العودة إلى الجذور... طبيبة توائم بين الطب التقليدي والطبيعي

تعمل الطبيبة نسب الربيع جاهدة للموائمة بين الطب التقليدي والطبيعي من خلال عدة مشاريع منها بيئية وتربوية، مؤكدةً على ضرورة النهوض بالمجتمع والطبيعة.

فاديا جمعة

بيروت ـ نساء كثيرات تعملن لتكن حاضرات في معادلة الحياة، مؤثرات في مجتمعاتهن، متحدِّيات لظروف وأوضاع غالباً ما تحاصرهن، ومثقلات بهموم مضاعفة، دون أن يحدَّ ذلك من طموحهن وكسر قيودهن والانطلاق في رحاب الحياة، واثقات جريئات ومؤمنات بأن المرأة إن نهضت، نهضت معها مجتمعات وازدهرت.

من بين هؤلاء النساء الدكتورة نسب الربيع، التي قادتنا للعودة إلى الطبيعة الأم، وإصلاح هذا العالم الذي دمرته الحروب وأثقلته بأمراض لا تقتصر على صحة الإنسان فحسب، وإنما تطال الطبيعة والبيئة بكل مقوماتها التي تعني جودة الحياة، وفي سياق تجربة تدأب نسب الربيع لتكريسها عبر مشروعين يمثلان بعضاً من طموحاتها الكبيرة، أولهما "الأكاديمية البيئية اللبنانية المتنقلة" وثانيهما مدرسة تعنى بالتربية البيئية في لبنان، فضلاً عن أنها كطبيبة في مجال الجراحة النسائية والتوليد اتخذت مساراً مختلفاً على مستوى عملها، مساراً يوائم بين الطب التقليدي وبين الطب الطبيعي، ما يعني العودة إلى الجذور، إلى الأرض، التراب، الأشجار وكل عناصر الحياة التي تواجه اليوم مخاطر وتحديات في ظل النظم السياسية لدى الدول المتقدمة التي تضع في أولياتها مصالحها على حساب مصالح الشعوب والدول الفقيرة.

تقول نسب الربيع وهي أخصائية جراحة وتوليد ومهتمة بالبيئة والطبيعة والعلاج الطبيعي "أنا طبيبة أعمل في مجال طب المرأة من خلال الطب التقليدي، وفي الوقت نفسه حائزة على دبلوم في علم الـ Erbology وعلم طب الأعشاب، وأعنى بالتنوع البيولوجي والغذاء الصحي، ومن صغري أحب الطبيعة وأتابع النباتات وأحب الجبل كثيراً وأعرف التنوع البيولوجي اللبناني".

وأضافت "منذ عودتي إلى لبنان عام 1991 تابعت العمل في الطب الطبيعي كمحاضرات وتوعية، وأيضاً تابعت عملي في الطب التقليدي، وعملت مع مرضاي على هذا الأساس، من حيث تعويدهم على كيفية تناول الغذاء الصحيح وكيف يمكنهم أن يعيشوا بشكل صحيح، وأيضاً كيف يمكن استخدام الأدوية الطبيعية بدلاً من الأدوية الكيميائية".

وحول كيفية وصف الدواء تقول "في الطب يجب أن نشخص بشكل صحيح لنعرف كيف يمكن أن نعالج، وإذا وجدت دواءً طبيعياً يمكن أن يفيد مريضتي دون إعطائها دواءً كيميائياً له مضاعفات، فأنا أفضل الدواء الطبيعي الذي لا مضاعفات تصاحبه، ولا أزال إلى اليوم أعمل في البيئة والطبيعة وأسست "الأكاديمية البيئية اللبنانية المتنقلة"، وهي تعتني بالبيئة اللبنانية، هذا مشروع كبير جداً ونتصدى من خلاله لكل مشاكلنا البيئية، إن كان تلوث التربة ورش المبيدات وحرق الغابات والأحراج والصرف الصحي، كل هذه المشاكل وغيرها، وكيف نحن نعيش اليوم وكيف ساهمنا بتخريب هذا البلد، ولوثنا أنهاره وتربته".

ولم تقتصر نسب الربيع على ذلك بل سعت لبناء مشروع تربوي كذلك "حيال كل ذلك من مشاكل بيئية، لدي مشروع تربوي، لأنه من المفروض أن تكون لدينا مدرسة تعنى بالتربية البيئية اللبنانية في كل المناطق على مستوى لبنان، من البحر إلى الجبل، ومن الجنوب إلى الشمال، وأتمنى أن يتحقق هذا المشروع، وأنا أعمل على إنجازه".

وتمنت أن يعم السلام على العالم أجمع "عوضاً من العمل على إنتاج الأسلحة وشن الحروب وقتل بعضنا البعض، فلنعمل من أجل تصحيح هذا الكون، فنحن من أخل بالبيئة، الكل الآن بات يعلم تبعات التغير المناخي وكيف يتغير، ونحن للأسف، لا نعمل من أجل أن نصلِّح، على العكس تماماً، كل العالم وبشكل خاص الدول المتقدمة تعمل وتتسبب بالدمار الأكبر في سبيل حصد أموال أكثر".

وأوضحت أن التنوع البيولوجي هو من يحمي التربة، وهي الأساس، ويحمي المياه والشجر وكل الحيوانات بسائر فصائلها ومن ضمنها الإنسان "الإنسان حيوان ناطق، ويجب أن نحمي كل ذلك تحت شعار "الأكاديمية البيئية اللبنانية المتنقلة" التي أود إطلاقها".

وأكدت في ختام حديثها على أن المرأة عظيمة وهي أساس الكون "عندما تأخذ المرأة دورها الصحيح في أي مجال كان وخاصة السياسي، فسيكون بإمكانها إعادة الطبيعة إلى سابق عهدها".