شهدت العاصمة السورية دمشق تغيرات كبيرة على الصعيد السياسي والاجتماعي، هذا التحول التاريخي أعاد تشكيل ملامح الحياة اليومية للسكان، إلا أن التساؤلات حول دور المرأة في المجتمع ما زالت قائمة، فرغم الآمال بتحقيق الحرية والعدالة، ظهرت تحديات جديدة تتعلق بمكانة المرأة ودورها في بناء سوريا جديدة.
في شهادات حية لعدد من السوريات بينت الآراء تخوف النساء من مستقبل المرأة ومكانتها التي لا تزال حتى الآن مجهولة في ظل تسلم مجاهدي هيئة تحرير الشام الحكم المؤقت مع التشديد على دور المرأة وأهميتها في المجتمع.
وعبرت هبة علي جندو عن خوفها قائلة "بعد سقوط نظام الأسد لم نشهد أي تطورات ولا يزال الوضع مجهول لا نعلم إن كان للأفضل أم للأسوأ، وبالنسبة للمرأة أيضاً الوضع مجهول ففي الآونة الأخيرة شهدنا حالات فردية من عناصر الهيئة تعرضت لها المرأة مثل توبيخ الفتيات غير المحجبات وأمرهن بوضع غطاء على رأسهن، وعندما كنت أحتفل بالنصر برفقة صديقاتي تحت أنغام الموسيقى، جاء أحد العناصر وطلب مننا بأن نخفض صوت الموسيقى"، مضيفةً "هناك تخوف أيضاً من وضع المرأة وحصولها على حقوقها السياسية والاجتماعية".
أصبحت ما يعرف بـ "الممارسات الفردية" أقرب إلى منهج عام في سلوكيات هيئة تحرير الشام، يترتب عليها إذلال وتقسيم طائفي قد يُفضي إلى حرب أهلية جديدة.
بدورها قالت آلاء عبد الله حمدان "بعد سقوط الأسد وسيطرة هيئة تحرير الشام لاحظنا العديد من التغيرات بهذا الحدث التاريخي، تخلصنا من الظلم والقهر، ونتمنى أن نتخلص من الجهل والتخلف وأمور كثيرة، وفي الحديث عن دور المرأة في المجتمع لم نلاحظ حتى الآن أي جديد، ولكن ظهرت محاولات بتهميش دور المرأة".
وطالبت بأن تكون المرأة جزء أساسي من المجتمع فهي في كل الدول والبلدان تلعب دور كبير في تغير المجتمع سواء في مجال التعليم أو التربية أو السياسة "يجب أن يكون للمرأة صوت حتى تكون الدولة ناجحة، هناك تصريحات من أحمد الشرع مطمئنة بعض الشيء، وتعيين عائشة الدبس مسؤولة عن شؤون المرأة بالبداية كنا نعتقده خطوة جيدة ولكن التصريحات التي ظهرت عنها جعلتنا متخوفين أكثر وغير مطمئنين".
مع انتهاء حقبة النظام السابق، تفاءل العديد من الأهالي ببدء مرحلة جديدة تحمل معها وعوداً بالتغيير الإيجابي، إلا أن الواقع لا يزال يعكس تبايناً بين الطموحات والقرارات المتخذة في ظل التصريحات المتفاوتة من مجاهدي هيئة تحرير الشام، تبرز مخاوف جديدة تتعلق بتمكين المرأة في المجتمع، وهو موضوع أثار جدلاً واسعاً بين مختلف الأطراف.