الاعتداءات على مقابر الشهداء جريمة لها أبعاد خطيرة

الاعتداءات على إقليم شمال وشرق سوريا من قبل الاحتلال التركي لم تترك جانباً من الحياة إلا وحاولت تدميره، فحتى مزارات من فقدوا أرواحهم في الحرب ضد الهجمات التركية وداعش يتم ارتكاب انتهاكات بحقها.

مركز الأخبار- من قبل هؤلاء المرتزقة، ولم تسلم مزارات من ضحوا بأرواحهم في سبيل حماية المنطقة من داعش وغيرها من المرتزقة، مما يعتبر انتهاكاً بحق الشهداء، ويثير الغضب في قلوب عوائلهم التي تقول إن هذا الاستهداف "جريمة لا تغتفر".

عوائل الشهداء ترى أن هذه الاعتداءات على مقابر الشهداء ليست مجرد أعمال تخريبية، بل هجوم مباشر على الذاكرة الوطنية، وتجرح في عمقها، إذ تستهدف روح المقاومة التي شكلها هؤلاء الأشخاص.

وقالت العضوة في مجلس عوائل الشهداء بمقاطعة دير الزور رنا محي الدين "هناك عمليات تخريب متكررة طالت مقابر الشهداء في العديد من مناطق إقليم شمال وشرق سوريا، خاصة في منبج وبعض المناطق الأخرى، وهذه الاعتداءات تنفذها مرتزقة الاحتلال التركي، التي لا تتوقف عن تدمير كل ما يتعلق بالشهداء وذكراهم. المقابر أصبحت اليوم هدفاً لاعتداءات لا تُغتفر".

وأضافت "تتعرض مقابر الشهداء لعمليات تخريب مستمرة من قبل المرتزقة، مما أثار غضب العديد من العائلات والأهالي في المنطقة"، متسائلةً "كيف يمكنهم فعل ذلك بهؤلاء الشهداء الذين ضحوا بحياتهم من أجل أن نعيش بكرامة؟، هذه الأفعال هدفها إهانة تضحياتهم العظيمة ومن يقوم بها لا يملك أي احترام للقيم الإنسانية أو الدينية".

وأكدت رنا محي الدين أن تخريب المقابر يتجاوز كونه تهديداً للأماكن نفسها؛ "هو تهديد مباشر لذكرى كل شهيد ضحى بحياته من أجل أرضه، يجب أن يتحرك الجميع لوقف هذه الاعتداءات، لكي تتوقف هذه الأعمال المشينة في أسرع وقت".

من جانبها، قالت العضوة في مجلس عوائل الشهداء بمقاطعة دير الزور فلك العثمان "نحن كمجلس عوائل الشهداء، ندين ونستنكر بشدة الجريمة التي ارتكبها مرتزقة الاحتلال التركي في مقاطعة منبج، حيث قاموا بتخريب مزار الشهداء وعبثوا بأضرحة الشهداء، ونؤكد أن تخريب أضرحتهم لن يمحي تضحياتهم العظيمة وما قدموه في سبيل أرضهم، فنحن نفخر ونعتز بشهدائنا الأبطال، مهما حاول المرتزقة إلحاق الأذى فإن أفعالهم لن تكسرنا بل زادتنا عزماً وقوة على مواصلة مسيرة النضال التي بدأها شهداؤنا الأبرار".

وترى أن "تخريب المقابر لا يتوافق مع المبادئ الأخلاقية والإنسانية، ويستهدف إرث الشهداء وأسرهم، في حين أن المنظمات الدولية والمجتمع الدولي ليس لهم أي رد فعل على هذه الانتهاكات بحق من كان لهم دور كبير في محاربة المرتزقة وداعش وتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم".

وشددت على أن العار والخزي يلاحق مرتزقة الاحتلال التركي "نؤكد استمرارنا على النضال وتخليد ذكرى الشهداء مهما حاول هؤلاء المرتزقة ارتكاب الممارسات التي تتنافى مع القيم الإنسانية".

 

'انتهاكات مقابر الشهداء مرفوضة أخلاقياً ودينياً'

وقالت نجمة علي، وهي نازحة من مدينة منبج إلى كوباني "عندما دخلت مرتزقة الاحتلال التركي منبج، بدأت على الفور باتخاذ إجراءات عرضت الأطفال والنساء والجميع لخطرها، ولهذا السبب غادرنا منبج ونعيش الآن في كوباني. عندما دخلوا المدينة، نهبوا ودمروا منازلنا، ومؤخراً، دمروا مقبرة الشهداء في منبج".

وأشارت إلى أن "هذا العمل يُظهر المعايير الأخلاقية والضميرية لأولئك المرتزقة، فمقابر الشهداء مكان مقدس تُدفن فيه التضحيات التي قُدّمت لحماية منبج وتحريرها، تُرتكب هذه الانتهاكات في منبج، وهذه ليست المرة الأولى التي يحدث فيها ذلك، فقد دمروا أيضاً مقابر عفرين".

 

"لا ينبغي للمرأة أن تكون خاضعة"

وحملت نجمة علي أهالي منبج مسؤولية الدفاع عن مقدساتهم "لا يزال نهب المنازل مستمراً في منبج، ونتلقى معلومات يومياً حول ذلك، كما يُختطف الناس، ويطالبون ذويهم بفديات مالية باهظة، وتشهد منبج وجميع المناطق التي تحتلها الدولة التركية قمعاً وانتهاكات جسيمة، حيث يحاول تدمير كامل الأراضي السورية بتدريب ودعم هؤلاء المرتزقة".

وأكدت على أن "أهالي منبج يقاومون كل الإجراءات، لكن لا ينبغي لهم الصمت على تدمير مقابر شهدائهم التي لطالما كانت دائماً نظيفة ومزينة، دُمرت بالكامل، عندما رأينا صور المقبرة خلال العيد، احترقت قلوبنا، ويجب على أهالي منبج طرد المرتزقة من مدينتهم فوراً ومنعهم من تدمير مقدساتهم".

 

"تدمير المقابر أمر لا يغتفر"

بدورها لفتت عضوة مجلس المرأة في المؤتمر الإسلامي الديمقراطي في مقاطعة الفرات، زرقة مسلم، الانتباه إلى أهمية دفن الموتى "في الإسلام، يُعد دفن الموتى احتراماً لهم وتقديراً لأرواحهم، ويتجلى هذا بشكل خاص في قصة الإسراء، التي تُظهر عظمة الله في خلق الإنسان، كما ذكر النبي أن تدنيس قبور الموتى هو إيذاءٌ للحي، لذلك، يجب احترام الموتى، فلا يجب تدنيسها أو الاعتداء عليها، لأن ذلك محرم، من وطأ قبراً في الدنيا، وطأ ناراً في الآخرة، ولذلك، يُشترط في الإسلام دفن الشخص، وخاصةً الشهداء، الذين تُعدّ قبورهم أعلى منزلة عند الله، فإن تدنيس قبورهم إثمٌ عظيم".

 

"يجب أن يكون هناك حساب"

وأكدت زرقة مسلم على أنه يجب محاسبة مرتزقة الاحتلال التركي "أي شخص أو جماعة تنتهك وترتكب أفعالاً بحجة تطبيق مبادئ الإسلام، فإنها في الواقع تسيء للإسلام وحقيقته، لو كانوا على دراية بدين الإسلام، لما أقدموا على هدم المقابر".

وقالت في ختام حديثها "هذا الانتهاك مرفوض تماماً ويجب محاسبة مرتكبيه، ما هي الكلمات المكتوبة على القبور، أليست تقول "إنا لله وإنا إليه راجعون"؟ لو احترموا هذه الكلمات، لما هدموا المقابر، بهذه الطريقة، يسيئون إلى الكتاب المقدس وكلام الله ورسوله، لذلك، أؤكد لكم أن مرتزقة الاحتلال التركي لا تمثل الإسلام، وبعيدة كل البعد عن القيم الإنسانية".