'الإدارة الذاتية تمتلك مشروع متكامل لضمان حقوق الشعب السوري'

عملت الإدارة الذاتية الديمقراطية في إقليم شمال وشرق سوريا خلال أكثر من عقد من الزمن على احتضان مكونات المنطقة والمحافظة على حقهم وهوتيهم.

نورشان عبدي

كوباني ـ أكدت الرئاسة المشتركة لهيئة الشؤون الاجتماعية والعمل في مدينة كوباني في إقليم شمال وشرق سوريا هيلين حاجم أن الإدارة الذاتية الديمقراطية تمثل نموذج الحل لمختلف الأزمات والصراعات التي يشهدها الشرق الأوسط وبالأخص سوريا.

يصادف يوم 27 كانون الثاني/يناير عام 2014 الذكرى الـ 11 لتأسيس الإدارة الذاتية في مدينة كوباني التي وصلت لصيغة قانونية ساهمت في توحيد مكونات المنطقة وضمان حقهم وهويتهم، وأصبح مشروع الإدارة الذاتية انطلاقة بالنسبة لشعوب المنطقة من خلال التوجه نحو حل ديمقراطي سوري للأزمة السورية، ويحمي حقوق المكونات والأطياف.

من القرارات التي تُحسب للإدارة الذاتية في إقليم شمال وشرق سوريا دعم أهم فئتين وهما النساء والشبيبة، وفق النظام الداخلي حيث تشارك النساء بنسبة النصف ابتداءً من الكومين حتى نظام الرئاسة المشتركة وبذلك أصبح للمرأة لون ورأي وهوية مستقلة ضمن الإدارة الذاتية.

ووسط تهديدات ومخاطر من احتلالها ووسط الهجمات التركية يستقبل أهالي مدينة كوباني الذكرى السنوية الـ11 لتأسيس الإدارة الذاتية وكلهم أمل في طي صفحة تهديدات الدولة التركية ومرتزقتها.

تحدثت الرئاسة المشتركة لهيئة الشؤون الاجتماعية والعمل في مدينة كوباني هيلين حاجم عن معنى وأهمية الإدارة الذاتية بالنسبة لشعوب المنطقة وضرورة المحافظة عليها في المرحلة المفصلية التي تمر بها سوريا وخاصةً إقليم شمال وشرق سوريا "في 27 كانون الثاني عام 2014 تم تأسيس الإدارة الذاتية الديمقراطية في ثلاثة مقاطعات وهي كوباني والجزيرة وعفرين وذلك بهدف احتضان كافة المكونات والشعوب في ثلاثة مقاطعات ومن أجل إدارة المجتمع برأي وصوت الشعب".

وتابعت "يستطيع الشعب إدارة نفسه بنفسه من نظام الكومين إلى رئاسة المقاطعة، وللإدارة الذاتية أهمية واضحة وكبيرة لأنه لعقود تم تهميش شعوب المنطقة وخاصةً الشعب الكردي الذي تعرض لسياسية الإبادة السياسية والثقافية والاقتصادية والاجتماعية من قبل نظام البعث".

وأوضحت هيلين حاجم أنه قبل تأسيس الإدارة الذاتية "مر الشعب الكردي بمراحل صعبة وحُرم من أبسط حقوقه وهي التحدث والتعلم بلغته الأم، وحتى يومنا هذا هنالك كرد سوريين لا يملكون بطاقات شخصية يطلق عليهم اسم مكتومي القيد، كل هذا نتيجة لسلطة اللون الواحد، ولكن الإدارة الذاتية الديمقراطية استطاعت أن تكون صوت وإرادة هذه الشعوب لتعيش بأمان واستقرار ويمارس المواطن حقوقه كاملة".

 

"النساء حصلن على حقوقهن"

وعن مشاركة المرأة والفئة الشابة في نظام الإدارة الذاتية، أوضحت "ضمن نظامها استطاعت الإدارة الذاتية المحافظة على حق وهوية النساء، وأيضاً إعطاء فرصة للفئة الشابة من أجل المشاركة في الإدارة للدفاع عن حقها ووجودها، من خلال تشكيل مجالس خاصة بالشبيبة ولجانهم وبذلك أثبتوا مساندتهم للمجتمع والثورة".

وأشارت إلى أن النساء استعدن حقوقهن وتحافظن عليها اليوم "للمرأة معنى خاص ضمن هذا النظام فبعد أن كانت ضحية للظلم والتعذيب على مدار آلاف الأعوام من قبل الذهنية الذكورية الأبوية السلطوية وافتقدت هويتها وثقافتها وسلبت منها أبسط حقوقها أسست وفق نظام الإدارة الذاتية منظمات خاصة وتشاركت مراكز صنع القرار مع الرجل من خلال نظام الرئاسة المشتركة".

وترى أن "نظام الإدارة الذاتية وكل خطوة يخطيها سكان المنطقة نحو الحرية والديمقراطية هي من ميراث ثورة التاسع عشر من تموز ثورة الشعوب الحرة وثورة المرأة، واليوم بمنجزات هذه الثورة يعيش كل شخص بهويته ولغته وحتى في المدارس والمجال التعليمي كل مكون يتعلم بلغته الأم".

 

العالم يعيش نزاعات وأزمات معقدة

ولفتت إلى أن العالم وسط ما يعيشه من صراعات يحتاج لنموذج الإدارة الذاتية "يعيش العالم والشرق الأوسط نزاعات وأزمات معقدة تتأثر بها كافة الشعوب ولكن الإدارة الذاتية في ظل كافة هذه الأزمات استطاعت أن تكون مثال للتآخي بين الشعوب وأثبت للعالم بأن مشروع الأمة الديمقراطية هو الحل الأمثل لكافة الأزمات والنزاعات التي يشهدها الشرق الأوسط عامة وسوريا خاصة".

وأضافت "بعد سقوط النظام السوري ما زالت النزاعات والصراعات مستمرة في سوريا، وفي الأيام المقبلة ستتوسع هذه الأزمة لتكون ربما حرب طائفية وهذا الخطر يؤكد ضرورة تطبيق نظام الإدارة الذاتية الذي سيجنب البلاد ويلات الحرب ويضمن حقوق الشعب السوري".

وقالت "بعد 11 عام من عمل الإدارة الذاتية وإثبات ذاتها على مستوى الشرق الأوسط ما زالت هذه الإدارة تتعرض للهجمات والانتهاكات، فاليوم في كافة المناطق السورية تم إيقاف الحرب، ولكن فقط في مناطقنا التي قضت على داعش الذي شكل خطراً كبيراً على العالم، تستمر الحرب والاحتلال التركي يستمر بهجماته في محاولة لإحياء داعش من جديد".

وفي ختام حديثها ناشدت الرئاسة المشتركة لهيئة الشؤون الاجتماعية والعمل في مدينة كوباني هيلين حاجم المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان لإيقاف الأطماع التركية وخطرها على إقليم شمال وشرق سوريا "بمناسبة ذكرى تأسيس الإدارة الذاتية نناشد العالم والمنظمات المعنية بحقوق الإنسان للضغط على الاحتلال التركي وإيقاف الهجمات على مناطقنا التي تستهدف في البداية مشروع الأمة الديمقراطية".