"مشغل شمس" مشروع لتمكين النساء اقتصادياً

افتتح مشغل شمس في جنوب قطاع غزة تلبية لرغبة النساء بالعمل من أجل إعالة أسرهن وتوفير مستلزماتهم واحتياجاتهم الأساسية في ظل عدم توفر مصدر دخل.

نغم كراجة

غزة ـ استجابة لاستغاثت النساء في المناطق المهمشة، افتتحت جمعية حواء المستقبل "مشغل شمس"؛ لتوفير فرصة عمل للنساء والفتيات في قطاع غزة، وإعالة أسرهن بدلاً من طلب المساعدات.

تجلس مها أبو شاويش البالغة من العمر (42 عاماً) خلف آلة الخياطة لتقوم بمهامها من حياكة وخياطة الملابس من أجل تأمين قوت يومها وإعالة أسرتها، وعن ذلك تقول "أعمل في مجال الخياطة منذ 15 عاماً في المنزل، لكن لم يحالفني الحظ في إيجاد فرصة عمل بمؤسسة أو مشغل".

ولفتت إلى أنها تعيل أسرتها بالكامل المكونة من سبع أفراد من بينهم شابان من ذوي الاحتياجات الخاصة، أما الآخرين لا زالوا يكملون تعليمهم في المدارس والجامعات "زوجي عاطل عن العمل منذ سنوات طويلة نتيجة إصابته بمرض حاد، وأسعى دائماً لإيجاد عمل مستقر حتى أسد احتياجات أسرتي بغض النظر عن الأجر الرمزي".

 

 

بينما روت سلوى حرب البالغة من العمر (27 عاماً) رحلة عملها بدءاً من تصميم الجرافيك إلى تصميم الملابس وخياطتها "حاولت كثيراً العمل في وظائف قريبة من تخصصي بتصميم الجرافيك وبأجر زهيد، لكن الأوضاع في قطاع غزة متردية، ونحن كنساء أصبحنا نحب العمل من أجل تحقيق الاكتفاء الذاتي، وتلبية متطلباتنا الأساسية، وتخفيف العبء عن الأسرة".

وأشارت إلى أنها انتقلت إلى دراسة تصميم الملابس لمدة عامين من أجل أن تحظى بفرصة عمل تسد احتياجاتها الشخصية، وتأمل أن يكون مشغل شمس هو الأمل الذي سيغير حياتها للأفضل "أواصل العمل ليلاً ونهاراً حتى يخرج مشغل شمس للنور ويزداد التعامل معه".

 

 

بدورها قالت المديرة التنفيذية لجمعية حواء المستقبل التي تأسست عام 2007، لمياء أبو حرب إن "الجمعية تهتم بالمرأة وتقدم لها الخدمات التعليمية والتنموية والإغاثية، وبالرغم من استمرار الحصار والمعاناة التي يعيشها قطاع غزة إلا أننا لم نتوانى عن مسيرتنا، وساهمنا قدر المستطاع من تخفيف الضغوطات عن كاهل المرأة حتى في ظل التحديات التي واجهتنا".

وحول الأهداف العامة للجمعية، بينت أن الجمعية تسعى إلى زيادة الوعي المجتمعي للمرأة الشابة في مجالات مختلفة، وتأهيلها وتنميتها وبناء قدراتها المهنية وتفعيل دورها في المجتمع، بالإضافة إلى توفير الاستشارات القانونية والاجتماعية والنفسية والتعليمية للمرأة في فلسطين.

ولفتت إلى أن تردد النساء من المناطق المهمشة على الجمعية طلباً للعمل، جعلها تفكر بإنشاء مشغل للخياطة تعمل فيه النساء، ومن هذا المنطلق افتتحت جمعية حواء المستقبل مشغل شمس للخياطة "جلبت سبع آلات خياطة داخل المشغل وأعلنت عن حاجتنا لنساء تعملن في هذا المجال فتقدمت سبع نساء معيلات لأسرهن".

وحول التحديات التي تواجههم، أشارت لمياء أبو حرب إلى أن المشروع كغيره من المشاريع واجه عدة تحديات منها "عدم وجود دخل ثابت للعاملات في المشغل، ولم يتم التشبيك والتعاون مع إحدى المحلات التجارية حتى الآن نظراً لأن الترويج للمشغل والمنتجات ضعيف".