رانيا شامية... عسلها حب وغذاء وتَميز

تعمل في صنع العسل وتسويقه وتوزيعه الذي كان وما يزال معروفاً أنه عمل الرجال، لا تعنيها التعليقات السلبية فهي مقتنعة بحقها في العمل الذي ترغب به

أماني المانع 
دمشق ـ رانيا شامية مهندسة زراعية عمرها ٢٣ عاماً، .
لم يكن حلماً كما تقول، بل إن أحد الأشخاص اقترح عليها مشاركته العمل في منحلته الخاصة بجهدها وعملها، ومن هنا انطلق المشوار. ومن خلال الدراسة والممارسة وما تعلمته من اليوتيوب جعلت من هذا العمل رغم مشقته ممتعاً واستطاعت تذليل الصعوبات والوصول لنتائج جيدة.  
تقول رانيا شامية أن العمل شاق وخَطر فهم معرضون لمهاجمة النحل لكنها اعتادت على حماية نفسها من ذلك "يتم تدخين الخلايا بمواد عطرية تساعد على تهدئة النحل كي لا يهاجمنا، وارتدي البدلة الواقية وهذا الأمر ليس بالسهل في فصل الصيف". تضيف "كل 15 يوماً نقوم بالكشف عن الخلايا ناهيك عن استخلاص العسل وتسويقه، وأقوم بذلك عبر مواقع التواصل الاجتماعي".   
أما عن تقبل المجتمع لعملها وكيفية تعامل الناس معها قالت "البعض يثق بشراء العسل مني كوني مهندسة زراعية، والبعض الآخر يرى في شراء العسل من امرأة تجربة غريبة وجديدة فيشتري".    
وأكدت أن العمل لا يجوز أن يصنف على أنه خاص بالرجال أو النساء فالمهم هو العيش الكريم دون طلب المساعدة من أحد "أرى أن تجميع العسل وتسويقه والعمل في المنحلة هو من اختصاص المهندسين الزراعيين رجالاً كانوا أم نساء، كذلك التسويق والبيع، فلا فرق أراه في هذا الأمر بين رجل وامرأة". 
لا يخلو العمل من الصعوبة كما تُشير رانيا شامية لكنها سعيدة بعملها كونها أصبحت امرأة ناجحة لديها مشروعها الخاص "واجهتني بعض الصعوبات كبعد مكان المنحلة، وعملية نقل الخلايا من مكان لآخر، كذلك تنقلي من منحلة لأخرى حسب نوع العسل، والعمل في أيام الحظر حين تفشى وباء كورونا، لكن عملي في المنحلة فتح لي العديد من الأبواب، علمني قوة الشخصية والاستقلال والاعتماد على الذات والمسؤولية، عرفني الناس من خلال تواصل وسائل الإعلام والصحافة معي، فكسبت محبة الناس والدعم والتشجيع".   
تبعد المنحلة عن مكان سكن رانيا شامية وعائلتها فهي تسكن في مدينة مسرابا التابعة لناحية حرستا بينما عملها في بلدة زاكية التابعة لناحية الكسوة. 
لا تكتفي رانيا شامية بالعمل في المنحلة لكنها أيضاً تقود الدراجة الهوائية وهو ما عرضها للنقد الشديد من قبل فئة كبيرة من الناس "نقوم بتوصيل الطلبات إلى المنازل عبر استخدام وسائل النقل العامة، لكن ومع انتشار فايروس كورونا أصبحت استخدم الدراجة الهوائية".
أما عن ردود الفعل حول عملها وقيادتها للدراجة فأشارت إلى أن الآراء تضاربت حول عملها "وجدت التشجيع من عائلتي، فهم يفخرون ويسعدون بنجاحي وسعادتي واعتمادي على نفسي، أما الناس بشكل عام فهناك من يثني ويدعم ويشجع وهناك أيضاً التعليقات السلبية لأنهم يعتبرون عملي بالمنحلة أو ركوبي الدراجة أمران غريبان، لكنني مقتنعة ومستمتعة بعملي، أحب التجربة وأسعد بما أصل إليه من نتائج".  
لا تتوقف طموحات المهندسة الزراعية رانيا شامية عند هذا النجاح فهي ما زالت تعمل لتطوير خبرتها في صناعة العسل، وتحضر لرسالة الماجستير والتي ستكون عن إنتاج نوع جديد من العسل لزهرة جديدة ستقوم هي بزراعتها.
وتتمنى أن يكون لديها منحلتها الخاصة، وأن تحصل على علامة تجارية خاصة بعسلها ليكون معروفاً ويوزع على المحال التجارية والصيدليات، "لتحقيق ذلك احتاج لدعم مادي كبير، المشروع لا يوقف أحلامي باستكمال تعليمي فأنا أسعى لأن أصبح معيدة في الجامعة فقد كنت الأولى على دفعتي".    
استفادت رانيا شامية من شهادة تدريب أيروبك وزومبا، التي حصلت عليها من الاتحاد الرياضي العام والخاص بذوي الاحتياجات الخاصة فبدأت مشروعها الخاص الذي أسمته (مع متلازمة الحب) منذ عام 2017، تقول عن فكرة المشروع "أحببت أن أقدم شيئا لذوي الاحتياجات الخاصة (متلازمة داون، شلل دماغي، صم وبكم)، فاتجهت لتدريبهم، فريقي مؤلف من 16 شاباً وشابة أدربهم على حركات الرقص التي تساعدهم على التركيز الذهني وتمنحهم القوة والسعادة والشعور بالنجاح". 
أما عن العروض التي قدموها فتقول "قدمنا العديد من العروض في ساحة الأمويين وفي المراكز الثقافية كمركز أبو رمانة والمزة، كما قمنا بزيارة مشفى أطفال السرطان والعديد من الأنشطة".  
يقوم فريقها بالتدريبات في زاوية معينة من ملعب تشرين الرياضي لكن لم يتم تخصيص مكان لهم "أتمنى أن يتم تخصيص صالة لتدريبهم وأن يقدموا عرضاً في دار الأوبرا وأن يوزع ثمن التذاكر عليهم كباقي الفرق".
تثني رانيا شامية على فريقها "هؤلاء الأطفال تعلمت منهم القوة والتصميم، منحوني قوة الاستمرار".