'بالتنظيم والتطوير استطعنا أن نبني نساء تقدن المجتمع'
يعد التدريب ركن أساسي لتطوير شخصية الفرد والمجتمع لأنه يخلق الإرادة والقوة ويبني فكر حر.
شيرين محمد
قامشلو ـ أكدت الناطقة باسم لجنة تدريب مؤتمر ستار في شمال وشرق سوريا بيريفان يونس أنهن من خلال عملهن المستمر سيصلن إلى جميع نساء العالم وسيعملن على تطويرهن من كافة النواحي.
لطالما عانت المرأة من التهميش لألاف السنين في العالم بأكمله والشرق الأوسط خاصة، ولم تستطع أن تثبت ذاتها في الكثير من المجالات والنواحي وهناك الكثير من العقبات التي لم تتمكن من كسرها منها العادات والتقاليد وذهنية المجتمع التي لطالما كانت ترى بأن المرأة فقط محصورة في تربية الأطفال والإنجاب فقط. ولكن بعد ثورة روج آفا استطاعت المرأة بفضل فكر القائد أوجلان أن تبني مؤسسات خاصة بها وتصبح قيادية، وتثبت مكانتها في جميع المجالات التي كانت حكراً على الرجال، وتنظم نفسها وذاتها من خلال التدريب.
"تأسيس مؤتمر ستار كان الفرصة لبناء شخصيات نسائية حرة"
وحول هذا الموضوع قالت الناطقة باسم لجنة تدريب مؤتمر ستار في شمال وشرق سوريا بيريفان يونس "استطاعت المرأة في شمال وشرق سوريا قبل ثورة روج آفا والتي عرفت بثورة المرأة أن تؤسس لنفسها تنظيماً لتطور نفسها داخله، مثل اتحاد ستار اذ تمكنت المرأة في عام 2005 من تأسيسه والبدء ببناء أساس قوي لحرية المرأة وتنظيمها، ليتم تغيير اسمه إلى مؤتمر ستار ومنذ ذلك الوقت وحتى يومنا هذا تمكنت المرأة من تنظيم ذاتها من خلال الوصول إلى الكثير من النساء وجمعهن تحت ظل مؤتمر ستار الحالي، ومن خلال التنظيم استطاعت أن تبني أساس للثورة في روج آفا وتعمل على تطويرها، لتتمكن فيما بعد من تأسيس العديد من المؤسسات التي تنظم المرأة والمجتمع، وعلى هذا الاساس انضمت الكثير من النساء إلى الثورة من خلال هذه المؤسسات".
وأضافت "بعد ثورة روج آفا في شمال وشرق سوريا سعت جميع المؤسسات للعمل على هدفها الأساسي ألا وهو تنظيم وضم جميع النساء وحمايتهن من العنف الممارس عليهن مثل منظمة سارا، دور للمرأة، مجلس المرأة السورية، مجلس المرأة في شمال وشرق سوريا، اقتصاد المرأة، والعديد من المنظمات الأخرى ذات الهدف المشترك، واستطاعت هذه المؤسسات أن تحمي المرأة وتطورها من كافة النواحي، كما أنها استطاعت أن تقف أمام جميع صعوبات المجتمع، ومن جهة أخرى وعلى أساس أخوة الشعوب استطاعت النساء من مكونات أخرى بناء مؤسسات خاصة بها، لتصبح هذه المؤسسات التي تضم النساء من كافة المكونات الحل للمرأة لتطور نفسها من خلالها وتطالب بحقوقها وتثبت ذاتها داخل المجتمع".
وأكدت بأن مستوى النضال لدى المرأة وفكرها وارداتها باتت تشكل خوفاً للعدو لذا تستهدف بشكل مستمر من قبل دولة الاحتلال التركي ومرتزقتها اينما كانت "من جهة أخرى يمارس عليها العدو سياسته الخاصة لأبعادها عن حقيقتها وجوهرها وخشية من تطور المجتمعات التي مع تطور فكرها ستصبح تقف أمام القوة الديكتاتورية والمهيمنة".
وبينت أنه "بعد تحرير المناطق المحتلة من قبل داعش مثل الطبقة والرقة ومنبج ودير الزور تمكنت النساء هناك من الاقتداء بالمرأة الكردية في ثورتها وأسست بعدها مؤسسات خاصة بها مثل تجمع نساء زنوبيا الذي يضم النساء في تلك المناطق تحت سقفه لتستطيع تلك النساء تحرير فكرها من فكر داعش الظلامي الذي حرم المرأة من أبسط حقوقها ومارس عليها كافة أنواع العنف والقتل والاغتصاب".
وأكدت أنه "من الناحية التنظيمية تسير مناطق شمال وشرق سوريا بشكل جيد نحو النجاح مقارنة مع المناطق الأخرى، لأننا من خلال تدريب المرأة والرجل وصلنا إلى مجتمع حر نوعاً ما لا يمكننا أن نقول حررنا كافة النساء ولكننا استطعنا أن نبني نساء قياديات تستطعن تغير المجتمع مع الوقت".
"المرأة في شمال وشرق سوريا بفكرها ستصل إلى جميع النساء"
وأضافت "عندما يتم المقارنة بين مناطق شمال وشرق سوريا والمناطق الأخرى في سوريا نرى بأن المرأة في مناطق شمال وشرق سوريا صاحبة إرادة وفكر أكثر من نساء المناطق الاخرى اللواتي ما زلن مهمشات، فالمرأة هناك ليس لها الحق في التعبير عن رأيها حتى من الناحية السياسية و العسكرية أو غيرها من النواحي الأخرى، وهناك عدد قليل من النساء لكنهم لا يمثلون حقيقة وجوهر المرأة لأن فكرهم ليس حر اذ يمارس بحقهم بشكل يومي العنف والقتل، وفي المناطق التي تسيطر عليها الدولة التركيا النساء هنالك أكثر عرضة للقتل والاغتصاب والخطف والتهميش، فالمرأة التي لا تمتلك فكر حر وإرادة قوية تتأثر بالقوة المهيمنة والديكتاتورية وتعمل لصالحها لتنسى حينها حقيقتها ووجودها وكيانها لتصبح مجرد شخص يمارس ويعمل على تحقيق أهداف الدول المهيمنة بعيداً عن حريتها".
وشددت على أنه "من أكثر الاشياء التي لفتت انتباه العالم بأكمله إلى روج آفا هو نظام الرئاسة المشتركة ومشروع الأمة الديمقراطية، بالإضافة إلى وحدات حماية المرأة YPJ التي بات لها صدى كبير، ليس على مستوى سوريا فقط بل على مستوى العالم بأكمله، وأصبحت هذه الوحدات الشعار لحرية المرأة وقوتها، كما أنه من الناحية السياسية أيضاً استطاعت المرأة أن تثبت مكانتها ولعبت ادواراً اساسية في المجال السياسي داخل شمال وشرق سوريا ومن خلال العلاقات الدبلوماسية أيضاً على مستوى العالم، ومن خلال المؤتمرات والكونفرانسات التي عقدت على مستوى سوريا والشرق الأوسط".
"سنعمل بجد ونحن على يقين أننا سنحرر فكر جميع النساء"
ونوهت إلى أنه "لم نتمكن من الوصول إلى جميع النساء لأن ذلك يتطلب وقتاً طويلاً بسبب العادات والتقاليد والذهنية الذكورية التي همشت المرأة بشكل كلي وكانت عائق أمامنا، اذ لا يكفي أن يصل صوتنا إليهن، بل يجب علينا أن نحرر فكر المرأة وجسدها لتستطيع أن تطور نفسها أكثر وأسرتها والمجتمع على هذا الأساس".
واختتمت الناطقة باسم لجنة تدريب مؤتمر ستار في شمال وشرق سوريا بيريفان يونس حديثها بالقول "التدريب ركن أساسي لتطور الشخصية والمجتمع لأنه يخلق الإرادة والقوة، ويجب علينا أن نبني فكر قوي في المجتمع من أجل أطفالنا والأجيال القادمة ليعشوا بسلام وأمان ويكونوا أصحاب فكر حر".