عدم توفر الأماكن الخاصة بذوي الإعاقة في إيران يدفعهم للهجرة

الإعاقة في إيران قد تجبرك على الهجرة والتخلي عن التعليم والعيش في المنزل والعزلة، بسبب عدم توفر أماكن وطرقات خاصة لذوي الإعاقة.

جوان كرمي

كرمشان ـ حياة الأشخاص ذوي الإعاقة صعبة جداً في إيران خصوصاً الإناث اللواتي تواجهن صعوبات أكثر لكن هنية سرميدي استطاعت أن تبدأ حياتها من جديد بعد إعاقتها وتقدمت في العديد من جوانب حياتها الشخصية والاجتماعية وأصبحت امرأة قادرة ومبدعة.

تقول هانية سرمدي من مدينة صحنة في محافظة كرمشان شرق كردستان "تعرضت لحادث أدى إلى إصابتي في العمود الفقري، أجُبرت مع عائلتي للهجرة إلى كرمشان بسبب عدم توفر المرافق الخاصة لذوي الإعاقة بما في ذلك العلاج في مدينة صحنة، كانت والداتي دائماً من أكثر الداعمين لي ساعدتني على تجاوز كل الصعوبات،  حتى تمكنت من التقدم في الكثير من جوانب حياتي الشخصية والاجتماعية وأصبحت امرأة قادرة ومبدعة، ويمكن ملاحظة كل ذلك من خلال أعمالي الفنية المطرزة يدوياً".

وعن الصعوبات التي واجهتها والسبب وراء أعاقتها ووضعها الحالي أوضحت "تعرضت لحادث منذ حوالي تسع سنوات وأصبت في العمود الفقري بدأت العمل بعد ستة إلى سبعة أشهر، دون أي تدريب أو مساعدة أحد من المرشدين كان الأمر صعباً للغاية في البداية، لكن شيئاً فشيئاً تمكنت من العمل، وعلى الرغم من إعاقتي أخذت دروساً في القيادة وحصلت على رخصتي والآن أقود السيارة وأقوم بكل أعمالي بنفسي".

وأشارت إلى مدى تأثير العمل في فن تطريز وتواجدها في السوق والمجتمع بشكل عام على حياتها وحالتها النفسية "في بداية الحادث لم أكن أخرج كثيراً كما لو كنت أرغب بطريقة ما في الهروب مما حدث لي، ولكن فيما بعد تعاملت معها بطريقة أخرى، وبعد أن بدأت العمل زادت ثقتي بنفسي وتحسنت علاقاتي الاجتماعية، معظم  منتجاتي أقوم ببيعها عبر مواقع التواصل الاجتماعي".

وأضافت "التقيت بعد الحادث بالعديد من الأشخاص الذين لديهم مثل ظروفي، كان الكثير منهم في حالة مزاجية سيئة، وكان الكثير منهم يعانون من الاكتئاب، لكنني شجعت العديد من أصدقائي على القيام بشيء ما"، مؤكدةً أن للعمل بشكل عام التأثير الكبير على الحالة المزاجية.

أما عن الظروف التي تواجه ذوي الإعاقة في إيران وعدم تكيفهم مع الطرق والمباني قالت "إذا كنت تريد الذهاب إلى السوق، فيجب أن يساعدك شخصان أو ثلاثة، العديد من الأماكن ليس بها جسور وليست متطورة بشكل جيد، ولهذا السبب لا أستطيع الخروج والذهاب إلى السوق أو أي مكان أريده"، مشيرةً إلى أنها أرادت بعد الحادث مواصلة دراستها ولكن بسبب عدم التكيف مع الظروف في الجامعة، التي كان مبناها يحتوي على 20 ـ 30 درج لم تتمكن حتى من الحصول على شهادتها أو حتى مواصلة الدراسة بسبب عدم قدرتها على التكيف مع الظروف الموجودة بسبب أعاقتها.

وعن أهدافها وخططها المستقبلية أوضحت "أود مساعدة الأخرين في الحصول على فرص عمل والبدء بورشة عمل أكبر، فجميع منتجاتي الآن مطرزة يدوياً، لكني أرغب أيضاً في القيام بأعمال أخرى وتوظيف عدد من الأشخاص لتوسيع هذا العمل، وفي النهاية إذا أمكن، فسأقوم أيضاً بتسجيل علامة تجارية باسمي الخاص"، لافتةً إلى أن الإعاقة ونقص المرافق والخدمات الطبية يمكن أن تجبرهم على الهجرة "كنا نعيش في مدينة صحنة، وبعد الحادث وبسبب عدم وجود مرافق خاصة لذوي الإعاقة في المدينة أجُبرنا على الهجرة إلى مدينة كرمشان، حتى أتمكن على الأقل من الابتعاد عن تلك الظروف السيئة".