ناشطة تونسية: نناضل من أجل تحقيق العدالة المناخية

في ظل التغيرات المناخية الذي يشهدها العالم، تعمل جمعية المليون ريفية، من خلال تنظيم مبادرات استباقية تفاعلية على تسليط الضوء على المجتمعات الريفية الأكثر تهميشاً وهشاشة وتأثراً بالتغيرات المناخية.

نزيهة بوسعيدي

تونس ـ أكدت الناشطة الحقوقية وعضو في جمعية المليون ريفية، ليلى الجندوبي أنهم لا زالوا يناضلوا في سبيل تحقيق العدالة المناخية وتقديم الدعم للنساء العاملات اللواتي تعتبرن من أكثر الفئات تضرراً من تلك التغيرات.

العدالة المناخية هي معالجة العبء غير المتكافئ لتأثير التغيرات المناخية على الطبقات الفقيرة والمهمشة والسعي إلى توزيع أكثر عدالة لأثارها على المستوى المحلي والوطني والعالمي من خلال المبادرات الاستباقية والتفاعلية والتي تعتمد على مبدأ حقوق الإنسان، وتعتبر المجتمعات الريفية الأكثر تهميشاً وهشاشة من بين كل المجتمعات والأكثر تأثراً بالتغيرات المناخية، وبحاجة إلى المساعدة والعون َمن طرف المجتمع المدني.

وحول هذا الموضوع قالت الناشطة الحقوقية وعضو في جمعية المليون ريفية ليلى الجندوبي "نناضل جنباً الى جنب مع صغار الفلاحين والنساء الريفيات من أجل تحقيق العدالة المناخية خاصة في تونس والتي تعتبر من البلدان الأكثر تضرراً من التغيرات المناخية، مشيرةً إلى أن الضرر الأكبر من تلك التغيرات خاصة في المناطق الريفية يقع على النساء العاملات.

وأكدت أنهم في الجمعية خاضوا العديد من المواجهات من أجل ذلك، خاصة في رادس بالضاحية الجنوبية للعاصمة، حيث عملت السلطات على إزاحة الغابة التي تعتبر متنفساً للسكان من أجل فتح طريق سينتفع به أحد المستثمرين الذي قام بإنشاء فضاء تجاري بالمنطقة، لكننا تمكنا من أفشال المشروع واستطعنا الحفاظ على الغابة".

ولفتت إلى أنه "في عام 2019 خاضت الجمعية العديد من التحديات لأجل غابة بن عروس عندما قررت السلطات المعنية اقتلاع الأشجار في إطار تهيئة المدخل الجنوبي للعاصمة، فعملنا على تعويضها لأنها متنفس للأهالي وقمنا بتوزيع حوالي 4 آلاف شجرة في إطار تحقيق العدالة المناخية".

وأوضحت أن "وزارتي التجهيز والبيئة وبلدية بن عروس وعدتنا بتجهيز منتزه حضري لفائدة المنطقة"، مشيرةً إلى أن أهم مشكلة واجهناها منذ عام 2010 هي مشكلة البحر حيث كانت شواطئ رادس والزهراء وحمام الأنف وحمام الشط وبرج السدرية وبئر البي من أهم الشواطئ، لكن واجهت أشكال تصريف مياه الصرف الصحي التي تصب جميعها في البحر".

وقالت "نددنا كثيراً حتى قامت وزارة الصحة في عام 2014 بتنظيف الشواطئ الممنوعة من السباحة لتؤكد عمق المشكلة"، مؤكدةً أن إحدى الدراسات التي تم إعدادها عام 2017 بينت تسرب الغاز الذي يمر عبر بحر رادس حيث كان هناك ثقب في أحد الأنابيب، وزادت شركة الكهرباء والغاز من حدة المشكلة من خلال إرسال ذبدبات قوية جداً تتسبب في تسخين المياه، فتنتج عنها ظاهرة الطحالب بشاطئ حمام الأنف وأعطت مشهد اللون الأخضر لمياه البحر".

وفي ختام حديثها قالت ليلى الجندوبي "مازلنا نناضل من أجل تحقيق العدالة المناخية ونعمل في الضاحية الجنوبية حيث توجد مشاكل عديدة، لذلك نقوم بالعمل مع صغار البحارة على مواجهة المشاكل التي يعانون منها في البحر أو التي تعترض حياتهم اليومية".