أنشطة قطع الأشجار الحراجية في سردشت وبانه

أدت الأنشطة في غابات سردشت وبانه شرق كردستان إلى تدمير الغابات على نطاق واسع، وبسبب تواطؤ القوى المحلية وغياب الإشراف الكافي، تفاقمت هذه الأزمة البيئية.

نسيم محمد خاه

بانه ـ في السنوات الأخيرة، أصبح تدمير غابات سردشت وبانه بشرق كردستان أحد أخطر القضايا البيئية في هذه المناطق، فقد أدت الأنشطة المنظمة التي يبدو أنه تقودها مجموعات المخفية إلى تدمير أجزاء كبيرة من الغابات التي يعود تاريخها إلى قرون مضت في هذه المناطق.

في السنوات القليلة الماضية، وعلى الرغم من التحذيرات المتكررة للناشطين البيئيين، وبسبب المشاريع الممنهجة التي تنفذها المؤسسات الأمنية لتحويل غابات زاغروس إلى مناطق خالية من الأشجار بهدف السيطرة العسكرية على المنطقة، يتزايد تدمير هذه المناطق عاماً بعد عام.

في حوار مع وكالتنا تحدثت الخبيرة البيئية شلير.ر عن أنشطة هذه المجموعات، والأساليب المستخدمة في تهريب الأخشاب، وكيف تمر بالقرب من النقاط العسكرية دون أي عوائق.

 

كيف تعمل المافيا ولماذا أصبح تدمير غابات سردشت وبانه خطيراً إلى هذا الحد؟

تستخدم مجموعات المافيا هذه معدات متطورة وآلات ثقيلة، ومرافقة مسلحة، ومناشير خاصة بدون صوت على نطاق واسع. إنهم يقطعون أشجار الغابات، وعملياتهم منظمة للغاية ودقيقة، حيث يقومون بقطع الأشجار وتحميلها بانتظام وبكميات كبيرة، ويتم بعد ذلك نقل هذه الأشجار إلى المدن الكبرى كخشب خام، أو تهريبها لإنتاج الفحم، الذي يزداد الطلب عليه في الأسواق غير القانونية، ويعود هذا الدمار الواسع النطاق إلى غياب الإشراف الكافي، وفي بعض الحالات إلى تعاون القوات المحلية مع هذه المجموعات.

 

ما تفسيرك لمرور المهربين بالقرب من الحواجز العسكرية دون أي عوائق؟ هل هناك حقاً رقابة غير كافية أم أنهم متواطئون؟

هذا هو واحد من أكبر المخاوف، وتشير العديد من التقارير إلى أنه على الرغم من وجود نقاط تفتيش في المنطقة، إلا أن المهربين يمرون منها بسهولة، حتى أن معظم الأماكن التي يحدث فيها الدمار تقع على بعد بضع مئات من الأمتار إلى بضع كيلومترات من هذه الحواجز، وهذا يدل، أولاً، على عدم وجود رقابة، وثانياً، على أن القوات العسكرية متواطئة مع هؤلاء المهربين وتأخذ الرشاوى منهم، كما أنهم في كثير من الأحيان يبررون ذلك بذريعة الأمن وفي كلتا الحالتين، النتيجة النهائية هي نفسها المزيد من إزالة الغابات وتدمير البيئة.

 

برأيك ما هي الإجراءات التي يجب اتخاذها لمنع هذه الدمار؟

أولاً وقبل كل شيء، هناك حاجة إلى تغيير جذري في النهج في مراقبة المنطقة والسيطرة عليها وينبغي للمؤسسات المسؤولة أن تتعامل بجدية أكبر مع هذه القضايا وأن توقف أنشطة المافيا كما أن إعلام المجتمع المحلي وتعزيز الإشراف العام يمكن أن يلعب دوراً مهماً في الحد من عمليات التدمير هذه ومن ناحية أخرى توثيق التعاون مع الناشطين البيئيين والاستفادة منهم خبرتهم ومعرفتهم يمكن أن تساعد أيضاً في الحد من هذه الأزمة.

 

كخبيرة بيئية هل تعتقدين أن المشاريع الأمنية التي أدت إلى تدمير الغابات أثرت في هذه الأزمة؟

إن هذه المشاريع الأمنية، التي يتم تنفيذها بهدف السيطرة العسكرية على المنطقة، لعبت للأسف دوراً مدمراً للغاية للغابات، ومن خلال تطهير مناطق الغابات، تحاول المؤسسات الأمنية السيطرة على المنطقة بشكل أكبر، لكن هذه السياسات تأتي على حساب تدمير الطبيعة وتدمير النظم البيئية الحساسة، وإذا استمر هذا الاتجاه، فلن يقتصر الأمر على غابات سردشت وبانه فحسب، بل إن النظام البيئي في زاغروس بأكمله سيكون في خطر. هذه القضية لا تشكل تهديداً للبيئة فحسب، بل مع مرور الوقت ستؤثر سلباً أيضا على حياة السكان المحليين.