عائدات من لبنان: الإدارة الذاتية قدمت لنا كل ما نحتاج

أكدت العائدات من لبنان إلى مدينة الشهباء بعد التصعيد العسكري في لبنان، أن الإدارة الذاتية لإقليم شمال وشرق سوريا فتحت الأبواب أمام النازحين وأمنت لهم كل ما يحتاجونه من مأوى ومستلزمات ضرورية.

روبارين بكر

الشهباء ـ بعد ازدياد وتيرة الهجمات بين القوات الإسرائيلية وحزب الله في جنوب لبنان، وارتفاع أعداد القتلى والمصابين المدنيين معظمهم من اللاجئين السوريين، أصدرت الإدارة الذاتية الديمقراطية لإقليم شمال وشرق سوريا، بياناً لاستقبال السوريين وحتى أهالي لبنان الذين يتوافدون إلى مناطقهم، وشكلت لجان تهتم بأمور الوافدين وفتحت أبوابها أمام الجميع.

مقاطعة الشهباء بإقليم شمال وشرق سوريا من أكثر المناطق التي تعاني من صعوبات معيشية خاصة أنها تأوي الآلاف من سكان عفرين المحتلة الذين هُجروا قسراً من مدينتهم، وبالرغم من كل ما تعانيه من قصف يومي وحصار خانق، إلا أنها فتحت أبوابها أمام من يتوجه إليها من لبنان.

قالت الوافدة من لبنان عوفة سيفو إنه "بعد أن تم احتلال عفرين من قبل الدولة التركية، بقينا فيها لفترة لكن بسبب الانتهاكات التي يمارسها المرتزقة على الأهالي والتي تزداد يوماً تلو الآخر دون تدخل أي دولة لوضع حد لها، لم نحتمل العيش في مدينتنا لذلك توجهنا إلى لبنان".

وتابعت "بعد بقائنا لمدة خمسة أعوام في لبنان، تعرضت المناطق التي نعمل بها لقصف إسرائيلي لهذا خرجنا من لبنان وتوجهنا إلى مناطق الإدارة الذاتية خاصة إلى مقاطعة الشهباء التي تأوي مهجري عفرين منذ سبعة سنوات".

ودعت عوفة سيفو إلى حماية المدنيين في ظل الحروب وتوفير مكاناً آمن يأويهم، مطالبة بخروج المحتل التركي من مدينة عفرين وإعادة الأهالي إلى منازلهم وأراضيهم.

أما النازحة أمينة عبدو بينت أنها بقيت عامين في لبنان وبسبب الاجتياح الذي تعرضت لها البلاد، توجهت إلى مدينة الشهباء لتعيش إلى جانب أهالي عفرين، لافتةً إلى أن الإدارة الذاتية الديمقراطية هي التي استقبلتهم، وخرجوا من لبنان عن طريقهم، فالإدارة أمنت لهم المواصلات حتى وصولهم إلى الشهباء وهناك قدموا لهم مكاناً ليعيشوا فيه بالرغم من الإمكانيات الضئيلة التي تعاني منها تلك المنطقة.

من جانبها قالت حسناء علي إن احتلال الدولة التركية لأراضيهم جعلتهم يواجهون صعوبات عديدة "لولا وجود الاحتلال التركي على أراضينا لبقينا نعيش بكرامة ولن نحتاج للذهاب إلى لبنان. ما ذنبنا نحن وأطفالنا لنعيش حياة غيرة مستقرة، لكن بعد عودتنا إلى الشهباء أمنت الإدارة الذاتية لنا كل ما نحتاج، والآن أقطن مع عائلتي بمخيم سردم".

بدورها قالت الرئيسة المشتركة للمجلس التنفيذي بمقاطعة عفرين ـ الشهباء ملك الحسين إنه "في ظل استمرار معاناة أهالينا المتواجدين في لبنان نتيجة التصعيد العسكري المستمر الذي حدث في الآونة الأخيرة، وانطلاقاً للشعور بالمسؤولية وضرورة العمل المستمر لتخفيف معاناة السوريين الراغبين في العودة إلى مناطق الإدارة الذاتية سواءً كانت في مناطق إقليم شمال وشرق سوريا أو في مدينة حلب ومقاطعة عفرين ـ الشهباء".

وأضافت "على إثر ذلك قمنا كإدارة ذاتية بعقد اجتماع طارئ وتشكيل خلية الأزمة لمتابعة أمور النازحين الوافدين إلى مناطقنا من لبنان، وهذه الخلية تضم كافة المؤسسات والقطاعات المعنية بشؤون الوافدين، حيث يتم استقبال النازحين من قبل هذه الخلية ومن ثم التأكد من معلوماتهم الشخصية وإرسالهم عند أقاربهم إن تواجدوا في المنطقة وفي حال عدم تواجد أقارب لهم نقوم بتأمين أماكن جُهزت من أجلهم".

ولفتت إلى أنه يتم العمل حالياً على مخيم جديد في الشهباء من أجل استيعاب القادمين من لبنان حيث بلغ عددهم أكثر من 180 عائلة بمعدل أفراد 637 فرد، وفي ظل الإمكانيات الشحيحة التي تعاني منها الشهباء وفي ظل الحصار المفروض من قبل حكومة دمشق على المنطقة، إلى جانب تعرضها لقصف يومي من قبل الاحتلال التركي، إلا أنها على استعداد كامل لاستقبال الوافدين الراغبين في العودة إلى المنطقة وتقديم كل ما يلزم لهم من مساعدات من أجل تخفيف معاناتهم.