'قطع الاحتلال التركي للمياه ينبأ بكارثة إنسانية وبيئية'

يستمر الاحتلال التركي بقطع المياه عن مناطق شمال وشرق سوريا، مستخدماً كما يؤكد أهالي المنطقة هذا السلاح ضدهم، لكن ما يغفل عنه الجميع هو الآثار البيئية والصحية الكارثية التي تنتظر المنطقة وآخرها انتشار الكوليرا وتراجع الزراعة في ظل حصار خانق.

شيرين محمد

قامشلو ـ كثيرة هي تداعيات انقطاع المياه عن مناطق شمال وشرق سوريا إنسانية وبيئية وصحية واقتصادية، لكن بالمقابل لا تحرك دولي للضغط على الاحتلال التركي ومرتزقته من أجل تحييد ملف المياه في حربه على المنطقة. وعلى ذلك ترى النائبة في إدارة البيئة لإقليم الجزيرة في شمال وشرق سوريا آلاء السطل في حديثها لوكالتنا أن الاحتلال التركي يستخدم قطع المياه كسلاح ضد أهالي المنطقة، مؤكدةً أن لا حل أمامهم إلا الحفاظ على ما تبقى من ثروات مائية في المنطقة.  

أشارت النائبة في إدارة البيئة لإقليم الجزيرة في شمال وشرق سوريا آلاء السطل إلى أنه مع اندلاع الحرب في سوريا واستمرارها لأكثر من عقد من الزمن تعرضت العديد من المناطق لأضرار بيئية بسبب ما خلفته الحرب من نفايات ومواد كيميائية أثرت بشكل سلبي على البيئة، بالإضافة إلى هجمات الاحتلال التركي الذي استخدم الأسلحة المحرمة دولياً ضد المنطقة.

وأوضحت أن الاحتلال التركي يرتكب بشكل مستمر انتهاكات وجرائم حرب بحق المنطقة، "إحدى هذه الممارسات قطع مياه نهر الفرات وهذا ما جلب معه الكثير من الآثار السلبية والأضرار التي تأثر بشكل رئيسي على البيئة وحياة أهالي المنطقة"، وترى أن "الاحتلال التركي لم يتمكن من الانتصار علينا لذا لجأ إلى سياسات أخرى من بينها محاربتنا بالمياه".

وتابعت آلاء السطل حديثها بالإشارة إلى أنه "نتيجة قطع الاحتلال التركي لمياه نهر الفرات بشكل مستمر اضمحل النهر وأدى للعديد من التداعيات، فعندما تقل المياه تظهر مستنقعات وحشرات تنقل الأمراض الخطيرة التي تأثر على البيئة والإنسان والحيوانات، بالإضافة إلى حدوث التصحر مع مرور السنوات وخاصة في هذه الفترة التي يعاني فيها العالم بأكمله من مشكلة المياه، كما يرتبط ذلك بقلة إنتاج الكهرباء وهذا ما يؤدي إلى زيادة عدد المولدات في المنطقة مما يتسبب في زيادة استخدام المحروقات والتلوث الجوي الذي تسببه الغازات السامة من المولدات والحراقات، ويمكننا القول أن قطع المياه عبارة عن دائرة واسعة من المشاكل البيئية المتصلة ببعضها والتي تؤثر على كل شيء. الإنسان مرتبط بالبيئة وأن تأثر توازنها تنتهي البشرية".

 

"بالتعاون والتوعية يمكننا تخفيف الأضرار البيئية"

ولفتت آلاء السطل إلى قلة هطول الأمطار في السنوات الماضي نتيجة الاحتباس الحراري مشيرةً إلى أن ذلك يسبب التصحر والجفاف والأمراض وقلة المياه الجوفية، لافتةً إلى أن "الاحتلال التركي يعيد اللاجئين وهذا ما يؤدي الى زيادة الطلب على المياه التي هي بالأساس غير متوفرة بالشكل الكافي".

وأكدت أن على أهالي المنطقة ترشيد استهلاك المياه "علينا الحفاظ على ما نملك من مياه تجنباً للمشاكل الأكبر التي من الممكن أن نتعرض لها في المستقبل، لأن الحرب الدائرة في المنطقة تضعف من إمكانياتنا للوقوف أمام هذه التحديات، ولكننا نعمل وفق الإمكانيات المتاحة للتقليل من تداعيات شح المياه".

وعن المشاريع التي تقوم بها مديرية البيئة قالت "نحاول مواجهة المشاكل بالإمكانيات الموجودة لدينا، كالتقليل من عدد الآبار الارتوازية التي تسبب في تقليل المياه الجوفية، واستخدام المياه حسب الحاجة الضرورية فقط، بالإضافة إلى زراعة الأشجار لزيادة الغطاء النباتي تجنباً لحدوث التصحر والحفاظ على البيئة، فالخطوات المهمة يمكن أن تكن بسيطة لكن تأثيرها المستقبلي كبير، كما نحرص على إعطاء محاضرات توعوية حول خطورة نقص المياه والتلوث البيئي وهدر المياه.

وأكدت في ختام حديثها أنه يقع على عاتق الجميع الحفاظ على الثروة المائية، "علينا أن نحافظ على البيئة من أجل مستقبل الأجيال القادمة فإن لم نحافظ على المياه لن يكون هنالك مستقبل لأطفالنا وبيئتنا".